|
حول الانشقاق -لينين
عبد المطلب العلمي
الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 12:07
المحور:
الارشيف الماركسي
حول الانشقاق فلاديمير ايليتش لينين
ترجمه :عبد المطلب العلمي
يعترضون علينا قائلين (إذا لم يكن لديكم ايها البرافديون تكتل ،اي اعتراف اسمي بالوحده مع تجزء فعلي ،إذن الموجود لديكم اسوأ – الانشقاق ) . هذا بالضبط ما يقوله تروتسكي ، فهو لا يجيد التفكر و ترتيب بدايه و نهايه جمله ، فهو احيانا يصرخ مهاجما التكتلات و في احيان اخرى يزعق قائلا (الانشقاق يحرز نتائجا انتحاريه مره فمره ) (العدد1 ص 6) . المعنى الوحيد لهذه الجمله : (البرافديين يحققوا منجزا بعد اخر) ( و هذا واقع موضوعي ، تقره دراسات الحركه العماليه الجماهيريه في روسيا ، و من الممكن التحقق منه ، على مثال عامي 1912 و 1913 ) .لكني انا تروتسكي ادين البرافديين لانهم 1. انشقاثيين 2. و لانهم سياسيين انتحاريين . لنحلل هذا. قبل اي شئ ، لنشكر تروتسكي : منذ مده ( من اب 1912 الى شباط 1914 ) سار خلف ف . دان ، الذي كما هو معروف ، هدد و نادى "بقتل" مناهضي التصفويه ، الان تروتسكي لا يهدد " بقتل إتجاهنا و حزبنا ( لا تغضب ايها المواطن تروتسكي- فهذه حقيقه! ) فقط يتنبأ بان حزبنا سيقتل نفسه بنفسه ! . هذه ليونه كبيره، اليس كذلك؟ انها تقريبا (لا تكتليه) اليس كذلك؟. لندع المزاح جانبا ( مع ان المزاح هو الطريقه الوحيده ، للرد ردا خفيفا على جمل تروتسكي الفارغه التي لاتطاق) . " الانتحار"هي مجرد كلمه، كلمه فارغه ، انها فقط "تروتسكيه" . ان الانشقاقيه تهمه سياسيه خطيره ، هذه التهمه يكررها ضدنا بالف طريقه مختلفه ، التصفويين و جميع المجموعات التي ذكرتها اعلاه ، الموجوده من وجهه نظر فيينا و باريس . و جميعهم يكررون هذه التهمه السياسيه الخطيره بشكل غير جدي و عجيب . انظروا الى تروتسكي . لقد اعترف [ان الانشقاق يحرز (اقرأ البرافديون يحرزون ) منجزا انتحاريا بعد اخر ] . و يضيف الى ذلك : (كثير من العمال الطليعيين ، في وضع من الارتباك السياسي التام ، و في كثير من الاحيان يصبحوا عملائا نشيطين للانشقاق ) ( العدد1 ص 6 ) . هل من الممكن ايجاد نماذج اكثر لا جديه من المسأله ، مما تظهره هذه الكلمات . تتهموننا بالانشقاقيه ، حينما لا نرى في ميدان الحركه العماليه الروسيه الا التصفويه ، إذن انتم تجدون موقفنا من التصفويه موقفا خاطئا ؟ و بالفعل كل المجموعات الخارجيه المذكوره اعلاه ، رغم تمايزها الشديد بعضها عن بعض ، تتشابه في انها تعتبر موقفنا من التصفويه (انخاطئا و (انشقاقيا ) . في هذا يبرز الشبه و ( التقارب السياسي الجوهري ) لجميع هذه المجموعات مع التصفويين . اذا كان موقفنا من التصفويه من الناحيه النظريه خاطئا من الاساس ، فانه ينبغي على تروتسكي ان يقول هذا بصراحه ، ان يعلنه بوضوح ، مبينا مباشره اين يرى الخطأ ، لكن تروتسكي و منذ سنين يتجنب هذه النقطه الجوهريه . لو كان موقفنا من التصفويه ، من الممكن ضحده عمليا من سياق خبره الحركه ، لوجب تحليل هذه الخبره ، الشئ الذي لا يفعله تروتسكي ، و يقول معترفا ( كثير من العمال الطليعيين يصبحون عملائا نشيطين للانشقاق ) ،( اقرأ عملائا نشيطين للخط البرافدي و تكتيكه و تنظيمه ) . لماذا تحدث هذه الظاهره المؤسفه و التي باعتراف تروتسكي ، تؤكدها الخبره . اي ان العمال الطليعيين ، بل ان الكثير منهم يقفون وراء " البرافدا " ؟ . نتيجه " الارتباك السياسي التام " لدى هؤلاء العمال الطليعيين ، يجيب تروتسكي . انه تفسير ملائم لتروتسكي ، و لجميع الكتل الخمسه التي في الخارج و للتصفويين . تروتسكي يحب كثيرا و (بهيئه العالم العارف) و بالعبارات الطنانه المنمقه ، اعطاء تفسيرات ملائمه له بصدد الظواهر التاريخيه . اذا كان " الكثيرون من العمال الطليعيين " يصبحون " عملائا ناشطين " للخط السياسي و الحزبي و لا يتفقون مع خط تروتسكي ، فان تروتسكي يحل المسأله رأسا و مباشره و دون خجل : هؤلاء العمال الطليعيون " في حاله ارتباك سياسي تام "اما هو تروتسكي ، من الواضح ، في " حاله " صلابه سياسيه ، وضوح و خط صحيح !......و تروتسكي نفسه ، يضرب على صدره ، منقضا على التكتليه و الفئويه ، فارضا ارادته على العمال باسلوب المثقفين !... في الحقيقه ،قارئا مثل هذه الاشياء، عفويا تتسائل ،اليس مصدر مثل هذه الاصوات ، بيت المجانين ؟ طرح الحزب امام " العمال الطليعيين "مسأله التصفويه و استنكارها منذ عام 1908 ، اما مسأله "الانشقاق" عن مجموعه من التصفويين معينه بدقه ، ( اي مجموعه " ناشا زاريا ") اي استحاله بناء الحزب الا بدونهم و ضدهم ، هذه المسأله الاخيره طرحت في يناير 1912 ، اي منذ اكثر من عامين . الاكثريه الهائله من العمال الطليعيين ايدوا خط "يناير 1912". تروتسكي نفسه يعترف بهذا بكلمات " الانجازات" و " كثير من العمال الطليعيين " . و يكتفي تروتسكي بشتم هؤلاء العمال الطليعيين واصفا اياهم ب " الانشقاقيين " و " المرتبكين سياسيا " . من لم يفقد عقله سيستنتج من هذه الوقائع ، استنتاجا غير هذا . هناك حيث التفت اكثيره العمال الواعيين حول القرارات الواضخه و الدقيقه ، هناك وحده الاراء و الاعمال ، هناك يوجد الحزب و الحزبيه . هناك ، حيث رأينا التصفويين " المقالين" من مناصبهم من قبل العمال ، او نصف دزينه من المجموعات التي في الخارج ، و التي لم تبرهن باي شكل من الاشكال عن صلتها بالحركه العماليه الجماهيريه في روسيا ، هناك بالضبط تسود الانشقاقيه و الارتباك . و يحاول تروتسكي الان اقناع العمال بعدم تنفيذ قرارات " الكل " الذي يعترف به الماركسيون البرافديون ، فانه يحاول التشويش و اثاره الانشقاق . هذه المحاولات عاجزه ، لكن يجب فضح زعماء جماعات المثقفين الذين بلغ بهم الغرور و الذين يصرخون عن الانشقاق ، في الوقت الذي يحدثوا فيه انشقاقا . و الذين خلال عامين و نيف هزموا هزيمه كامله امام "العمال الطليعيين" ، يبصقون بوقاحه لا تصدق على قرارات و على اراده هؤلاء العمال الطليعيون ، واصفينهم ب " المرتبكين سياسيا " . في الحقيقه هذه هي اساليب نوزدريف او يهوذا غولوفليف . بصفتي كاتبا،فانا ارد دائما على الصراخ حول الانشقاق ، و لا افتأ اكرر المعطيات الدقيقه الغير قابله للدحض ، والتي لم يدحضدها احد ،في الدوما الثانيه كان47% من نواب قائمه العمال بلاشفه ، و في الدوما الثالثه50% ، و في الدوما الرابعه 67% . ها هي هنا اكثريه العمال الطليعيين " ، ها هو الحزب ، هنا هي وحده آراء و اعمال اكثيريه العمال الواعين . يعترض التصفويون ( انظر ل. م. بولكين في العدد الثالث من ناشا زاريا )، باننا نستعمل الحجج المأخوذه من كوريه ستوليبين الانتخابيه .هذا اعتراض سئ النيه و غير حصيف . فالالمان يقيسون نجاحاتهم في الانتخابات و التي تجرى حسب قانون بيسمارك الانتخابي الذي يبعد النساء . فقط المجانين يمكن ان يلوموا الماركسيين الالمان ، الذين يقيسون نجاحاتهم حسب هذا القانون الانتخابي ، دون ان يبرروا قيوده الرجعيه . كذلك نحن ، دون الدفاع عن الكوريات الانتخابيه و عن نظام تقسيم الناخبين الى كوريات ،نقيس نجاحاتنا حسب هذا القانون . الكوريات الانتخابيه كانت موجوده في كل الدومات ( الثانيه و الثالثه و الرابعه ) ، و في داخل كوريه العمال الانتخابيه ، في داخل الاشتراكيه الديمقراطيه حدث تحول تام ضد التصفويين . من لا يريد خداع نفسه و الاخرين ، يجب ان يعترف بهذا الواقع الموضوعي ، واقع انتصار الوحده العماليه على التصفويين . اعتراض اخر ليس اقل "ذكائا" ،[ المناشفه و التصفويين صوتوا لفلان و فلان من البلاشفه ( او شاركوا في الانتخابات ) ] . عظيم! الا ينسحب هذا على 53% من النواب غير البلاشفه في الدوما الثانيه ، و على 50% في الدوما الثالثه ، و على 33% في الدوما الرابعه . لو كان ممكنا اخذ معطيات لا عن النواب بل عن الناخبين من العمال او مفوضيهم و ما شابه ذلك ، لاخذناها برحابه صدر . لكن لا يوجد مثل هذه المعطيات بتفاصيل ادق . و بالنتيجه فان " المعترضين" لا يقومون باي شئ ،سوى ذر الرماد في عيون الجماهير . ماذا عن المعطيات عن الجماعات العماليه التي ساعدت الجرائد ذات الاتجاهات المختلفه ؟ في عامين ( 1912 و 1913)2801 مجموعه ساعدت البرافدا و750 مجموعه ساعدت لوتش . اي شخص يستطيع التحقق من هذه الارقام ، و لا يوجد من حاول دحضها . اين هي هنا وحده العمل و الاراده لاكثريه" العمال الطليعيين " و اين انتهاك اراده الاكثريه ؟ . ( لا تكتل ) تروتسكي هو الانشقاقيه ، اي انتهاكا لا حياء فيه لاراده اكثريه العمال . مقطتف من موضوع-حول الاخلال بالوحده المتستر بالزعيق حول الوحده الاعمال الكامله باللغه الروسيه ،المجلد25 ص 190-195
#عبد_المطلب_العلمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول التكتلات – لينين
-
الاخطاء الثلاثه لتروتسكي - لينين
-
رساله تروتسكي إلى تشيخيدزه
-
صلح بريست ليتوفسك
-
تذييل الطبعه الالمانيه الثانيه (مقطتف)
-
حول حمره الخجل لدى يهوذا الصغير تروتسكي
-
ستالين و المعارضه التروتسكيه 9
-
ستالين و المعارضه التروتسكيه 8
-
ستالين و المعارضه التروتسكيه 7
-
ستالين و المعارضه التروتسكيه 6
-
ستالين و المعارضه التروتسكيه 5
-
ستالين و المعارضه التروتسكيه 4
-
ستالين و المعارضه التروتسكيه 3
-
ستالين و المعارضه التروتسكيه 2
-
ستالين و المعارضه التروتسكيه
-
المملكه الاردنيه و السلاح السوفياتي
-
السيد ماجد الشمري يتهم
-
ملاحظات على المقال الاخير للرفيق كريم الزكي
-
اي نظام اجتماعي اليوم في روسيا الاتحاديه ؟
-
الازمه الاوكراينيه و تحليل غريب
المزيد.....
-
الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل
...
-
تسع خطوات عاجلة لـ 10 نقابات مهنية مصرية ضد تهجير ترامب للفل
...
-
انتهاء إضراب “النساجون الشرقيون”.. وهيكلة المرتبات خلال 15 ي
...
-
وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن
...
-
خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
-
الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
-
م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل
...
-
غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف
...
-
النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ
...
المزيد.....
-
مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس
/ حسين علوان حسين
-
العصبوية والوسطية والأممية الرابعة
/ ليون تروتسكي
-
تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)*
/ رشيد غويلب
-
مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق
...
/ علي أسعد وطفة
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين
/ عبدالرحيم قروي
-
علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري
...
/ علي أسعد وطفة
-
إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك
...
/ دلير زنكنة
-
عاشت غرّة ماي
/ جوزيف ستالين
-
ثلاثة مفاهيم للثورة
/ ليون تروتسكي
-
النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج
/ محمد عادل زكى
المزيد.....
|