أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - بان كي مون ..لمناديلا صوتٌ في الاهوار















المزيد.....


بان كي مون ..لمناديلا صوتٌ في الاهوار


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 21:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بان كي مون ..لمناديلا صوتٌ في الاهوار
نعيم عبد مهلهل
سكن الزنوج البصرة ، وهم ليسوا من بقايا ثورات سبارتكوس أو الزنج ، وليسوا جندا في عاصفة القرامطة التي هبت من البحرين لتصل البصرة وكميت ومدينة الكوت .
فقد كان منهم من تواجد قبل زمن عتبة بن غزوان ، وربما احد ملوك أكد أو سلالة أور الثالثة اتى ببعض منهم مع سفن التجارة السومرية التي يقال انها تذهب أبعد من مسقط الى زنجبار ومصوع واديس ابابا . لهذا كان من بعض هوايات الملوك تجميع العبيد السود في مكان من القصر ويمارسون مهنا بيتية او زراعية ، وفي الكثير من اللوحات هم حاملوا المهفة فوق ؤوس الملوك أو صيادو أسود.
ومن البصرة قبل أن تبصر وتصبح حاضرة بيوت من الطين والحجر ، كانت مينائها يضخ للجنوب التجارة والتمر وثمر السدر والبمبر والزنوج الاشداء ، وعرفت هذا من ( ادهيم مرواد مارد ) الرجل المعيدي الذي كان يستضيفنا كل ليلة جمعة نحن معلمي مدرسة قرية المحاريث الواقعة في عمق اهوار الجبايش أن في بعض قرى الاهوار كان من يعيش فيها من هو من اصل زنجي ، ويقول انه يعرف ( عفلوك العبد ) الذي مات وعمره مئة عام قد اتى وزوجته هاربا من قسوة شيوخ المنتفك عليه لأنه عصى امرا لاحد مشايخ منطقة الخميسية ، وانجب درزينة من الابناء والابناء ذهبوا الى البصرة وجلبوا نساء بسحنتهم وتزوجوهن فكانت في قرية السادة المهافيف اكثر من بيت رب عائلته اسود ، ولكنهم لم يربوا الجواميس ، بل اغلبهم كان صياد سمك ( كرافه ).
يتحدث أدهيم عن عفلوك أنه ذات يوم اوصل خمسة من الجندرمة الترك المسلحين الى قرية طلبوا الوصول اليها لجلب الضرائب ، لكن اهالي القرية امتنعوا عن الدفع ، فأجبروهم بالقسوة على الدفع ، عندها رفض عفلوك اعادتهم الى مخفرهم في اطراف الهور القريب من سوق الشيوخ ، هددوه فرفض . فما كان منهم إلا أن اعادوا ما اخذوه من الناس حتى يعيدهم وإلا ان بقوا ليلا هنا فلا ضمان لحياتهم .وعندما وصلوا الى المخفر كبلوه وسجنوه بتهمة مساعدة متمردين .
بقي عفلوك سجينا في مخفر ( وانة ) لسنوات طوال ، دون أن يحاكم ويسأل عنه احد ، عدا اهل القرية التي دافع عن اهلها ، فلقد اغاروا على المخفر ليحروروا عفلوك إلا انهم لم يفلحوا ، فقد كان يرد عليهم الجنود الترك بنيران حامية من مدفع رشاش مثبت على سطح المخفر.
واخيرا نال عفلوك حريته بعد ان تمت هزيمة الترك في العراق من قبل الحملة البريطانية القادمة من البصرة.
تلك قصة عفلوك ، انها تشبه قصة نيلسون مانديلا ، لكن بسبب المكان والجغرافية المنعزلة لم يعرف احد ان زنجيا عاش مع المعدان كانت له قصة وموقف مشابهة لمواقف نيلسون مانديلا.
الفرق ان عفلوك انتمى لمظلومية اهل قريته ، ومانديلا انتمى لمظلومية اهل بلده.
الحديث الآن موجه الى بان كي مون ، ليشعر ان المكان الازلي للارض سومر وثوراتها القديمة والحديثة يحتاج لمن يعتني به.
لكن بان كي مون المؤدلج ببرنامجه اليومي البيروقراطي وفق رؤى الاحداث الكبيرة ( داعش ، ليبيا ، اليمن ، الصومال ، افغانستان ، بوكو حرام في نايجيريا ، محاكم جرائم الحرب ، وسوريا ، العراق) لن ينتبه الى معاناة الذي اعلن فيه عفلوك ثورته ضد الجندرمة ذات يوم .
ولكن حتما وصلته قداسات وتظلم ومناشدات اهل العراق من اجل اثارهم واهوارهم لتحمى من عبث العطش والحروب وامراض البلهارزيا والاسهال.
يسمع أو لايسمع .لا أعرف . ولكني اعرف لو أن عفلوك العبد حياً يرزق الآن لذهب اليه بمشحوفه من الاهوار الى مقر الامم المتحدة في نيويورك .ولرفع هناك قبضته السوداء ومرديه الخشبي الطويل احتجاجا على اهمال بان كي مون لاهوارنا.



نعيم عبد مهلهل
سكن الزنوج البصرة ، وهم ليسوا من بقايا ثورات سبارتكوس أو الزنج ، وليسوا جندا في عاصفة القرامطة التي هبت من البحرين لتصل البصرة وكميت ومدينة الكوت .
فقد كان منهم من تواجد قبل زمن عتبة بن غزوان ، وربما احد ملوك أكد أو سلالة أور الثالثة اتى ببعض منهم مع سفن التجارة السومرية التي يقال انها تذهب أبعد من مسقط الى زنجبار ومصوع واديس ابابا . لهذا كان من بعض هوايات الملوك تجميع العبيد السود في مكان من القصر ويمارسون مهنا بيتية او زراعية ، وفي الكثير من اللوحات هم حاملوا المهفة فوق ؤوس الملوك أو صيادو أسود.
ومن البصرة قبل أن تبصر وتصبح حاضرة بيوت من الطين والحجر ، كانت مينائها يضخ للجنوب التجارة والتمر وثمر السدر والبمبر والزنوج الاشداء ، وعرفت هذا من ( ادهيم مرواد مارد ) الرجل المعيدي الذي كان يستضيفنا كل ليلة جمعة نحن معلمي مدرسة قرية المحاريث الواقعة في عمق اهوار الجبايش أن في بعض قرى الاهوار كان من يعيش فيها من هو من اصل زنجي ، ويقول انه يعرف ( عفلوك العبد ) الذي مات وعمره مئة عام قد اتى وزوجته هاربا من قسوة شيوخ المنتفك عليه لأنه عصى امرا لاحد مشايخ منطقة الخميسية ، وانجب درزينة من الابناء والابناء ذهبوا الى البصرة وجلبوا نساء بسحنتهم وتزوجوهن فكانت في قرية السادة المهافيف اكثر من بيت رب عائلته اسود ، ولكنهم لم يربوا الجواميس ، بل اغلبهم كان صياد سمك ( كرافه ).
يتحدث أدهيم عن عفلوك أنه ذات يوم اوصل خمسة من الجندرمة الترك المسلحين الى قرية طلبوا الوصول اليها لجلب الضرائب ، لكن اهالي القرية امتنعوا عن الدفع ، فأجبروهم بالقسوة على الدفع ، عندها رفض عفلوك اعادتهم الى مخفرهم في اطراف الهور القريب من سوق الشيوخ ، هددوه فرفض . فما كان منهم إلا أن اعادوا ما اخذوه من الناس حتى يعيدهم وإلا ان بقوا ليلا هنا فلا ضمان لحياتهم .وعندما وصلوا الى المخفر كبلوه وسجنوه بتهمة مساعدة متمردين .
بقي عفلوك سجينا في مخفر ( وانة ) لسنوات طوال ، دون أن يحاكم ويسأل عنه احد ، عدا اهل القرية التي دافع عن اهلها ، فلقد اغاروا على المخفر ليحروروا عفلوك إلا انهم لم يفلحوا ، فقد كان يرد عليهم الجنود الترك بنيران حامية من مدفع رشاش مثبت على سطح المخفر.
واخيرا نال عفلوك حريته بعد ان تمت هزيمة الترك في العراق من قبل الحملة البريطانية القادمة من البصرة.
تلك قصة عفلوك ، انها تشبه قصة نيلسون مانديلا ، لكن بسبب المكان والجغرافية المنعزلة لم يعرف احد ان زنجيا عاش مع المعدان كانت له قصة وموقف مشابهة لمواقف نيلسون مانديلا.
الفرق ان عفلوك انتمى لمظلومية اهل قريته ، ومانديلا انتمى لمظلومية اهل بلده.
الحديث الآن موجه الى بان كي مون ، ليشعر ان المكان الازلي للارض سومر وثوراتها القديمة والحديثة يحتاج لمن يعتني به.
لكن بان كي مون المؤدلج ببرنامجه اليومي البيروقراطي وفق رؤى الاحداث الكبيرة ( داعش ، ليبيا ، اليمن ، الصومال ، افغانستان ، بوكو حرام في نايجيريا ، محاكم جرائم الحرب ، وسوريا ، العراق) لن ينتبه الى معاناة الذي اعلن فيه عفلوك ثورته ضد الجندرمة ذات يوم .
ولكن حتما وصلته قداسات وتظلم ومناشدات اهل العراق من اجل اثارهم واهوارهم لتحمى من عبث العطش والحروب وامراض البلهارزيا والاسهال.
يسمع أو لايسمع .لا أعرف . ولكني اعرف لو أن عفلوك العبد حياً يرزق الآن لذهب اليه بمشحوفه من الاهوار الى مقر الامم المتحدة في نيويورك .ولرفع هناك قبضته السوداء ومرديه الخشبي الطويل احتجاجا على اهمال بان كي مون لاهوارنا.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهوار أنجيلا جولي
- آبي سين أنتحر ، والبابا لايعلم
- الأهوار وفيتامينات إدوارد شيفر نازده
- فتوى مزارع الخشخاش الأفغاني
- الزقورة ( أسرار الغرفة العِلْويةُ )
- المسافة بين الجبايش وأسطنبول
- أهوار ونخيل بول بريمر
- الفلوجة والرصافي الذي يكره داعش
- معدان ( صوفيا لورين )
- الكلُ يقول : الأهوار عمتي
- محنة الحُفاة في نيل الجنة
- جماليةُ الحال ، لما بَعدَ المُفتيّْ
- رسالة الى محافظ المثنى
- السماوة مرثية ( سعدي وحسين نعمة )
- لم تعُدْ الخضراء أخت الجنة
- مديح للمندائي عبد الجبار عبد الله
- العراق ومايوهات سواحل أزمير
- أبو عادل ( لينين في جريدة )
- سعاة بريد العقل
- النواب وكافتريا الفيس بوك


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - بان كي مون ..لمناديلا صوتٌ في الاهوار