|
حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغربي نحو التشكيل الطائفي ؟.....2
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1396 - 2005 / 12 / 11 - 10:10
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
3) و لماذا يرتبط متزعمو التشكيل الطائفي، أو متزعمو الامازيغية، بالنظام الرأسمالي العالمي ؟ إننا عندما نتعامل مع الطائفية، نجد أنفسنا أمام حالات شاذة، و شذوذها يأتي من كونها صارت متجاوزة تاريخيا. و لذلك، فهي لا يمكن أن تكون مقبولة إلا على مضض، و متزعموها يعملون ضد التاريخ، وضد الإنسانية، و ضد قوة الإنسان، و ضد تكامل البشرية، في أفق توحدها اقتصاديا، و اجتماعيا، و ثقافيا، و سياسيا. و انطلاقا من ذلك، نجد أن هؤلاء المتزعمين، يستقوون بالنظام الرأسمالي العالمي، الذي لا تخدمه وحدة كل شعب على حدة، بقدر ما تخدمه التجزئة التي تضعف تلك الشعوب، كما تضعف الدول التي تصير بدورها عاملة على الاستقواء به. و النظام الرأسمالي العالمي، يدرك جيدا أن الطائفية تضعف الشعوب، كما تضعف الدول، و ضعف الشعوب، إلى جانب ضعف الدول، قوة للرأسمالية العالمية. لأن الطائفيين، و من حيث لا يدري الطائفيون، و رغم تياسرهم في معظم الأحيان، عندما يسعون إلى تكريس الصراع الطائفي-الطائفي، إنما يعملون على تحريف الصراع الطبقي عن مساره الصحيح. و هو ما يمكن اعتباره اكبر خدمة يقدمها الطائفيون إلى الرأسمالية المحلية، و العالمية في نفس الوقت، لأن تحريف الصراع معناه غياب الوعي، و غياب الوعي، يعني انعدام إمكانية قيام تنظيم نقابي، أو جمعوي، أو حزبي يؤطر خوض الكادحين للصراع في مستوياته المختلفة، ليبقى الكادحون مستلبين، إلى ما لا نهاية، ليسود تعميق الاستغلال إلى ما لا نهاية. فكأن التاريخ توقف، و بصفة نهائية، عن التطور، و صار واقفا عند مرحلة النظام الرأسمالي العالمي، بفعل النظام الطائفي، الذي يعرقل حركة التاريخ التي تصير على عكس طموحات البشرية في تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية. و لذلك نجد أن متزعمي أدلجة الامازيغية، من المتياسرين، و من غيرهم، إنما يسعون إلى إقامة الطائفية، القائمة على أساس اللهجة، و الضغط في اتجاه دسترة تلك اللهجة، حتى تصير الطائفية مدسترة، و يصير الدستوور مشرعنا للطائفية، ليصير الالتزام ببنوده، التزاما بخدمة النظام الرأسمالي المحلي و العالمي. و هو بذلك يصير منطلقا لتضليل الكادحين، و قمعهم، حتى لا يتجرأوا في ظل النظام الطائفي، على التفكير في ممارسة الصراع كما يجب. 4) فلماذا يعمل مؤدلجو الامازيغية على إقامة الطائفية، و ترسيخها في المجتمع المغربي ؟ إن الامازيغيين في وطنهم، لا يرغبون في أن يصيروا طائفة قائمة بذاتها، كما يدل على ذلك اندماجهم في الواقع المغربي، دون حساسية تذكر، و كما يدل على ذلك سعيهم إلى احتضان اللغة العربية، كلغة رسمية، يمكن اعتمادها لتحقيق مجتمع لا فرق فيه بين الأمازيغيين، و العرب، و بين سائر مكونات الشعب المغربي. و الدعوة إلى إقامة الطائفية، الأمازيغية، ليست دعوة أمازيغية محصنة، بقدر ما هي دعوة إيديولوجية، لا فرق بينها و بين أدلجة الدين الإسلامي.. و لا تسعى أبدا إلى إقامة مجتمع موحد، و متفرغ لبناء المغرب المتقدم، و المتطور، على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية. و أصحاب هذه الدعوة الإيديولوجية، الامازيغية، الذين يركبون الحقوق الثقافية، الواردة في المواثيق الدولية، إنما يسعون إلى الإساءة إلى وحدة مكونات المجتمع المغربي، بتمزيقه إلى طوائف، تسعى كل منها إلى السيادة على باقي الطوائف الأخرى، ليسود في المجتمع المغربي صراع طائفي- طائفي. و هذا النوع من الصراع لا يمكن أن يخدم إلا : أ- التطلعات الطبقية للبورجوازية الصغرى، التي تقوم بعملية أدلجة الأمازيغية. ب- الطبقة الحاكمة المغربية، التي تجد في السعي إلى تطييق المجتمع المغربي كوسيلة لفرض الاستبداد بالمجتمع، و تأبيد ذلك الاستبداد.. ج- الطبقات المستفيدة من الاستغلال، و التي ينشغل عنها الكادحون، بالانخراط في الصراع الطائفي الطائفي، غير المنتج للقيم الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و السياسية. د- النظام الرأسمالي العالمي، الذي يعتبر شيوع الطائفية في المجتمعات المتخلفة ضمانة كبرى تؤدي إلى إضعاف الشعوب من جهة، و إلى إضعاف الأنظمة القائمة من جهة ثانية. و هو إلى جانب ذلك، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى إضعاف : أ- الجهات المؤدلجة للأمازيغية، التي تستقوي، باستمرار، بالجهات الخارجية، التي تدعم، أي ممارسة، مهما كانت بسيطة، من أجل تطييف المجتمعات العربية، و مجتمعات بلدان المسلمين بالخصوص، و باسم حماية الأقليات. ب- جعل الشعوب عاجزة عن بناء الأدوات المناضلة، التي تسعى إلى قيادة النضالات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و السياسية. و النضال من اجل الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية. ج- جعل التنظيمات المناضلة، منشغلة بالطائفية، عن الأمور الأساسية، التي يقتضيها خوض الصراع، بدعوى هضم حقوق الأقليات، كما هو الشأن بالنسبة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي تنشغل بموضوع: "دسترة الامازيغية"، بدل التفرغ للنضال من أجل احترام حقوق الإنسان المختلفة، و حقوق العمال بالخصوص، و على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، والثقافية، و السياسة. د- تمكين الطبقة الحاكمة من التلاعب بعواطف المغاربة، فتجعل كل طائفة امازيغية، تحلم بأنها، في يوم ما، تستطيع السيادة في المجتمع المغربي، و هي في الواقع، إنما تتوهم، لأن الطبقة الحاكمة لا يمكن أن تلغي سيادتها، و لا يمكن لسيادتها أن تستمر إلا بوجود مبرر للقمع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و السياسي. و بذلك نصل إلى أن سعي مؤدلجي الأمازيغية إلى إقامة الطائفية في المجتمع المغربي يهدف إلى تحقيق تطلعاتهم الطبقية البورجوازية الصغرى ، وخدمة الطبقة الحاكمة ، و إعلان الوفاء للرأسمالية العالمية ، و إظهار حسن النية تجاه إسرائيل، لكسب ود الولايات المتحدة الأمريكية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب
...
-
كيف يرد المثقفون الدين ؟.....6
-
كيف يرد المثقفون الدين ؟.....5
-
كيف يرد المثقفون الدين ؟.....4
-
كيف يرد المثقفون الدين ؟.....3
-
كيف يرد المثقفون الدين ؟.....2
-
كيف يرد المثقفون الدين ؟.....1
-
حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟....
...
-
حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟....
...
-
حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟....
...
-
حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟....
...
-
حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟....
...
-
حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟....
...
-
حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟....
...
-
حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟....
...
-
حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟....
...
-
حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟....
...
-
إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....2
-
إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....1
-
الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز
...
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|