أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل احمد - الفلوجة بين الاحتلال والتحرير!














المزيد.....

الفلوجة بين الاحتلال والتحرير!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 23:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اطلقت امريكا على غزو العراق واسقاط نظام البعث في حينه تسمية "عملية تحرير العراق".. وكذلك تم تسمية طرد البعثيين من الفلوجة بعملية "تحرير الفلوجة"، واليوم يطلق العبادي في حربه على الفلوجة تسمية "تحرير الفلوجة". ان تحرير العراق او تحرير الفلوجة من من؟ ولصالح من؟ تفسير هذه الحروب ومسمياتها هو ما نحتاجه نحن الانسانية والطبقة العاملة والجماهير الكادحة، هذه الخطابات والمصطلحات تتكرر يوميا وترسم حياتنا ومعيشتنا نحن نحتاج الى تفسير لها.
داعش بنفس القدر والحماسة يمسي المناطق التي وقعت تحت سيطرته بأنه حررها من القوة الكافرة والخوارج او الصفويين لاقامة خلافته وتطبيق الشريعة والقوانين بما يتناسب ومعتقداته. وبالمقابل الحشد الشعبي وجيش العبادي يصرحون بأنهم سيتحررون الفلوجة والمناطق الأخرى من سيطرة داعش السلفي والارهابي.. اذن من هو المحتل ومن هو المحرر في وجه نظر المظلومين الحقيقيين؟ لا شك ان الجماهير الساكنة في الفلوجة هم شعب مثل بقية الشعوب ومدينة مثل بقية المدن الاخرى في العالم ، لديهم طموحات واماني انسانية كي يعيشوا بسلام ورفاه وان يستمروا بالحياة. اذن ماذا يعني تحرير الفلوجة من وجهة نظر داعش وتحريرها من وجهة نظر الحشد الشيعي والعبادي؟ هل سيتم ترسيخ القيم الانسانية والمبادئ الانسانية بدلا من الوحشية والبربرية؟ وهل ستتحرر النساء من قيود القيم والتقاليد الذكورية والقوانين الرجعية الاسلامية؟ وهل سيعيش الاطفال الابرياء من دون رؤية الدمار والموت والذبح والتعذيب يوميا ويعيشوا مثل بقية الاطفال في العالم مع اللعب واللهو؟ وهل ستتوقف معانات الامهات والاباء من شر المعارك والانتقام الطائفي والتي تحرق فلذات اكبادهم؟ وهل ستتحرر الجماهير العمالية والكادحة من الفقر والحصار وانعدام فرص العمل وتأمين حياتهم بشكل طبيعي؟ وهل سترسخ حرية العقيدة والتفكير والحريات السياسية؟ وهل سيتحرر الناس من القيود على اختيار نمط حياتهم ومعيشتهم وملبسهم ومسكنهم؟... اذا هناك قوة تقوم بتحرير كل هذه المسائل فيستحق تسميتها بقوة التحرير وتسمية محاولتها بالعملية التحررية، عدا عن هذا لا توجد معاني اخر تسمى بـ"التحرير".
ان اهالي الفلوجة هم بين كماشة داعش من جهة وجيش العبادي والحشد الشعبي من الجهة الأخرى، وان الاختيار سيكون بين اقل الاسوئين. ان من يقتل منهم يقتل! ومن يبقى فسيكون عرضة للتعذيب والاهانات ويواجهون الموت البطئ او ترهن حياتهم بالتعاون مع القوة المسيطرة. فلا يوجد هناك فرق بين حاكمية داعش وحاكمية الحشد الشعبي وجيش العبادي بالنسبة للجماهير المظلومة، ولن يتحر اي شيء بالنسبة لهم بسيطرة داعش أو جيش العبادي على حاكمية هذه المدينة!! على الرغم من وجود داعش الارهابي والذي لا مثيل له في الفلوجة فان تنظيف المدينة منهم سيكون بمثابة تنفس لاهالي المدينة، ولكن هذا الأمر لا يغير شيئا من المعانات الطائفية التي يواجهونها وأستبدادية السلطة..
ان التحرير من هنا تاتي معانيه اي بمعني تحرير المظلومين والمحرومين من الظلم ومن المعانات والمآسي. ولكن استبدال الحاكم بحاكم اخر من دون التغيير في حياة المحروميين ليس تحريرا ولا تتجسد هذه المعاني فيه. وان التحرير الفعلي ياتي من المحرومين انفسهم تحررهم من الاضطهاد والفقر والمعانات واستعادة حرياتهم السياسية والأقتصادية.. الخ. وان التحرير يأتي بأرادة المظلومين انفسهم وبتطلعاتهم وامانيهم وانسانيتهم. وان اهالي الفلوجة اذا ارادوا التحرر فعليهم طرد كل القوى الطائفية سواء السنية او الشيعية من المدينة، وان يتحدوا بوجه الطائفيين الشيعة او السنة او القوميين البعثيين وان يشكلوا مجلسا بعيدا عن هذا التقسيم الطائفي والقومي لحاكمية المدينة، كي يتخلصوا من هذه المعانات والتي طالتهم منذ الاحتلال الامريكي وحتى الان والتي يدفع ثمنها جماهير الفقراء والمحرومين من حياتهم ومن معيشتهم.. والى متى بأمكان القوة السياسية المختلفة من البعثيين والاسلاميين والطائفيين ان تلعب بمصير اهالي الفلوجة وتدمر بيوتهم وحياتهم ومصير اجيالهم.. ان معانات جماهير هذه المدينة تأتي من الصراع الدائر بين القوة الطائفية والقومية، بالأمس مع امريكا والتي دمرت المدينة بشتى أنواع الاسلحة الفتاكة، حيث انتشرت التشوهات الجينية جراء استعمال هذه الاسلحة والمواد المدمرة على المدينة.. واليوم هي ضحية الصراع بين داعش السني والحشد الشعبي الشيعي وجيش العبادي، وفي كل الاحوال تدفع الجماهير ثمن هذا الصراع، اناس لا دخل لهم بهذا الصراع ولكن وجوهم في منطقة تعتبر معقلا لقوميين والعروبيين طوال العقود الماضية جلب لهم الويلات والدمار. ان احد الاثار المدمرة للنزعة القومية تجدها في الفلوجة والامها وليس فقط افكارها المناهضة للانسانية والجوهر الانساني.
للاسف ان الحل والبديل الانساني لجميع القضايا لمثل مدينة الفلوجة، ضعيف جدا وان القوة التي ترتكز على الانسانية وعلى تحرير المظلومين هي في ضعف مستمر، ولكن ليس امام اهالي الفلوجة الا التخلص من كل القوى القومية والطائفية بأنفسهم بعد داعش، ولا يدعوا من بعد ذلك اية فرصة لنموا هذه الافكار والقوى بين صفوفهم، ولا يدعوا اية فرصة لتسميتهم بالقوميين او السنيين او الداعشيين.. ولا يتركو الفرصة للمنتقميين "السنيين والشيعيين" للتواجد بين صفوفهم، وأن يحملو الراية الانسانية البعيدة عن تلك التصنيفات الوهمية والمصطنعة. وان بأرادتهم بأمكانهم ابعاد انفسهم عن كل هذه المشقات والمعانات التي يواجهونها.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاوضاع الجديدة في المنطقة وتحالف العمال!
- ترامب.. الوجه الحقيقي للرأسمالية!
- الاول من ايار، يوم لاظهار العمال كطبقة
- تقوية حركة الاول من ايار!
- حكومة تكنوقراط ام حكومة محاصصة؟
- التجربة والدروس في ذكرى احتلال العراق!
- توسيع التجمعات العمالية العامة.. طريق من اجل تنظيم الطبقة ال ...
- العمال في العراق بحاجة الى التنظيم
- افق الشيوعية العمالية في العراق
- المزاج الثوري والمزاج غير الثوري في المجتمع
- المفهوم الطبقي لقضية المرأة
- نحو الحركة المجالسية
- حان وقت الافق العمالي!
- الدروس والتجربة العمالية في الثورة التونسية والمصرية
- الوضع الراهن في العراق واهمية العمل الحزبي
- صراع اللصوص في الشرق الاوسط
- المفهوم العلمي والمادي للتأريخ!
- المفهوم الطبقي للثورة
- ليس للعمال وطن!
- تعمق السيناريو الاسود في سوريا


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل احمد - الفلوجة بين الاحتلال والتحرير!