فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 18:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من يتابع نشاطات و تحرکات الاحزاب و التنظيمات التي تٶمن بالتطرف الاسلامي، يجد إنها ترکز کل جهدها في القتل و الارهاب و الدمار و إثارة الخوف و الرعب و محاربة الفکر الانساني و القيم الحضارية بلا هوادة، ولهذا فإنه کلما يتم طرح موضوع التطرف الاسلامي فإنه يتبادر للذهن الدم و الموت و الخوف.
التطرف الاسلامي الذي إشتد ساقه و قوي بعد تأسيس النظام الديني المتطرف في إيران و الذي جعل کل همه في بث أفکاره و مبادئه المعادية للحرية و الانسانية في المنطقة و العالم و جعلها وسيلة لإقامة مناطق نفوذ و هيمنة له، مع ملاحظة إن الکثير من الظاهرات السلبية نظير فرض الحجاب و منع الاختلاط و زواج القاصرات و أمورا أخرى مشابهة قد بدأت الاحزاب و الجماعات المتطرفة المرتبطة بنظام الملالي في إيران بتطبيقها في العديد من بلدان المنطقة من خلال إستخدام العنف و القسوة من أجل ذلك.
من يعود بالذاکرة الى العقود التي سبقت ظهور بٶرة التطرف الاسلامي و الارهاب في إيران، يجد أن مجتمعات العديد من دول المنطقة ولاسيما سوريا و العراق، کانت تشهد تطورا و تحضرا و رقيا إنسانيا، لکن من يدقق النظر في هذه المجتمعات في يومنا هذا، يجد إنها و بسبب التطرف الاسلامي رجعت القهقري الى الخلف و صارت تعاني من وطأة هذه الافکار المتحجرة المتخلفة، وإن شعوب المنطقة تشعر بإنها تدفع ضريبة باهضة على حساب مستقبل أجيالها.
رفض التطرف الاسلامي و مواجهته و السعي لإجتثاثه صار بمثابة واجب إنساني ملح تفرضه متطلبات العصر، ذلك إن هذه المبادئ و الافکار المتخلفة تسعى لعزل مجتمعات المنطقة عن المجتمع الدولي و فرض حصار فکري ـ عقائدي ـ دموي عليها، ولهذا فإنه من الخطأ الکبير الاعتقاد بإن السکوت و الصمت عن هذه الظاهرة المرضية المنطلقة من طهران سوف تضمن الامن و الامان للمجتمعات بل و على العکس من ذلك فإن ذلك يقوي منها و يدفعها للمزيد من التوسع على حسابها، ومن هنا، فإن السعي لتبني موقف رافض و مقاوم للتطرف الاسلامي، هو واجب إنساني و أخلاقي على جميع شعوب المنطقة ولاسيما الشعبين السوري و العراقي اللذين يکتويان بنار هذه الظاهرة المعادية للحرية و الانسانية و التقدم.
الدعوة من أجل تبني آلية و نهج واضح المعالم من أجل التصدي للتطرف الاسلامي و عدم السماح له بالمزيد من التوسع و الانتشار و حتى السعي لتحجيمه على أمل القضاء عليه، هي دعوة تخدم السلام و الامن و الانسانية و مستقبل رفاه الشعوب.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟