أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - الرئيس يلعب بالنار














المزيد.....

الرئيس يلعب بالنار


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل ما في الامر ان السيد "الباجي قايد السبسي" رئيس الجمهورية الحالي لدولة تونس قد اصبح فعليا يلعب بالنار. هذه النار التي تـنبعث من وراء دعوته المفاجئة لتـشكيل حكومة جديدة سماها بحكومة الوحدة الوطنية، و الدعوة العلنية لمشاركة اتحاد الشغل فيها و الدعوة لمشاركة الجبهة الشعبية فيها. و بما انه لا يمكن لنا ابدا ان نعتـقد في سذاجة تـفـكير السيد الرئيس، و ذلك ليس لكونه رئيس الجمهورية و لكن لكوننا نعلم جيدا انه يتمتع بنسبة ذكاء محترمة.
القراءة الساذجة لهذه الدعوة تعبر عن اندهاشها من اقرار الفـشل و الدعوة الى حكومة اخرى بينما ان الحكومة الحالية و التي على رأسها السيد "حبيب الصيد" ذو الكفاءة الادارية مع انعدام الرؤية و التوجه السياسي قد تم اختياره من الرئيس ليحقق من خلاله اجندته او رؤيته السياسية. المهم انه كيف لرئيس الجمهورية ان يعتـقد ان مشكلة اتحاد الشغل و الجبهة الشعبية في المناصب السياسية؟
المؤكد انه كان يعلم مسبقا الرفض من كليهما، حيث عبر اتحاد الشغل عن رفضه بسرعة و الدعوة الى الحوار حول برنامج جديد للحكومة او للحكومة المقبلة على اساس الدراسات العلمية الوطنية. كذلك الجبهة الشعبية اكملت خطواتها في الانفـتاح على احزاب المعارضة الاخرى و قد شكلت ما يسمى بالجبهة الديمقراطية التـقدمية، اما بخصوص الدعوة الرئاسية فهو نـفس موقف اتحاد الشغل حيث تطرقت الجبهة الى البرنامج السياسي و ليس الصفقة السياسية.
فالدعوة الرئاسية رمت بكرة النار لتحرق اتحاد الشغل و الجبهة في حالة القبول او الرفض. القبول بانتـفاء من يدافع عن الوطن و الشعب. الرفض بالقول ان الرئاسة اطلقت يدها و دعتهم لتحمل المسئولية و هم رفضوا تحمل مسئولية الحكم.
و المسالة بطبيعة المتداول ما هي إلا الدفع نحو تطبيق املاءات صندوق النقد الدولي و تطبيق ارادة امريكية في تعيـين رئيس حكومة معين سلفا و ما هذه المسرحية إلا لغاية تمرير الوجه الجديد المعد سلفا من الولايات المتحدة الامريكية باعتبارها الضامن لديون تونس.
المسالة واضحة جدا في البرلمان. كتلة حزب نداء تونس و النهضة يعيدون طرح مشروع قانون البنوك الذي اسقطته الجبهة الشعبية بإحالته الى المحكمة الادارية التي قضت بعدم دستوريته.
هذا البرلمان الذي لم يؤسس بعد للمحكمة الدستورية اي ان الدستور من الناحية العملية لا يزال معطلا و القوانين النافذة التي لا تـتماشى معه لازالت فاعلة.
هذا البرلمان يتجاوز نظامه الداخلي في عدة مسائل من اجل طوي مشاريع الاقـتراض و مشاريع الخصخصة و تحرير البنوك و غيرها. هذا البرلمان الذي لم ينظر بعد في تغيـير الادارة او تـثويرها. لم ينظر بعد في شان الصناعات الوطنية و تـشجيعها و رفع المعاليم الديوانية عن المواد الاولية. هذا البرلمان الذي لم يشرع بعد لقوانين انقاص التوريد و مشاريع سياسة جبائية جديدة لصالح الدولة و الشعب. هذا البرلمان المنتخب من الشعب و بحكم الاغلبية المتحكمة فيه يشتغل ضد الشعب..
هنا و الآن، فان المعركة واضحة بين من يريد بيع تونس و من يريد ارجاع تونس الى اهلها. اننا نتجه صوب مربع الخيانة و الوطنية برغم المحاولات الجادة لتجاوز تلك المربعات.
في نفس الوقت الذي يئن فيه الشعب، يطلع علينا هرم السلطة ليقول ان البلاد امام ازمة اقتصادية كبرى. بالطبع لا مجال الآن لمناقـشة تـفصيلية، و لكننا نعلم ان في تونس اموال كثيرة نائمة و اخرى منهوبة يكون من الافضل استرجاعها وطنيا لبناء التـنمية.. في كل الحالات فانه يبدو هذا الاعتراف غير مقبول سياسيا و ذلك على افتراض صحته. بمجرد هذا الاعلان فان من كان سيقبل على الاستـثمار سيحجم عنه..
فلماذا اذن هذا التصريح؟ هل هي سذاجة سياسية ام هي خلق مشروعية لتسليم البلاد الى الصناديق الدولية و الامبريالية العالمية؟..
و نقول انهم واهمون. خطاب الجبهة الشعبية كان واضحا و قد فهمه عامة الناس و نخبتهم. انه ليس هروبا من المسئولية بل دعوة الى تجاوز الغضب من الاحساس المذهل بالاوطنية و الادولة بمن لديهم مقاليد الحكم الى حوار حول برنامج وطني تنموي ينقذ الحكومة و البلاد و الاجيال القادمة.
لكن وراء هذا المشهد الغائم مثل مجمل الوضع السياسي في تونس، فهناك موقف شعبي ثوري واضح. الحرية و الكرامة. هذين المطلبين على المستوى الفردي و الوطني. فلا حرية فردية بلا حرية الوطن و سيادته. كل ما نراه امامنا هو تخريب للدولة و انتهاك لسيادتها حتى ان الزعيم بورقيبة اصبح مجرد تمثال اما ارادته الوطنية و فكره فاننا لم نتلمس و لو ذرة واحدة منها...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العصفورية-. ملحمة العرب المعاصرة
- أقانيم الجهالة بين القديم و الجديد
- الإحتفال المأتم لحركة النهضة التونسية
- أشبال العراق ينتفضون
- هل بالامكان ايجاد اسلام جديد؟
- السلطة الوضيعة
- المفقدود سياسيا في تونس
- النوايا السياسية السيئة
- -القصة الخفية للثورة التونسية-
- كيف نكون الله؟
- البعث العراقي الى اين؟
- يسارية الاحرف الاربع
- رد على مقال يتهافت على الرسول محمد
- هل مازالت فلسطين القضية المركزية؟
- للأرض أنثى الأنوار
- النفاق الاوربي في التعاطي مع الارهاب
- الشعور الديني بين الإغتراب و الإنسجام
- عبثية إرادة قتل الله
- سقوط البعث
- سوريا الى اين ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - الرئيس يلعب بالنار