أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الأهوار وفيتامينات إدوارد شيفر نازده














المزيد.....

الأهوار وفيتامينات إدوارد شيفر نازده


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 20:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الأهوار وفيتامينات إدوارد شيفر نازده
نعيم عبد مهلهل
أنتمى الجورجي إدوارد شيفر نازده الى الحزب الشيوعي السوفيتي عام 1948 . وهو ذات العام الذي انتمى فيه أبي الى سوق الطعام عندما اشترى له علوه ليبيع فيها الحنطة والشعير والذرة .
عام 1985 أصبح نازده وزيرا للخارجية وكان الظل الدوبلماسي للرئيس السوفيتي ميخائيل كورباتشوف .
وفي ذات العام مات ابي المرحوم ( عبد مهلهل ) وكان الظل الروحي لحنين أمي الى عاطفة المرأة وهي تستظل برجل .
أما أنا في ذلك العام فقد صدر امر انتدابي وتسريحي من الجيش لأعود معلما في مدرستي التي تقع في قرية ( المحاريث ) الواقعة في عمق اهوار الجبايش ، وقد انحسر عنها الكثير من المياه بفعل سياسة التجفيف ، واصبح عدد البيوت من 40 بيتا قبل بدء الحرب الى 13 بيت حين عدت اليها بعد ثلاثة اعوام من النوم في الخنادق الشقية على قمم جبال بنجوين.
الى عام تسعين كان المكان الذي نعيش فيه يصارع الحياة من اجل البقاء . الجواميس من 150 راس الى 44 . والاعراس من كل شهر عرس الى كل عام عرس.
والذين يهاجرون الى المدن للعمل في مهن غير الذي تعودوا على العمل فيه مثل رعي الجواميس وصناعة القيمر وطبخ وبيع الخريط ، صاروا يشتغلون عمالة في مسطر الطين أو حراس كراجات سيارات أو أصحاب بسطيات لبيع الحلويات في اسواق هرج ، والبعض تطوع كجندي مشاة بالرغم من ان نسبة البقاء احياء تكون ضئيلة ايام الحروب وخاصة للجنود المشاة.
في كل هذه السنين وشيفر نازده وزيرا لخارجية الروس ، وكان احد المعلمين من الشيوعيين القدامى والذي اجبروه بسبب العيش والراتب ليوقع تعهدا انه لم يعد شيوعيا وانه انتمى الى تنظيم خاص اسسه البعث للذين وقعوا ورقة التنازل من الحزب الشيوعي بأسم التنظيم الوطني او الخط الوطني وكنا نتندر على هذا التنظيم حين اطلقنا عليه الاسم الانكليزي ( لاين ناشونال ).
كان هذا المعلم يتفائل كثيرا بوجه شيفر نازده ويقول :انه سيقنع الرئيس بالغاء فكرة حسين كامل الجهنمية بتجفيف الاهوار ، لأن حسين كامل تم اعدامه بتهمة التآمر ، وسيشعر الرئيس بأن المعدان الذين رئتهم الماء وجواميسهم كانوا مظلومين ومغبونين في هكذا قرار جائر .وكلما سمعنا ان شيفر نازده سيزور العراق :نقول الخير سيأتي وستهدم النواظم والسداد الترابية التي وضعوها على الفرات لتمنع الماء من الوصول الى الاهوار. وكان هذا المعلم يعتبر ادوار شيفر نازده فيتاميناً ماركسيا يمكنه ان يمنح جرعة الحياة والامل لكل البيوت القليلة التي رفضت ان تنتقل بعيدا عن بيئتها وموطنها.
لكن شيفر نازده لم يفعل شيئا ، لقد بدأ الشيوعيون يضعفون دوبلماسيا وعسكريا إزاء الجبروت الامريكي والمخطط له سلفا حين تم تهيئة غورباتشوف ليتبنى فكرة ومنهج البيروتسكيا ، فلم يستطع اي شخص تهديم تلك الفكرة الغامضة والدونية التي كان يمتلكها الجنرال العراقي ازاء الاهوار واهلها ، فبقى الحال على حاله حتى انتهاء عهد نازدة في الدوبلماسية الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990 وذهابه الى بلده جورجيا الذي استقل عن الاتحاد السوفيتي .واصبح ادوارد شيفر نازده الرئيس الثاني للدولة المستقلة ( جورجيا).
زمن شيفر نازده هو زمن تضاؤل الاحلام ليس بالنسبة الى اهل الاهوار بل بالنسبة لليسار العالمي كله . لقد انحسر الامل ولم يعد هناك سوى المنصات المدججة برجال المخابرات حيث يقف عليها الرؤوساء والملوك وهم يستعرضون جيوشهم التي يستخدمونها لحاجتين ، اما مهاجمة جيرانهم أو صد تظاهرات شعوبهم.
عدنا الى اليأس ثانية ، فلم تعد فيتامينات شيفر نازدة تفعل شيئا لآمالنا.
شح الماء بحدة ، والعوائل الباقية في قرية المحاريث اصبحت 5 عوائل فقط ، فلم تعد الحاجة الى الى المدرسة وتم اغلاقها ونقل معلميها الى مدارس في مركز المحافظة.
هنا انا ابتعد قسرا عن العالم الذي احببته ، فأسمع ان غدا هو يوم تنصيب نازده رئيسا لبلاده .اضحك واقول :بأسم أهل الاهوار اقول لك يا سيادة الرئيس فيتاميناتك كلها من دون مفعول.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتوى مزارع الخشخاش الأفغاني
- الزقورة ( أسرار الغرفة العِلْويةُ )
- المسافة بين الجبايش وأسطنبول
- أهوار ونخيل بول بريمر
- الفلوجة والرصافي الذي يكره داعش
- معدان ( صوفيا لورين )
- الكلُ يقول : الأهوار عمتي
- محنة الحُفاة في نيل الجنة
- جماليةُ الحال ، لما بَعدَ المُفتيّْ
- رسالة الى محافظ المثنى
- السماوة مرثية ( سعدي وحسين نعمة )
- لم تعُدْ الخضراء أخت الجنة
- مديح للمندائي عبد الجبار عبد الله
- العراق ومايوهات سواحل أزمير
- أبو عادل ( لينين في جريدة )
- سعاة بريد العقل
- النواب وكافتريا الفيس بوك
- يوم خَطبَ الجَلبيُ من شُرفتِها
- رقصات هنغارية في الناصرية
- في انتظار أيميل البيت الابيض


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الأهوار وفيتامينات إدوارد شيفر نازده