أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - فهل أنا مخطئ ؟














المزيد.....

فهل أنا مخطئ ؟


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 17:53
المحور: سيرة ذاتية
    


تباريح الصباح

في مرحلة مبكرة من شبابي كنت منبهراً بالمذهب السريالي على صعيد الشعر والقصة والفن التشكيلي

ثم في مرحلة أخرى كنت أعبر بعنف عن انتقادي للسريالية والدادية منحازاً للواقعية الاشتراكية ومنها إلى اعتناق الفكر الماركسي بشكل أصولى متشدد

ثم اكتشفت في نهاية الثمانينيات بعد أن اقتربت من العقد الثالث من عمري أن الواقعية الإشتراكية تتسم بالجفاف الشديد على المستوى الإبداعي وتفتقر إلى مساحة مطلوبة لألعاب العقل وتباريح الوجدان وتعاني من الحرمان على الصعيد الجمالي وأنها تهتم بالإنسان في حالته العامة كانعكاس جامد للأحداث ولاتهتم به من الداخل حيث احراشه ودوافعه ونوازعه ومكامنه الوجدانية والنفسية الخاصة وتجليات حركته وجدليته مع الأحداث والوقائع ومؤثراتها
بإختصار شديد كانت تفتقد إلى أهم جوهر إبداعي جعلها جامدة جمود الصخر وهو إعادة تركيب وخلق الأشياء لتحلق في فضاءات الرؤى العقلية المنطلقة وكانت تنطق بما لاتنطق به الروح

آمنت بالنموذج السوفيتي نموذجاً كونياً وحيداً للاشتراكية ولجنتها الموشكة حتماً على التحقق كما تفيد مطبوعات دار التقدم ووكالة نوفوستي ومجلة دراسات اشتراكية وآمنت بالحتمية الإشتراكية إيماناً شبه ارثوزكسي

كانت لكلمات لينين قداسة لدرجة أنني أحمد الله على أنني لم أطلب إقامة الحد على (المرتد كاوتسكي)

ولدرجة أن كتابات فلاديمير إيلتش لينين تحولت من كراسات وكتيبات وكتب ومجلدات إلى أسفار مقدسة
هذا سفر ( بم نبدأ) وذلك سفر ( الدولة والثورة) وذاك سفر ( ماالعمل) وهكذا سفر ( خطوة للخلف وخطوتان للأمام) وما إلى غير ذلك من أسفار مقدسة حملتها معي وأنا أزور قبر لينين واظفر بنظرة إلى ذلك الرجل الراقد في صندوق زجاجي في بهاء متقد وهيبة ونضارة لم يهزمها الموت أو هكذا رأيت بعد أن جاء دوري في طابور طويل لاينقطع ولاينتهي من أجل إلقاء تحية إلى رجل عظيم أسهم في تغيير تاريخ شعوب وأممم تحية كان وسيظل جديراً بها

إلى أن وقع الإتحاد السوفيتي في مقدم التسعينيات فهوت مطرقة حديدية ضخمة -بعنف - فوق أم رأسي

افقت فوجدت نفسي في منزل انزلته المحنة بي تماماً كما أنزلت - في فيلم أحمد ذكي وداود عبد السيد ( أرض الخوف) -الضابط يحيى المنقبادي على أرض الخوف عندما أكتشف فجأة أن المهمة المقدسة التي نذر لها حياته غاب راعيها الأعلى والقوة المركزية التي كان يستمد وثوقه بوجودها كغطاء مركزي له يمده بالحماية المعنوية والقوة والعزم والإيمان بقداسة المهمة على أرض الخوف ليفيق على غياب ذلك الغطاء المركزي مواجهاً محنته كشخص عاري الصدر مكشوف الظهر بلا أي درع واق أو أي سند مشجع ، مطارد ومحاصر على أرض تلك المحنة التي تشبه نفس الأرض التي وجدنا أنفسنا أنا وكثيرين غيري من أبناء اليسار عليها ونحن مقبلين على تسعينيات القرن الذي مضى كحلم ليلة صيف

المهم أنني استغرقت من بداية التسعينيات إلى نهايتها في القراءة وطرح الأسئلة على نفسي المجهدة ( بفتح الهاء مرة وكسرها مرة أخرى) إلى أن قررت النهوض والتوجه إلى مياه النهر المتدفق لا لكي اغسل وجهي أو لكي أغتسل بهدف التوضؤ والاستتابة ؛
وإنما لكي أترك عقلي منفتحاً مشرع الأبواب معلقاً في عمق النهر يستقبل تيارات المياه المتدفقة في عملية غسيل ذاتي لانهائي
فهل أنا مخطئ؟

حمدي عبد العزيز
17 مارس 2016



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسيد نيوتن.. كان غيرك أشطر
- حديث السلام الدافئ
- مبادرة تأسيس فاشية جديدة
- في المشمش
- خطوات عاجلة لمعالجة مشكلات الإنتاج الزراعى
- في ذكرى ضحايا الفاشية التركية
- تدوينة 24 إبريل 2016
- هيكل أسطورة الصحافة وثعلبها السياسي
- قيمة ابن إياس الهائلة
- فى مديح طبق الفول الصباحى
- ملاحظات شخصية فى مسألة الجزيرتين
- أوراق بنما وعصا المايسترو
- عن جمال عبد الناصر
- أمجاد لطبق الفول الصباحي
- يصل ويسلم إلى الرئيس
- لم أحب رباب
- المرأة حارسة الحياة
- فى قضية الروائى أحمد ناجى
- مقاطعته وعزله وإسقاطه أمر ممكن
- دكاكين بلا بضاعة تستحق الزبائن


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - فهل أنا مخطئ ؟