وليد عبدالله حسن
الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 10:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- أشارات نقدية حول السلوك الديني والاسلامي على وجه الخصوص-
ما زال ظهور الإنسان في بلاد الشرق الأوسط والبلاد الإسلامية بشكل خاص تحت رعاية تراث ديني وأسطوري يمتلك دكتاتوريية تحكمية على عقل وسلوك الانسان و الحياة، بل إن الانسان عبارة عن كائن مُصنف دينيًا وليس بالضرورة متّدينا بل هي معادلة تسلطية مبنية على هواجس إيمانية شكلية، وبنية عقلية عائمة على كنوز من الخيال الملازم لكل ما هو وهمي ويمتلك فعالية الحضور والتشّكل المرتبط بسلسلة منظومات تاريخية ودينية واجتماعية متنوعة الا ان مصدرها واحد هو التراث الديني. هذا الشكل المعلن لظهور الإنسان الشرقي والعربي هو كونه بنك استثماري لكل التاريخ الربوبي التسلطي بكل ما يحمل من قدرات الاستعباد الذاتي والاستلاب الوجودي لقيمته الإنسانية التي هي جوهر وجوده وعلامة مميزة يدافع عنها بكل ما لديه من أدوات الجهل والمعرفة. إن أهم هذه العلامات الفارقة والمميزة لحضور الإنسان الشرقي، ظاهريًا وباطنيًا، هي علامة العبودية كمنظومة معرفية تنجب أبناء يحملون جينات تاريخية لأرباب متسلطين وخالدين إلى الأبد، ويشكلون امتدادًا قائمًا لوجودنا الصحراوي العميق والقديم جدًا والحديث بامتياز. ومن خلال انتمائنا نحن، كعرب، إلى الدين الإسلامي الذي بنى مجدًا وحضارة عظيمة على هذه الصحراء القاحلة، وكوّن مجدًا كبيرًا، نرى بوضوح، لو كاشفنا أنفسنا، أننا ما زلنا نسكن نفس بيوت العبودية القديمة، سواء كانت سماوية أو أرضية، والتي أصبحت جزءًا من الذات والوجود والسلوك العربي والإسلامي. ومن خلال هذه العبودية بدأنا نشيد حضارة انتماءنا لمفاهيم السماء، والإبتعاد عن المضامين الأولى لحقيقة الانسان ومعاني الحرية، لهذا يبقى تأثير العبودية، بكل أنواعها، على ذواتنا ووجودنا ومجتمعاتنا جعلنا متأخرين في كل شي، ساهين عن البحث عن حلول علمية مستديمة ووسائل عقلية وواقعية وسلوكية نتخلص من خلالها من كل أشكال الأستعباد الذي مورس في حقنا، ابتداء منالسماء حتى الأرض؛ هذا الإستعباد الذي جعل فرص التقدم والتطور والتخلص من الوهم الساكن في ذاكرتنا أمرًا صعبًا، بل حتى يبدو مستحيلاً، لأنه أصبح يمثلهويتنا المقدسة على الأرض.
#وليد_عبدالله_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟