أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - خرق القانون يعجل بإراقة الدماء














المزيد.....

خرق القانون يعجل بإراقة الدماء


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 02:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما من مجتمع وصل الى الرقي أو سعى له؛ إلا وكان الإصلاح معبر ومبرر لتطوره ونهضته، ولا شك أن بعض القوى السياسية أخطأت، ولم تُعبر عن آمال جماهير ولم تكبح هواجس المرحلة الإنتقالية والعناية بالتحول الى الديموقراطية دون ألم؛ بإنتشال هاديء من دكتاتورية قمعية بدائية؛ الى ديموقراطية تحررية تعددية، ويكون الشعب مصدر سلطاتها والحاكم لا محكوم بأهواء سياسية.
إرتبط مفهوم الإصلاح بتنوير الشعوب، وتسليط الأضواء على أدوات الخروج من الإفساد، وتصحيح مسار الأضرار الى منافع.
يشهد الواقع العراقي من سنوات؛ كَمٌ من الإعتراضات ارتبطت بعاملي الشخصية الداعية للخدمات والأمن والإقتصاد الفردية، وآخرى بعلاقة سياسية مشحونة من جهات مستفيدة من الفرقة وتشرذم المواقف الشعبية؛ فسكتت الجماهير عن طرف وإعترضت على أطراف؛ تبعاً للحزبية والدينية والعشائرية والمصلحية، وتحول الإعتراض الى إحتجاجات جماهيرية مرة بأسماء مدنية معترضة على الحركات الدينية، والآخرى دينية معترضة على إفساد المدنية، وكأن الخلاف صار عن علاقة الدين بالسياسة.
خرج الإصلاح عن مفهومه البنائي؛ الى إستهلاكي وإلتفاف على جماهير غاضبة لخدمات تمسها يومياً، وجاءت دعوة المرجعية ضاغطة على الحكومة والقوى السياسية، وإعتبرت الإصلاح معركة لا تقل شأناً عن محاربة الإرهاب، وهذا ما أعطى للحكومة دوافع تبني حزمة إصلاحات أعاقتها إختلاف وجهات نظر آليات الحلول، وغياب الموقف الجامع للمصلحة الوطنية، وإتخذ من الشعار وسيلة آخرى للتسلق على ظهور جماهير؛ لا تكسب من الخلافات إلاّ سيل المفخخات وتعمد تعطيل الخدمات ومزايدات ومراهقات تستخدم الجياع حطب لحربها على الكراسي، وهذا ما أغضب الجماهير والمرجعية، وطيف من الجماهير إنزاح تحت سطوة الشعاراتية.
من يحطم مَنْ ومَنْ يكسر إرادة مَنْ ومَنْ يستخدم الجماهير؟! مدنيون مخالفون للإسلامين، وإسلامين يرفضون المدنيين، وتركت حلول تنبع من أسس دراسة المواقف بإستراتيجية وتعامل بواقعية، فتحرك المدنيون لخيام الإعتصام ولم ينف الإسلاميون وجودهم، وصولاً الى إقتحام البرلمان ومجلس الوزراء، ومن ثم مهاجمة مقار الأحزاب وتمزيق صور العلماء والشهداء والمجاهدين، ولم تتبنى جهة تلك الخروقات، ولا سبب الإعتداء على صور شهداء وحركات تبذل دماء في سبيل محاربة الفساد الأكبر المتمثل بداعش.
إن الإصلاح لا يمكن أن يأتي بطرق فاسدة وخرق القانون، ومن قوانين التظاهر أن تبلغ الجهة المتظاهرة عن عملها وشعاراتها وقادتها وأهدافها، وأن تكون أهدافها وطنية لا تسعى لتغليب طرف على آخر؛ بإستغلال إنشغال الدولة بالمعركة، وفتح جهات إشغال داخلية قد تؤدي الى حروب مجتمعية، ولا يمكن أن نصدق أن فاعل الخروقات جهة مدنية تؤمن بالتعددية، أو جهة إسلامية ممثلة حكومياً، وعلينا السؤال عن من يقف وراء الخروقات، وتسأل تلك القوى نفسها؛ عن من يندس بين صفوفها، وهذه مسؤوليتها.
الإصلاح لا يسمى بهذا المفهوم؛ إذا كان يشكل خطر على الدولة ويسمح بشق الصف والتدخلات الأجنبية.
لا بأس أن يجتمع المدنيون والإسلاميون على توحيد الخطوات الإصلاحية، ولكن إحترام القانون ركيزة أساسية، وصحيح أن من حق الجماهير التعبير عن إعتراضاتها وتطلعاتها؛ بشرط أن لا تسيء الى تاريخ بلادها وتضحيات شهداءها، ونعم من واجب الحكومة المحافظة على التظاهر ومنع إراقة الدماء؛ لكن السماح للتجاوز على هيبة الدولة وحرية التعبير والتعددية، ومنع رأي الآخر بالقوة، فأن تلك الخطوات ستعجل بإراقة الدماء، وتسمح للتدخل الخارجي، الذي يحاول إسقاط العملية السياسية، وإفشال معركة حشدها أغلبية شعبية.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيز العراق تجربة ندمنا على رحيلها
- وتبقى المعركة أهم الفرص
- إعلام جبان وساسة أجبن
- من هنا مَرّ الفاتحون
- ستتحرر الفلوجة بشرط
- الكتلة العابرة للمكونات..خيار ام اختيار
- داعش تعيش بيننا
- قضايا لا تحتاج الى شكوى
- أسوء ما يفعله البرلماني
- رسالة من ملعب كربلاء
- ساسة مواشي في قطعان العدو
- تحدث بهدوء لنفهم ما تقول
- بين خطاب المرجعية والحكيم؛ تحالف عابر للمكونات
- إختطاف البرلمان
- تنتظرنا معركة في البرلمان
- مصل الإصلاح من سم الفساد
- الحلول عند علي
- هل يفكرون بالإصلاح فعلاً؟!
- الأهم من الإصلاح السياسي
- الباب المفتوح في الأزمات


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - خرق القانون يعجل بإراقة الدماء