فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 19:00
المحور:
حقوق الانسان
منذ إستتباب الامور في العراق لصالح نفوذ و هيمنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن هذا النظام قد جعل القضاء على المعارضين الايرانيين المتواجدين في أشرف و ليبرتي، ضمن أولويات برامجه في العراق، وقد شهد العالم کله مخططات دموية عديدة ضد هٶلاء السکان تم إعتبار البعض منها بمثابة جرائم ضد الانسانية، والملاحظ بأنه قد تم إطلاق نداءات و دعوات عديدة من أجل تإييد و دعم هٶلاء المعارضين و حمايتهم من هذه المخططات التي تسعى لتصفيتهم عن بکرة أبيهم، لکن الذي تم ملاحظته هو عدم أخذ هذه النداءات و الدعوات على محمل الجد، وهو ماشجع طهران على أن تتمادى أکثر و توسع من دائرتها الانتقامية لتشمل العراقيين أيضا ولاسيما الرفضين لدور و نفوذها في العراق.
السکوت عن مجازر دموية رهيبة نظير مجزرة الثامن من نيسان 2011 و الاول من أيلول 2013، و کذلك عن الحصار الجائر المروفض على السکان و الذي لايوجد أي مبرر لهم سوى الدوافع المشبوهة ضدهم و التي يتم توجيهها من طهران، کان من أبرزو أهم الاسباب التي دفعت بطهران للتمادي خصوصا بعد أن رأت الموقف الدولي و الاقليمي من مخططاتها الاجرامية ضد سکان أشرف و ليبرتي هزيلا و ليس في مستوى رادع لها، وکما إن رد الفعل الضعيف عن الجرائم و المجازر التي نفذتها الميليشيات الشيعية العميلة التابعة لها في مناطق من محافظة ديالى و صلاح الدين، هو الذي دفع بطهران لتوجه الميليشيات العميلة لها بأن تکرر نفس تلك الجرائم و المجازر في الفلوجة و ضواحيها، وإن هذا المسلسل و النهج سوف يستمر و من الخطأ التصور بإنه سيتوقف ولو ليوم واحد.
المجتمع الدولي اليوم مطالب بأن يصحح من موقفه تجاه ماجرى للمعارضين الايرانيين و السعي من أجل فتح الملفات الخاصة بکل تلك الجرائم و المجازر التي تم إرتکابها بحقهم بإيعاز من طهران، فذلك ماسوف يقود لمعالجة هذه الوضعية الشاذة من أساسها و من جذورها، ذلك إن ترك المجرمين يسرحون و يمرحون دونما حساب أو کتاب سوف يدفعهم بالضرورة للتمادي في جرائمهم أکثر فأکثر، وحري على المجتمع الدولي أن يبادر الى محاسبة المجرمين و جرهم أمام منصة العدالة ليدفعوا ثمن جرائمهم.
سکان ليبرتي بحاجة اليوم أکثر من أي وقت آخر للتإييد و الدعم من أجل ضمان أمنهم و حمايتهم و عدم السماح بالنيل منهم و تهديد حياتهم، وإن تفعيل هذا الامر و جعله أمرا واقعا سوف يثبت بإنه ليس في صالحهم لوحدهم وانما في صالح الشعب العراقي و شعوب المنطقة أيضا.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟