رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 04:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تغير خرائط سايس بيكو
منذ أن تخلصنا من الحكم التركي، ونحن نخضع لتقسيم جغرافي وسكاني، عرف بسايس بيكو، وعندما رفض "الشريف حسين" ذلك تم نفيه إلى تركيا، ليقضي بقيه حياته في حسرة على المشروع الوحدوي الذي أمل أن يتم على أرض الواقع.
وعندما حاول "سعادة" أن يغير تلك الخرائط، من خلال مشروعه (سوريا الطبيعية) وجدنا الغرب يدفع بأحد عملاءه في المنطقة "حسني الزعيم" ليقوم بانقلاب في سورية ويخدع "سعادة" من خلال تأكيده على دعمه في مشروعه القومي، لكن عندما ضاق الخناق على "سعادة"، وتوجه إلى دمشق وجدنا هذا العميل يقوم بتسليمه للسلطات اللبنانية والتي بدورها اعدمته، بعد أربع وعشرين ساعة فقط من اصدار الحكم، علما بأن القانون اللبناني لا يجيز تنفيذ حكم الاعدام إلا بعد ثماني واربعين ساعة.
وبعد انتهاء دور "حسني الزعيم" في تصفية المشروع القومي وقائه "سعادة" تم التخلص منه بانقلاب آخر، وتم اعدامه وبالسرعة التي اعدم فيها "سعادة" وعندما رفض الملك "طلال بن الحسين" المشروع تم انهاء حكمه بدعوى أنه يعاني من اضطرابات نفسية وتم تنحيته عن الحكم، وعدما قام عبد الناصر بمشروعه الوحدوي والنهضوي، وجدنا تحالف الغرب ودولة الاحتلال وبعض الانظمة العربية في المنطقة تجتمع على ضربه والتخلص منه.
وبعد ضياع فلسطين وعدم قبول الشعب الفلسطيني بالتقسيم، وما وضعه الانجليز والفرنسيين في اتفاقيات سايس بيكو تعرضوا أيضا لحصار ومحاربة وتضيق من بعض الانظمة العربية التي آذتهم أكثر من دولة الاحتلال نفسها، والحروب التي خاضها الفلسطينيون ضد الأنظمة العربية تتجاوز تلك التي خاضوها ضد دولة الاحتلال.
وعدما قام "صدام حسين" بتجاوز سايس بيكو بدخوله إلى الكويت، وجدنا الضربة القاتلة التي وجهها الغرب للعراق و"لصدام حسين" كل هذا يؤكد بأن من يريد أن يحكم في منطقتنا العربية فعليه أن يكون خانع/مطيع/منفذ/ لمصالح الغرب وما رسمه لنا.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟