|
لماذا يكون مدير آثار (مصرى) عبرانى الهوى؟
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 5190 - 2016 / 6 / 11 - 13:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا يكون مدير آثار (مصرى) عبرانى الهوى؟ طلعت رضوان لماذا يتنفس بعض المصريين بقصبة هوائية عبرية؟ لماذا الخلط بين لغة العلم والنوازع الدينية؟ قال (مديرعام آثارالأقصر) أنّ (فرعون موسى) لم يكن مصريـًـا. وأنه (عربى) من منطقة عسير- جنوب السعودية. واسمه (فرعون) وهذا الاسم مُـشتــّـق من اسم بلدة عربية اسمها (فاران) وحاول سيادته أنْ يـُـثبت حـُـسن نيته فأضاف إنّ ((وصف المصريين القدماء بالفراعنة فيه الكثير من الأخطاء التى روّجها البعض ليـُـلصقوا بالمصريين تهمة باطلة)) (جريدة الخبر المصرية 1مايو2016) ولكن هل حُـسن نيته تغفر له تجاهل علم المصريات ؟ ولماذا يمشى وراء الحاخامات المشغولين بالبحث عن (فرعون الخروج)؟ فبدأوا برمسيس الثانى الذى نقلوا مومياءه من مصر إلى باريس- فى عصرالسادات- وفشلوا بعد أنْ أثبتَ الفحص المعملى أنه لم يتعرّض للغرق. وذهب موشيه ديان إلى المستشفى، وأخذ ينقر بعصاه على مومياء رمسيس وقال بكل الحقد العبرى ((أخرجتنا من مصرأحياء، وأخرجناك منها ميتــًـا)) وبعد أنْ أثبتَ الفحص أنّ رمسيس ليس هو(فرعون الخروج) قال الطبيب الفرنسى بوكاى (العبرانى) أنّ (فرعون الخروج) هو الملك مرنبتاح. فقال د. جمال مختار أنّ (بوكاى) ليس موضع ثقة وليس مؤهلا علميـًـا. وأثبتَ استحالة أنْ يكون مرنبتاح هو (فرعون الخروج) الكارثة أنّ متعلمين مصريين مثلهم مثل العبرانيين وعقولهم مشغولة بمن هو (فرعون الخروج) فألقى د.مراد محمد الدش (أستاذ مساعد الهندسة الانشائية بجامعة عين شمس) محاضرة قال فيها أنّ (فرعون الخروج) هو تحتمس الثالث واتهمه بالطغيان فى ترديد لما ورد فى التراث العبرى (أهرام 13/11/97)) بينما عالم المصريات (جان يويوت) كتب أنّ تحوتمس الثالث ((استمر يحكم أكثر من ثلاثين عامًـا، كانت كلها سنوات مجد وازدهار عظيميْن)) وكتب د. محمد بيومى مهران أنّ تحتمس الثالث هو ((أعظم ملوك مصر المحاربين على الإطلاق)) (تاريخ الشرق الأدنى القديم- دار المعارف بمصرعام1976 ج3- ص157، 227) وأيضـًـا فشلتْ محاولة اثبات أنه (فرعون الخروج) وبعد هذا الفشل استدار الدماغ المصرى (العبرى) ناحية الملك أمنحتب الثالث كما كتب أحدهم فى صحيفة القاهرة (7/8/2007) وكل ذلك من أجل تأكيد خراريف بنى إسرائيل، بينما علماء المصريات لم يعثروا على دليل (واحد) يؤكد الرواية العبرية عن (فرعون الخروج) وعن اضطهاد اليهود ، فذكر د. مهران ((سمح بسماتيك الأول لليهود أنْ يتدفقوا على مصر. وأنشأوا لأنفسهم مستعمرة خاصة بهم، وأنْ يـُـقيموا معبدًا لإلههم (يهوه) وبفضل تسامح المصريين عاش اليهود فى مصر.. وبعد هذا التسامح انتهتْ الأمور باليهود أنْ نسوا أنّ مصر أطعمتهم وآوتهم وكستهم، فردوا الجميل نكرانــًـا، وكانوا عليها للفرس أعوانــًـا وفى حاميتهم جنودًا. فكان لابد أنْ تزداد كراهية المصريين لليهود بعد أنْ رأوهم بعد طول إقامة فى البلاد خونة وجواسيس ومثار فتن ودسائس وأذنابـًـا لأعداء البلاد)) (مصدر سابق- ص325، 380، 384) فهل كان على ملك مصر (أيـًـا كان اسمه) أنْ يتمسك بوجود اليهود ويمنعهم من الخروج، أم يطردهم؟ وهل هذا الملك المصرى يستحق الهجاء أم التكريم؟ يؤكد ذلك شهادة العهد القديم، سواء نزل من السماء، أم كتبه بشر، فهذا الكتاب يمتلىء بالتناقض، بين اضطهاد اليهود ووقوف العبرى معهم وتحويل النيل والبيوت والأشجارإلى دم وبعوض.. إلخ وبين ندمهم بعد خروجهم من مصر، حيث أنّ (كل) اليهود تذمروا ضد موسى وهارون والسبب ((وقال لهما بنو إسرائيل ليتنا متنا بيد الرب فى أرض مصر إذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزًا للشبع)) (خروج:16- 2، 3) و((فعاد بنو إسرائيل وبكوا وقالوا من يـُـطعمنا لحمًـا. قد تذكــّـرنا السمك الذى كنا نأكله فى مصر مجانــًـا والقثاء والبطيخ والكرات والبصل والثوم)) و((إنه كان لنا خير فى مصر. أليس خيرًا لنا أنْ نرجع إلى مصر)) (سفرعدد:11- 4- 6، 18، وعدد14-3وعدد24، 25) فلماذا تمنى اليهود العودة إلى مصر؟ وكيف يتسق ذلك مع عداء الرب العبرى لمصر فنقرأ ((وتكون أرض مصر مقفرة وخربة، فيعلمون أنى أنا الرب. وأجعل مصر خربة من مجدل أسوان إلى تخوم كوش.. وأشتت المصريين)) (حزقيال:8-16) و((قال موسى يقول الرب إنى نحو نصف الليل أخرج وسط مصر فيموت كل بكر فى مصر، من بكر فرعون وبكر بهيمة. ويكون صراخ عظيم فى مصر)) (خروج11، 12، 13، 14) بل والتحريض على سرقة المصريين (خروج:3-18-22) و((خلــّـص الرب فى ذلك اليوم إسرائيل من يد المصريين. ونظر إسرائيل المصريين أمواتــًـا على شاطىء البحر.. وكما رأيتم المصريين اليوم لا تعودون ترونهم إلى الأبد.. الرب يـُـقاتل عنكم وأنتم تصمتون)) خروج:14) وبينما مُـتعلمون مصريون يتنفسون بقصبة هوائية عبرية، فإنّ فرويد (رغم ديانته اليهودية) كتب ((ليس بوسع أى مؤرخ أنْ ينظر إلى القصة التى يرويها (كتاب) التوراة عن موسى والخروج، بأكثر من أنها أسطورة دينية، قلبتْ إحدى الروايات البعيدة (فى الأساطير القديمة) لمصلحة اتجاهاتها. ولكننا لا نستطيع أنْ نبقى بغير اكتراث عندما نجد أنفسنا فى تعارض مع البحوث التاريخية اليقظة لعصرنا)) (موسى والتوحيد- ص84) وأشار إلى أنّ إله اليهود كان (بركانيـًـا) و(يــتعطــّـش للدماء) ونقل عن العالم (ميير) أنّ ((موسى الذى نعرفه هو جد كهنة قادش، ومن ثـمّ فهو بالنسبة إلى العقيدة صورة لأسطورة النسب وليس شخصـًـا تاريخيـًـا)) (من 85- 87) وأكــّـد فرويد على التناقضات الموجودة فى التوراة (ص97) وأنّ اليهود هم الذين ((خلقوا التوراة)) ويجب الانتباه بحذر إلى الأساطير الدينية. وإنه لحقيقة أنْ نسمع عن شعب يعبد إله. ولكننا لم نسمع عن إله يختار شعبه)) (ص104، 105) ورغم ديانته الموسوية احتكم للغة العلم فوصف المصريين القدماء بالوداعة، ووصف الساميين بالهمج (ص109) فهل من الممكن أنْ يأتى يوم على شعبنا ويتخلــّـص مُــتعلموه المحسوبون على الثقافة المصرية السائدة من الانحياز للتراث العبرى؟ ولماذا لا يقرأون فى علم المصريات قبل (فتاويهم) التى تخرج عن نطاق العلم إلى النوازع الدينية والأيديولوجيا السياسية؟ فيعلوا أنّ (بر- عا) فى اللغة المصرية القديمة تعنى مقر الحكم ، وليس لها علاقة بتخاريفهم عن (الفراعنة) الطغاة.. ولو قرأوا سوف يعلمون أنّ ملوك مصر كانوا أول من طبـّـقوا العدالة الاجتماعية بين جميع أفراد الشعب ، بل إنّ أسرى الحرب كانوا يـُـعاملون وفق قواعد القانون المصرى ، مثلهم مثل أى مواطن مصرى. ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دولة بنى أيوب وما فعله صلاح الدين
-
رمضان (المصرى) ورمضان (العربى)
-
هل يجرؤ النظام على الغاء قانون (تطوير الأزهر) ؟
-
متوالية لصق اسم (الله) بالحاكم
-
ما جذر العداء لغير المسلمين ؟
-
مغزى لصق اسم (الله) كصفة للحاكم
-
هل النظام الحالى اختلف عن الأنظمة السابقة ؟
-
أليستْ المعاهد الأزهرية معامل لتخريج الإرهابيين ؟
-
قتل الحرية الفردية فى مسرحية الزومبى
-
مصر دائما مغلقة لاستقبال (الغزاة) الفاتحين
-
شكسبير والغوص فى النفس البشرية
-
2- مصر المنكوبة بخيراتها
-
مصر المنكوبة بخيراتها
-
الأديبة هدى يونس والغموض الفنى
-
لماذا كرّستْ الأحاديث لعبودية ؟
-
فؤاد حسنين على: مثقف من طراز نادر
-
فكرة (رب الكون) وعلاقتها بالبشر
-
العرب وعلم الآثار
-
لماذا هاجم السلمون ترامب ؟
-
علماء أوروبا وكشفهم للترتث العربى
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|