أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء البوسالمي - الإعاقات الدينيّة في البرامج التّلفزيّة : برنامج ”يصلح رايك“ نموذجا














المزيد.....


الإعاقات الدينيّة في البرامج التّلفزيّة : برنامج ”يصلح رايك“ نموذجا


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 5195 - 2016 / 6 / 16 - 00:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنويه : يبدو أنّ تصاعد المدّ الديني و كثرة البرامج الدينيّة في الإذاعات و كلّ وسائل الإعلام عموما هو من الأسباب الرئيسيّة لإنتشار ”الدّمغجة“ و التشدّد الديني. و على عكس ما يذهب إليه جهابذة الإسلام المعتدل بنظريّاتهم الدّاعمة للإسلام الزيتونيّ فإنّ برنامج ”يصلح رايك” على قناة الزّيتونة و مقدّمها مثال على ما يشرّع له الخطاب الدّيني من دعوة للقتل و بثّ الكراهية بين المواطنين و رفض كلّ مختلف.
رمضان و شجرة الزّقوم
لم يمر أسبوع على رمضان حتّى شاهدنا مجموعة من التصرفات التي تذكرنا بعصور غابرة أين كان لرجال الدّين سطوة على المجتمعات عندما كان الرب متغلّبا على العقل. ففي حملة ملاحقة و هرسلة للمفطرين في هذا الشّهر، توعّد عادل العلمي الجميع و عزم على تصوير و فضح كلّ المفطرين متناسيًا حريّة الضّمير ضاربا بالدّستور عرض الحائط. هذا الخطاب في الحقيقة يتماشى مع ما تذهب إليه قناة سمّت نفسها قناة الزيتونة ولأنّها قناة تدعو إلى الكراهية و تعِدُ التونسيّين بنار جهنّم (بإستثناء مشاهديها طبعا) كان من الأجدر أن تتخلّى عن إسمها هذا و تستبدله بقناة الزّقوم تلك الشّجرة التي نجدها في القرآن و التي يعتقد المسلمون أنّها تنمو في جهنّم و ثمارها غذاء من في جهنّم، هكذا يصبح إسم هذه القناة متماشيا مع الخطاب الجهنّمي الذي تروّج له و الذي و للأسف نلاحظ إقبالا متزايدا عليه.
التعصّب الدّيني و الخطاب التّحريضي
مقدّم هذا البرنامج محمّد العفاس يعتمد إسترتيجية دقيقة في التعامل مع المواضيع التي يطرحها. ففي كلّ حلقة يضع آراء الآخرين محلّ نقد و لكن مع نتيجة نهائية و هي أنّ الإسلام في تونس في خطر و لابد من التدخّل لإنقاذه، كما لا يتردّد كلّ مرة في التّشكيك في آراء مجموعة من المفكرين دون تقديم أيّ حجج لنقض هذه الآراء.
* حلقة الإسلام التّونسي
في هذه الحلقة يمكن أن نستنتج من قراءة العنوان و قبل الخوض في المحتوى أنّها طريقة للتهكّم على آراء و أطروحات المثقفين التونسيين و حتّى من عادات و تقاليد الشّعب التونسي الذي إبتعد عن الإسلام الصحيح و إبتدع إسلاما على الطريقة التونسيّة. تبدأ الحلقة بالتّهكم على وقف الفنّان وفيق الغربي و هو موقف لا يمكن إلا أن يعكس سوء نيّة من مقدّم البرنامج إذ أنّ ما قاله الغربي لا علاقة له بموضوع الحلقة و لكنها وسيلة لتجييش الرأي العامّ و إظهار كره التونسيين للحركات الإسلامية و منه للإسلام. ثمّ يقع التّركيز بعد ذلك على مجموعة من التّصريحات للدكتورة آمال القرامي و التي فسّرت من خلالها مجموعة من النقاط التاريخيّة و يتعمّد العفاس إخراج القرامي كأنها لا تفقه شيئا و تحاول هدم ثوابت دينه و كلّ هذا مبنيّ على مقاطع فيديو لا تتجاوز مدتها الدقائق طبعا مع مجموعة من الآيات و الأحاديث التي يردّدها في كلّ مرّة، فهل قرأ هذا ”الدكتور“ ملفات القرامي ؟
* حلقة القرآنيون / منكرو السنة
في هذه الحلقة و منذ البداية ينصّب المقدّم نفسه على أنّه مالك للحقيقة و هو الذي سيقيّم مدى صحّة مذهب القرآنيّين و الغاية من ذلك طبعا هي مهاجمة كلّ فكر مختلف و شيطنة المفكرين و تحقيرهم. و الهدف الحقيقي للقناة من خلال مثل هذه البرامج هو إلغاء كلّ تفكير حرّ بالترهيب من خلال تجييش العامة و تكفيره من جهة و نشر الإسلام السني بطقوسه القروسطية.
*حلقة المثليّة الجنسيّة
هذه الحلقة هي تحريض على مثيي الجنس و كالعادة يرتكز مقدّم البرنامج على مجموعة من الحجج الدينية بالأساس و التي لا يمكن أن تُعْتَمَدَ في هذا الموضوع الذي حسم العلم أمره منذ نهاية الثمانينات و لم تعد المثليّة الجنسيّة مرضا. يتعرّض هذا البرنامج لهذا الموضوع بهدف تكفير المثليين و تأليب المشاهدين هي دعوة صريحة للعنف و الحدّ من الحريّة الشخصيّة للأفراد.
إنّ تغافل الهايكا و تسامحها مع هذه البرامج يؤدّي إلى إنتشار عاهات دينيّة و عقد نفسيّة كثيرة و هذا ما يكون سببا فيما ما نلاحظه اليوم من تصاعد للتطرف الديني و الإقبال على الحركات الجهاديّة. كما لا يمكن أن ننسى أن هذا الفكر المتصلّب و المتخلّف يعدّ من أهمّ العوامل التي تساهم في نشر رفض الإختلاف و محاولة فرض نمط تفكير واحد و هو ما تسعى إليه مثل هذه القنوات المهتمّة بالبروباغندا الدينيّة و التي تجد رواجا في صفوف المهووسين من المساندين لوهم إقامة الخلافة الإسلاميّة



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المتوحشين الجدد وحقيقة الطبيعة البشرية
- فِي إِسْتِبْدَاِدِ اٌل”هُمْ“
- كتاب ”الأيّام الأخيرة في حياة محمّد“ لهالة الوردي : رحلة الب ...
- إصلاح الإسلام (6) : محمّد و الوحي (الجزء الثّاني)
- راب تونسي : فريد المازني ( المُهَاجِر )
- إصلاح الإسلام (5) : محمّد و الوحي
- لاَ لأَسْلَمَةِ المجتمع … لاَ للقرآن في مدارس الجمهوريّة
- مقداد السهيلي : عندما يصبح الفنان رمزا للفشل و الرجعيّة
- راب تونسي : كلاَيْ بِي بِي جِي
- راب تونسي : دَابْ أَمْ دِي
- حول تقهقر منظومة التّعليم في تونس
- راب تونسي : فِينِيكْسْ
- ”إنتصاب أسود“ أو عندما تتحوّل الرّواية البورنوغرافيّة في تون ...
- راب تونسي : رَادْستَارْ رَادِي
- إصلاح الإسلام ( 4 ) : هل توجد مساواة بين الجنسين في الإسلام ...
- سائق الحافلة
- فيلم شبابك الجنة: إبداع في تجسيد المعاناة
- إصلاح الإسلام ( 3 ) : المنطلقات الفكريّة للخطاب الدّيني ( ال ...
- نَحْوَ تَحْلِيلٍ أُنْترُوبُولُوجِي لِلْبُورْنُوغْرَافِيَا (1 ...
- إصلاح الإسلام ( 2 ) : نقد الخطاب السّلفي


المزيد.....




- كيفية استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 لمتابعة أقوى ال ...
- رجال دين دروز من سوريا يلتقون بالزعيم الروحي للدروز في إسرائ ...
- شيخ الأزهر يوجه خطابا للأمم المتحدة بسب تهديدات -الإسلاموفوب ...
- الأذان الجماعي في الجامع الأموي.. طقس دمشقي يزيده رمضان حضور ...
- 90 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى ا ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من الشعراء والادباء في الب ...
- 90 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى ا ...
- المجر تطالب بحماية التراث المسيحي وإغلاق الباب الأوروبي أمام ...
- بسبب عيد المساخر اليهودي الاحتلال يبعد جنودا له من غزة
- كاتب إيطالي: إسرائيل تلعب ورقة الطائفية كما فعلت فرنسا قبل ق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء البوسالمي - الإعاقات الدينيّة في البرامج التّلفزيّة : برنامج ”يصلح رايك“ نموذجا