أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - حاكم الهوى و الريح














المزيد.....

حاكم الهوى و الريح


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 13:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حاكم الهوى و الريح
الدكتور المريزق المصطفى

عند رجوعي من منفاي الاختياري، منذ قرابة سبع سنوات، حاولت أن أعيد النظر في بعض المسلمات التي كانت تشكل عندي هاجس رعب و خوف من الحكم و الحكام، و ما كان بوسعي أن أحتفظ بهذا الغم لنفسي، أو أتحمل و حدي ما يضعه من مسؤولية جسيمة على كاهلي، و التوغل في خط الخطيئة، فتوجهت و أنا مثقل بهذا العبء الوازن، و الأمل العظيم يراودني في زحمة المخاض، إلى روح العقل و معالم البصر بعيدا عن أسى و شجن الجرح العميق.
كنت خائفا من مستقبل الأيام الآتية، و من مخاطر الرجوع إلى الوراء و ما يدفع به اليأس لصناعة حاكم يرغب فيه المشرق و الغرب، و يقبل به أهل السياسة و التقنوقراط ببلادي. والغريب أن طبيعة هواجسي هي التي كانت تبعدني عن المواجهة التي كانت دائرة في فضائنا السياسي حول الخماسي المنحوس: الديمقراطية و الفكر و الحرية و العنف و القيم.
كان هناك تصميم مسبق و غريب من أجل إنهاك ما تبقى من الأمل، و تعويضه بحاكم يرعى الهوى والريح و لا يتعب من خطاب الانجازات الوهمية و المهام التافهة التي لا قيمة لها و لا أثر لها على أرض الواقع.
فكرت ساعتها فيما يصيب الأمة السياسية من حمق و أذى في غفلة الاقتراب من الاستحقاق لتعديل المسار و تغيير الطريق. جنون و فوضى لملئ الفراغ خوفا من العنف و الفتنة و التطرف الأعمى، لكي لا يكبر الحقد و التعصب و نسقط في محنة دموية.
لم يكن لدي الوقت ولا الكفاءة لدراسة الرواسب التاريخية والوعي بطبيعة الصراع وطرح بديل ممكن لقطع الطريق على حاكم الهوى والريح ، كانت الفرص المتاحة غير ملزمة للأمة السياسية، ما دام رصيد تجاربها كان قد أصابه العياء والملل والصدأ من جراء الجمر و الرصاص، رغم الرصيد الشعبي الذي تحول بقوة الأشياء إلى قصص و روايات و أغاني لعموم اليائسين.
عنوان المرحلة كان هو تقويض تجربة حاكم الإصلاح والدفع بموازين القوى إلى درجة الصفر، والقفز على نخب الأمة السياسية وإغلاق نوافذ الأنوار.
لم أجد أمامي سوى فرصة التفكير في جمع أحلامي و الاستعداد للرجوع من حيث أتيت، متجرعا كأس هزيمة نكراء أمام حاكم الهوى و الريح، وهو متربعا تحت شعار قدسية الجنة والنار و صدق النوايا و طهر الأهداف.
ولأن النار تخيفني، ولأن الرأي العام يحتاج لنظام ديمقراطي ولمؤسسات قوية ليرجح رأيي على حاكم الهوى والريح أو العكس، ولأن المجتمع الديمقراطي لا يمكن بناؤه عن طريق التخويف بالعقوبة وعدم تشجيع الفكر و لأمل والخيال، ولأن الخوف يولد القمع.. فالطريق الأفضل الذي وجدته أمامي، مرة أخرى، للإفلات من قبضة حاكم الريح والهوى، هو الانخراط في موجات السخط للحفاظ على وهم السلم الاجتماعي! في انتظار موعد السفر..
لم أكن في حاجة إلى دروس الدعم والتقوية، لكن ورفعا لكل التباس أو مغالطة، و قبل أن أفكر في الرحيل، قلت لابد من معرفة الحقيقة السياسية التي قادت حاكم الهوى والريح إلى السلطة، و لماذا هو بالضبط وليس غيره؟
صبرت وأنا أقاوم هذا السيل الجارف من الجراح والألم، ومطلبي و معيشي هو الحرية و الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة.
وبعد، لم يكن يخامرني أدنى شك وأنا أتشبث بحقي في الكلام عن حاكم الهوى والريح، أن حرية التعبير آلية من آليات المشاركة السياسية، وتقودني من دون جواز السفر إلى المعترك السياسي، هنا أو/ و هناك، لأن المشاركة السياسية هي الوسيلة الناجعة لتحقيق الذات الفردية للإنسان، وكرامة الفرد تزداد بالاعتراف بحقه في المشاركة.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدود دولة رئيس الحكومة و عوامل الابتزاز السياسي و التقسيمي
- نهاية النكوصية
- الجامعة فضاء لتلقين الدروس و ليس ل-تحليق الرؤوس-
- المنتدى الوطني للمدينة: البيان العام
- رسالة مفتوحة إلى صديقي الوزير
- المدينة المواطنة
- -الكيف- بين الصراع الطبقي و الانتقال الديمقراطي
- فتيحة بائعة - البغرير- و أقصى درجة الحكرة
- في الحاجة إلى تدريس الفلسفة من المهد إلى اللحد
- أطلقوا سراح كل الطلبة المعتقلين
- سبة رئيس الحكومة في حق المجتمع المدني
- سلامي لك أيتها الأنثى بمناسبة عيدك الأممي
- وجع الماضي و جراح السنون
- تخليد اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية خطوة على درب المصالحة ...
- المؤتمر الوطني الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: سؤال -المدينة ...
- على أبواب المؤتمر الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: الخط السيا ...
- -الأصالة و المعاصرة-: الأسباب الفلسفية و الإضاءة الرمزية
- الواقع السياسي و الواقع الذاتي ... بين القطيعة و الاستمرارية
- أضواء على حزب الأصالة و المعاصرة عشية المؤتمر الوطني الثالث
- الطليعة الواعية في أفق 2016


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - حاكم الهوى و الريح