أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح4














المزيد.....

من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 10:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من المفاهيم الغريبة حتى على التجربة العلمية وقد طرحها النص الديني بفكرة خلابة هي مسألة علم الله بما يكون زمنا ومكان قبل أن يعي الإنسان وجوده وحتى قبل أن يوجد أصلا، وهذا ما جعل المتدينون يتخبطون في قضية جمعت وفرقت وناقضت العقل والمنطق ألا وهي القدر المحتوم أو ما يعرف بالجبر والتفويض، وبالرغم من أن المسألة برمتها تعود إلى مفاهيم فلسفية وطروحات كلامية ولكنها من ناحية أخرى شديدة اللصوق بقضية الزمان والمكان والترابط بينهما وبين الوعي الإنساني حين يتجسد فعل ذاتي يختاره الإنسان بإرادته ويفعله وفقا لما في الفعل من قوة وقدرة على التجسيد.
الفكرة الدينية عن الزمان والمكان وقياسا بالفهم العلمي تتمحور حول نظرية أن الزمن الواعي أي زمن الحضور كما قلنا في البداية هو زمننا قياسا لقوانينا وإدراكنا الحسي به ووفق أيضا قوانين وجودنا، ولا رابط بين وعي الوجود وقيمه وزمنه بالنسبة للوجود الأول الذي له زمنه الخاص وله عالمه المتفرد والذي هو في حالة إنفصال عن وجودنا ووعينا وزمننا، لأنه يختلف بكل شيء عما بأيدينا من مقاييس ومعاير ورؤى ونظريات، إنه عالم الخالق المحيط الذي لا ندركه إلا من خلال ما ينقل لنا عنه وتعيد صياغته أذهاننا المحدودة والمحكومة أيضا بالزمن الخاص والوجود الخاص والمعيار الخاص ونحن نعلم ذلك ولكن نحاول أن نفهمه بأقرب الصور التشكيلية له.
تتلخص الفكرة أساسا على أعتبار أن الله عندما خلق الخلق كله، كان المكان في الزمن صفر والحركة داخل الوجود القديم وجود ما قبل الوعي منعدم لانعدام نقطتي القياس البداية ونقطة التحول، كان الوجود يساوي صفر مطلق بلا قيمة وخال من الدلالة وحيث لم يكن هناك مفهوم الزمن المرتبط بالحركة الوجودية، كان الخالق هو الوجود الأول والزمن هو لأنه مصدر الحركة ومنشئها الأصيل، مر الخلق كله كحركة انتقلت منه إلى العدم فتحول الأخير إلى وجود مشغول بالحركة فصار الزمن الأول قيمة تتناسب مع قيمة التحول من العدم للوجود.
كل هذه التحولات مرت والله يراقبها ويتابع مجرياتها متدخلا في التفصيلات التي لا تنطبق مع العمومية الكمالية التي أرادها حتى أنتهت لنقطة النهاية كاملة، فهو شاهد كل تحولات الوجود وعاين الزمن كيف يجري فيه وإلى أين أنتهى، كما أنه أحكم التجربة إذا أمكننا أن نسميها كذلك، فقد كان عالما بما جرى والذي سيجري لاحقا ليس بالنسبة له ولكن بالنسبة للوعي الوجودي حين يصح أن يكون مقياسا لوجود الزمن، الله علم بكل التفاصيل وكتبها كما يصح أن يفهمها الناس وهي ليس كتابا بالمعنى المتداول ولكنه تسجيل وقائع شهدها وشاهدها وأضبط فيها كل شيء بإحكام، هنا يكون علم الله بما كان في زمنه وما سيكون في زمننا وما ستؤول إليه القضايا في زمن ما بعد وعينا كما يشاهد المخرج فليما تم إنجازه ولكن الجمهور يعيش لحظات الاحداث كما ينقلها الفلم لحظة بلحظة.
من هنا فهم المتدين الجاهل بفكرة الزمن واللا واعي مقاصد النص الديني أن الله علم بحاله قبل ان يخلق، وظن نتيجة لذلك أن هذا العلم هو كتابة أستباقية من الرب على العبد، عليه ان لا يخرج عنها أبدا كأستحالة منطقية أو أنها محكوم بها سواء رضي بذلك أم لم يرضى وسماه القدر المحتوم، في الوقت الذي يؤمن بأن الله عادل ولا يظلم أحد ولم يحاول أن يقارب بين عدل الرب وبين كتابه السابق القديم، الحقيقة التي ينقصها عقل المتدين هي فكرة أن الله خلق الخلق وتم كل شيء على يديه في زمنه الخاص، وما نحن إلا أجزاء من ذلك الوجود السابق نتحرك داخل ذلك الوجود بزمننا نحن الذي هو عند الخالق قد مضى وتم.
نعود لشرح أوسع لمفهوم الكتابة أو ما يعرف بالقدر والمقدر والحتم ومسألة الجبر والأختيار، وهي بالمناسبة مع تفاهتها بالنسبة لقضايا وجودية أعمق تتعلق بحياة الإنسان المجرد، أخذت حيزا كبيرا من الجدال والعنت والتشظي الفكري المبني على الانحياز لوجهة نظر أساسها التوهم أو التخيل أو القراءة الأعتباطية لفكرة أوردتها النصوص دون أن تفكك عقليا ومنطقيا وتمتحن بالأس العلمي والمعيار العملي، الإنسان حقيقة مجبر على أن يعيش هذا الوجود دون إرادة منه لأنه تسلسل تكويني طبيعي لا يراعي الإرادة ولا يهتم بها، إلا أنه منح فرصة أن يشكل هذا الوجود وفقا لتجربته الخاصة المتنوعة المصادر والمناشيء، المهم في التجربة هذه عمقها وما تضيف للوجود ومقدار التراكم الذي تتركه لأنه في الأخر سيكون هذا الإنسان المجبور سببا لوجود كائن أخر يورثه نفس المعطيات ولكن مضافا لها تجربة الزمن.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح5
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح3
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح2
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح1
- لست ملحدا ... ولكنني رجل به جنون _ تمهيد لكتابي لست ملحدا 20 ...
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل ح2
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا. ح2
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا.
- صورة الإنسان المزدوجة.... في الفهم الديني
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح2
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح1
- قضية رأي في التفكر والجنون ح2
- قضية رأي في التفكر والجنون
- فكرة الدين والوجود تناقض أو صورة ناقصة؟.
- تنبؤات مجنونة من طفولة عاقلة
- الفكرة المهدوية وغياب رؤية النهاية
- الإرهاب بطريق الوهم
- مكابدات الحزن والفرح في وطن حزين
- آينشتاين النبي ..... مفهوم العقل في العقل


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح4