أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم سلمان - حلول ولكن!















المزيد.....

حلول ولكن!


ميثم سلمان
كاتب

(Maitham Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما وقع العراق في أزمة ما صاحبت الحلول المطروحة للخروج من هذه الأزمة حالة من الاستدراك. حلول ناقصة أو تنتج مشاكلاً. نعم نحتاج لحل ما ومنقذ لما يحدث بيد أن هذه الحلول تفرض حالة من (ولكن) كبيرة تشبه الحسرة.
القائمون على هذه الحلول لا يريدون لنا أن نسائلهم ونحاججهم عن مدى نجاح هذه الحلول وما يترتب عليها من نتائج. لا يريدون لنا أن نفكر الى ما أبعد من تلك اللحظة الحرجة. يريدون لنا التركيز فقط على لحظة الخلاص من الحفرة التي وقعنا فيها. لا غير. يريدون لنا التمسك بهم وبحلولهم.
كثرة الحفر أو الأزمات وتلاحقها لم توفر لنا الوقت لالتقاط الأنفاس وتمحيص تلك الحلول وتذكر الحفرة السابقة واستشراف المستقبل. ألامثلة كثيرة على ما تقدم.
تغيير ولكن...
لنبدأ من عام 2003. ذاك العام المفصلي في تاريخ العراق الحديث حيث عزمت أمريكا على إسقاط نظام صدام. معظم العراقيين كانوا ينتظرون هذا اليوم. كانوا يحلمون بالخلاص من دكتاتور جثم على صدورهم لخمسة وثلاثين عاما ولكن! هل علينا أن ننقاد وراء أمريكا وننسى أنها دعمت صدام لغاية غزوه للكويت؟
نريد التغيير ولكن! هل أن أمريكا، التي غضت الطرف عن جرائم الإبادة الجماعية التي قام بها نظام صدام عام 1991 (وقبلها من الجرائم) هي جديرة بثقة العراقيين؟
نعم تحقيق الديمقراطية مطلب جماهيري ولكن! هل يمكن للشعب العراقي أن يطمئن لمن يدعي بأرسائها: أمريكا؟
كنا في أمس الحاجة للانتهاء من حقبة القمع المهول التي مارسها النظام البعثي ضد الشعب العراقي ولكن! هل كانت النتائج محسوبة جيدا بالتدخل الأمريكي في العراق؟ هذا البلد المحاط بدول شعوبها تحقد على أمريكا وتريد لها الفشل في أي مشروع بالمنطقة.
تغيير ولكن! بحرب مدمرة يقوم بها جيوش لها مصالحا الخاصة مع أمريكا التي ليس من بينها مصلحة الشعب العراقي بالاستقرار والسلام-إلا وفق ما يتوائم مع أجندة أمريكا طبعاً.
تغيير ولكن! وفق حسابات على الورق وليس الأرض.

مقاومة ولكن!
نظرياً يكون الرد الطبيعي على وجود الإحتلال الأجنبي هو المقاومة ولكن! الفصائل التي تبنت مبدأ مقاومة القوات الأجنبية عليها أكثر من سؤال. منها من تضرر من سقوط النظام وتسعى لإرجاع الزمن للوراء، أو على الأقل لتدافع عن نفسها كونها خاضت بدماء الشعب العراقي. وهذا نتاج طبيعي كون النظام استمر لأكثر من ثلاثة عقود وله أتباع ومستفيدون بمئات الآلاف.
ومنها الجماعات المتشددة التي انتعشت في المجتمع السني ولها أتباع وافدون من الدول العربية والإسلامية. وهي تسعى لإقامة دولة إسلامية متشددة لا تقل قمعاً عن النظام السابق إضافة الى كونها قائمة على مبدأ طائفي.
ومنها جيش المهدي الذي تبنى مقاومة الاحتلال لكنه أيضا جيش عقائدي شيعي لا يمثل كل أطياف المجتمع العراقي خصوصا بعد تشكيله هيئة الأمر بالمعروف التي أرادت فرض تعاليم الشريعة الإسلامية.
كانت شريحة واسعة من المجتمع العراقي لا تؤيد هذه الفصائل خصوصاً تنظيم القاعدة الذي كان يمارس القتل العشوائي بحق العراقيين. ولا يتردد في ذبح أي فرد لا يتبع ملته سواء كان شيعياً أم سنياً. لذا انقلب عليه المجتع السني وأسس تشكيلات الصحوات لطرد عناصره من مناطقهم.
نعم المقاومة مبدئيا مشروعة ولكن! علينا أيضا تمحيص من يقوم بها كما علينا تمحيص من يخلصنا من الدكتاتورية.
فيدرالة ولكن!
واحدة من المفاهيم الحديثة التي انتعشت بعد 2003 هي الفيدرالية. الكورد هم من فرض هذا القانون في الدستور العراقي الذي سنته شخصيات سياسية ودينية جلها من أعمدة الحكم الثلاثي، شيعة وسنة وكورد. الكورد هم فقط من استفاد لحد الآن من الفيدرالية. وهي مفهوم مدني يقر بتقسيم السلطات بين الحكومة المركزية والأقليم لكن! كلاهما لم يطبق هذا القانون بالشكل الصحيح. فلا الحكومة كانت تلبي التزاماتها المادية أزاء الأقليم ولا حكومة الأقليم كانت تحترم قرارات المركز.
فيدرالية ولكن! إلى حين الحصول على كركوك التي يطمح الكورد لضمها الى أقليم كوردستان ويتم الإعلان عن إقامة الدولة الكوردية المستقلة.
انتخابات ولكن!
مشاكل كثيرة حدثت بعد التغيير وحلول تشبه اختبارات تقام على فئران. حلول ارتجالية ربما أقل مساوئها هي ترسيخ المحاصصة الطائفية.
في تلك الفترة أرادت المرجعية الشيعية أن تسحب البساط من تحت أمريكا وتثبت الأحزاب الشيعية في سدة الحكم فدعت الى الانتخابات بدل من مجلس الحكم الذي كان قائما حينها.
نعم للانتخابات ولكن! يجب أن تكون في وقتها. الانتخابات هي أحدى أهم مظاهر الديمقراطية ولكن! يجب أن يُؤسس لها أرضية خصبة. حيث لا يكون تأثير رئيس القبيلة أوالمرجع الديني قوي فيها. حينها سوف يغيب أهم عامل في هذه العملية وهو حرية الانتخاب. انتخابات ولكن! بدون وعي انتخابي عند عامة الناس فهم للتو قد خرجوا من سجن كبير رسخ حالة من عدم الإيمان بالقانون المدني. انتخابات ولكن! كانت تشبه بدلة عرس جميلة بلا مراسيم مناسبة. فالانتخابات مثل أي تقنية حديثة يجب أن تصاحبها عناصر كثيرة. فمثلا لا يمكن لك استيراد قطار بدون بناء سكة حديد مناسبة له. أو استيراد أجهزة هاتف نقال ذكية قبل توفير شبكة اتصالات مناسبة لها.
انتخابات ولكن! ليس كل المجتمع متفق على لحظة حدوثها فالمجتع السني المتضرر الأكبر من سقوط النظام البعثي لم يكن مستعدا لها حيث كان منقسما بين من يرفع السلاح أو مؤيد له وبين من يؤمن بالعملية السياسية وبين من هو صامت.

إنقاذ ولكن!
عندما سقطت الموصل بيد تنظيم داعش بعد انسحاب فرق الجيش المرابطة هناك بأوامر من قياداتها، أمرت المرجعية الشيعية بضرورة الجهاد الكفائي. استثمرت حينها الأحزاب الشيعية المشتركة بالسلطة وغير المشتركة هذه الفتوى وأسست مجاميع مسلحة بأسماء جديدة معظمها مستمدة من تراث المذهب الشيعي. فصار لكل من يريد تطبيق فتوى السيستاني عليه الانتماء الى إحدى هذه المجاميع. فكان هذا نوع من شرعنه المليشات الشيعية بل صار وجودها كضرورة لحماية البلد من الإرهاب. وصار التدخل الإيراني علناً وبات دعمه بالسلاح والمال والأفراد لا يدعو للحرج.
رغم الانتصارات التي حققها هذا الحشد وكان حينها ضرورة ملحة لدعم الجيش الرسمي ولكن! هذا الحشد صار جيشا عقائديا يرفع شعارات مذهبية علماً أنه يحارب في مناطق أغلب سكانها من المذهب الآخر في لحظة تاريخية يسشتري فيها الاستقطاب الطائفي.
الدعم الاستخباراتي مطلوب من قبل العشائر في المناطق الساخنة للجيش الرسمي في حربه ضد الإرهاب ولكن! على أن لا يتخلل هذا شيء من الثأر والانتقام من الآخر بعيدا عن تطبيق القانون.
هكذا حشود تنتقص من الجيش الرسمي وتقوض وجود الدولة الضعيف أساساً. الحشد الشعبي الشيعي أنقذ الكثير من المناطق من نير داعش لكن! خلق جيشاً يخضع لتأثير إيران مرادفاً للجيش الرسمي. وسيكون من المستحيل في المستقبل بعد الانتهاء من داعش نهائياً المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة. فهذه الفصائل التي قدمت التضحيات سوف لا تفرط بـ "سلاح المقاومة" وتجربة حزب الله في لبنان ليست ببعيدة. المفارقة أن من كان قائداً عاما للقوات المسلحة وأحد المتهمين الأساسيين في سقوط الموصل هو قيادي بارز في حزبٍ شكلَ بعد سقوط الموصل فصيلاً يقاتل مع الحشد الشيعي!

إصلاح ولكن!
بدأت التظاهرات من أجل الإصلاح وتحسين الخدمات في البصرة على يدي شباب مستقلين. وبعد أن قتل أحدهم على يدى القوات الأمنية تفجرت التظاهرات في محافظات جنوبية أخرى. كان شعارها الأكبر حينها هو"باسم الدين باگونا الحرامية".
تبنى التيار المدني هذه التظاهرات في بغداد وتوسع نطاقها حتى بات هذا الشعار هو الأهم من بين الشعارات.
طالبت المرجعية الشيعية حينها الحكومة بتطبيق الإصلاحات. بعدها دخل التيار الصدري على الخط حتى إنه ابتلع التيار المدني بحشوده الكبيرة وابتلع معه شعار "باسم الدين باگونا الحرامية".
المطالبة بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين والقضاء على المحاصصة شعارات براقة ولكن! إذا طالب بها من هو جزء من الخراب ومن له يد فاسدة ومن هو جزء من المنظومة السياسية التي أوصلت البلد الى ما وصل إليه علينا أن نرتاب منه.
التظاهرات من أجل التغيير مطلب شرعي ولكن! علينا أن نتفحص تاريخ من يطالب بهذا التغيير وندرس مشروعه البديل مثلما كان علينا أن نقوم بنفس المهمة عندما طالب الأمريكان بتغيير صدام.
ستبقى أزمات العراق تقود لأخرى طالما الحلول المعتمدة هي ارتجاية، سريعة، لا تنظر الى أبعد من الخلاص من الحفرة التي يقع فيها. وطالما لا تكون هناك دراسة كاملة لطبيعة الحل المطروح ونتائجه من جميع النواحي وفحص تاريخ ونوايا من يقدم هذا الحل سوف لا ننتهي من حالة الاستدراك التي تصاحب كل حل لأزماتنا.



#ميثم_سلمان (هاشتاغ)       Maitham_Salman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربع قصائد مترجمة للشاعرة الكندية أرن موريه*
- سؤال المنفى في رواية -القنافذ في يوم ساخن-
- المعمار السردي في رواية -حجاب العروس-
- صداع مزمن
- قصة حقيقية قد تحدث في أي لحظة
- تمرين في العمى
- قمم مزيفة
- حكمة الأقدام
- جدار رملي
- ألبوم بلاد
- No More War
- ملحمة الفيسبوك
- مجرد لعبة
- مدينة العكازات
- مخاوف
- جلد الوقت
- أسئلة الغاز
- قشور بحجم الوطن (رواية 8)
- قشور بحجم الوطن (رواية 7)
- قشور بحجم الوطن ( رواية 4-5-6)


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم سلمان - حلول ولكن!