|
يريدون أن يرسلوا حصان طروادة إلى أعزاز
صلاح الدين مسلم
الحوار المتمدن-العدد: 5190 - 2016 / 6 / 11 - 20:51
المحور:
القضية الكردية
أجرت قناة روداو يوم حواراً مع أنس العبده رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة، وهنا سنذكر بعض النقاط التي أوردها لتبين سبب زيارته. يقول أنس العبدة في تصريح لقناة روداو وقد تمّت كتابة اللقاء على صفحة روداو نت بعد أن أجرى تلفزيون روداو مقابلة معه: "إنّ هدفي الرئيسي هو لقاء رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، لرفع تبادل وجهات النظر، ورفع سوية التنسيق بين الائتلاف السوري وقيادة كوردستان على جميع الأصعدة" ما المقصود على جميع الأصعدة؟ هل يقصد قصف الشيخ مقصود أيضاً بما أنّ الهجمات الوحشيّة التي تورّط فيها 23 فصيلاً تابعاً للائتلاف فيها؟ جميع الأصعدة يعني الصعيد الفكريّ الإسلامويّ الأصوليّ، والصعيد العسكريّ العدائيّ للشعب الكرديّ، والصعيد السياسيّ المركزيّ للدولة المركزيّة المقبلة التي تعدّ امتداداً للدولة القوميّة السوريّة، الصعيد الاستراتيجيّ أي الامتداد للتحالف بين هذه القوى وبين الدولة التركيّة التي صبّت كلّ طاقاتها لمعاداة القضيّة الكرديّة في كلّ أنحاء العالم. ثمّ يستسرد العبده قائلاً: "إنّنا مع استئصال داعش من أي منطقة في سوريا" هنا نستفهم عن هذا التصريح المتناقض مع الواقع؛ أواجه الائتلاف والقوّات العسكريّة التابعة لها داعش الذي هاجم كوباني وغيرها من المدن الكرديّة؟ ناهيك عن التمثيلة التي دخل فيها العكيدي إلى كوباني والتقط فيها بعض الصور وخرج بأمان إلى تركيا، أم أيّدوا وحدات حماية الشعب والمرأة عندما أخرجت داعش من كوباني وتل أبيض – كرى سبي؟ أم قاموا بحملة تلفيق وقالوا: إنّ وحدات حماية الشعب تقوم بتطهير عرقيّ؟ هل أيّدوا حملات قوات سوريا الديمقراطيّة في حربها على داعش في شمال الرقّة وغيرها؟ إنّه التناقض بين القول والفعل، وهناك إثباتات كثيرة في هذا المجال. وفي تقييم العبدة معركة تحرير شمال الرقة التي بدأت بها قوات سوريا الديمقراطية؟ "إنّه تصرّف فرديّ أو احتكار لأنّه يؤدّي إلى نتائج كارثية، وقامت القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطيّ في الفترة الماضية باستهداف نشطاء الثورة من الكرد، وقيادة المجلس الوطني الكردي في سوريا، وهذه القوات بعيدة عن الثورة السورية" إذا كان مع استئصال داعش من أي منطقة في سوريا كما قال، فلماذا يهدّد بنتائجها الكارثيّة؟ أليس تصريحه هذا هو تفضيل لداعش على قوّات سوريا الديمقراطيّة التي لا يستطيع النطق باسمها، بل يصفها بالقوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطيّ، ولماذا يظلّ يدافع عن المجلس الوطنيّ الكرديّ الطرف الضعيف المغلوب على أمره الذي أصبح أداة طيّعة بيده، وهو الذي سلّم كلّ زمام الأمور إلى أردوغان الذي يصبّ كلّ طاقاته وإمكاناته في سبيل هزيمة ثورة روج آفا، لا يستطيع البوح بالحقيقة المرّة وهي أنّ داعش أفضل من أن يمتلكوا إيّة إرادة. إنّ أخطر ما صرّح به العبدة في هذه المقابلة: "نحن طلبنا مشاركة قوات بيشمركة روج آفا في القوة الجديدة التي ستدخل في منطقة أعزاز، وطلبوا قبل فترة أيضاً بدخول قوات بيشمركة روج آفا التابعة للمجلس الوطني الكردي إلى داخل أراضي السورية للمشاركة في مواجهة النظام السوري وداعش، ووجود قوات بيشمركة روج آفا على الأراضي السورية ستؤدي إلى التوزان الحقيقي والأمان للشعب السوري، والكردي بشكل خاص." أروع ما في هذا التصريح أنّه اضطر إلى أن يلفظ باسم روج آفا، وإن لم يكن في سياقه الموضوعيّ، لكن كشف هذه النوايا لدى أردوغان قبل أن يرسل أوامره إلى تابعه؛ العبدة من قِبل المجتمع الديمقراطيّ في روج آفا الذي بات سبّاقاً على منظومة الدولة القوميّة المتجسّدة في النظام المهيمن على الإرادة التركيّة، فقبل شهر أو أكثر تمّ تداول نيّة إدخال قوّات بيشمركه روج آفا إلى المناطق الواقعة بيت أعزاز وجرابلس، وأيضاً نيتهم في إدخالهم في الحرب اللاإنسانيّة على الشيخ مقصود، والمعيب في الأمر بل من العار أن يتجرّأ العبدة ويتفوّه بهذه النيّة الحقيرة في اقتتال كرديّ- كردي على أرض حكومة كرديّة؛ حكومة إقليم كردستان ولقناة كرديّة، في حين لا تستطيع التفوّه في هولير بأيّ كلام تمتدح فيه وحدات حماية الشعب أو حزب الاتّحاد الديمقراطيّ، لا تستطيع أن تتفوّه إلّا بما هو مسموحٌ لك. هناك أسئلة كثيرة تدور في المخيلة عن سبب عدم مجيء إبراهيم برّو بما أنّ المجلس الوطنيّ الكرديّ يعتبر قوّات بيشمركه روج آفا الجناح العسكريّ لها، أو لنقول إنّ برو يرى أنّ هذه القوّات امتداداً لفكر المجلس الوطنيّ الكرديّ، فممّن يطلب العبدة إدخال بيشمركه روج آفا إلى أعزاز؟ لماذا يطلب ذلك من رئيس إقليم كردستان؟ أهي قوّات تابعة له؟ لماذا لا يصرّح عن ذلك السيّد مسعود برزاني، ولا يقول: هذه قوّات تابعة لقوات البيشمركه؟ مع العلم أنّ العديد من قيادات الإقليم تنفي وجود فصيل باسم بيشمركه روج آفا. ما يهمّ في هذا المجال هو أنّ الإرادة المجتمعيّة قد وصلت إلى مرحلة من تنظيم سياساتها إلى درجة تستطيع فضحهم قبل أن يقوموا بشيء.
#صلاح_الدين_مسلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روج آفا واستعادة المجتمع ذاكرته الأخلاقيّة السياسيّة
-
الانتحار العثمانيّ بين أعزاز وجرابلس
-
وحدة الصف بعيداً عن المجلس الوطني الكرديّ
-
عودة المجتمع
-
قرن على سايكس بيكو
-
الثورة الجزائرية في سوريا
-
الفيدراليّة والمجتمعيّة
-
استقالة أوغلو أم إقالته
-
التواصل الاجتماعي الاغترابيّ وثورة روج آفا
-
بيان العار من مجلس العار
-
الشيخ مقصود وزمن التواطؤ مع الوحوش
-
المعارضة المعتدلة أكذوبة كبرى
-
بين المركزية واللامركزية في سوريا
-
الأيوبيّة بين الماضي والحاضر
-
الانهيار الأخلاقي للمجلس الوطني الكرديّ
-
الفيدراليّة في سوريا مشروع وحدويّ
المزيد.....
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال
...
-
البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن
...
-
اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
-
البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا
...
-
جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا
...
-
عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س
...
-
حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|