أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح3














المزيد.....

من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5189 - 2016 / 6 / 10 - 02:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد عانى الدين كفكر من ظلم الإنسان وتهميشه له إلا بالقدر الذي يخدم مصلحة الأنا المتحفزة للسيطرة على الأخر، أو محاولة توظيف الدين كمصدر أستثماري قادر أن يلبي حاجات الكهنوت دون أن يبذل الجهد المساوي لوضعه العام داخل منظومة المجتمع المتدين، كل من يؤمن بأن الدين رأسمال ممكن تشغيله والأنتفاع منه على المستوى الشخصي ليس أكثر من دجال يتلبس به الباطل بغض النظر عن الفئة التي ينتمي لها أو الحزب الذي يحمل رايته، الدين عنوان عطاء من غير منة ولا أجر مقابل خدمة أو تعويض عن فرصة أو حتى وظيفة للعيش، الدين هو الشمس التي يحملها الأحرار لمكافحة الظلام وهتك حجب الظالمين بعنوان خير الناس من نفع الناس.
كان من نتائج توظيف الدين أن تم إهمال الركن الأهم فيه والأجدر بالتدبر من الطقوسيات والفروض والواجبات، وأقصد به تفسير الوجود كظاهرة مرتبطة بالوعي وأكتشاف المعادلات من سيرورة الحركة الوجودية من خلال توظيف النصوص توظيفا علميا، هناك نص ديني يقول تم التعامل معه بعد أكثر من أثني عشر قرن أو أكثر من طرحه للعقل الإنساني الذي سخر منه وحوله إلى مجرد فكرة مشوشة يدافع بها عن غباء العقل الكهنوتي، النص يقول قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .......(71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ... أَفَلَا تُبْصِرُونَ(72)القصص، فكرة النص القصدية تدور على ثنائية التعاقب المتولدة من أولا حركة كونية ثابتة، وثانيا من ضرورية التعاقب في كشف ديمومية الحياة واستمراريتها.
هذا الكشف القديم الجديد له أثر في ترتيب ما يعرف بالتبدل الزماني الذي يساعد في أولا تنوع الوعي، ثانيا تنوع في أنتاج الوعي الوجودي سواء من الطبيعة أو من الإنسان أو من كليهما معا، هنا الزمن بتعبير التبدل والتعاقب مقاسا على وحدة المكان التي هي السماء والأرض عامل أساسي في البقاء الأبدي والحفاظ على الوجود من الموت سواء أكان الزمن ليلا أو نهارا، الفكرة ليست مجرد إشارة للعبادة كما يفهمها العقل الديني وينسبها لمتطلبات العبادة، بل يتعدى إلى عميق حقيقة أن الزمن وحده بحركاته وتبدلاته هو القادر على إمضاء الوجود بالشكل المثالي الملائم لإتمام وجود الإنسان في الأخر.
أجزم من خلال أستعراض بعض النصوص الدينية التي تزخر بمفاهيم الزمان والمكان والعلاقة بينهما وما بين الإنسان ووجوده الواع، يظهر لنا أن العقل المتدين للآن لم يعرف الدين كفكر ولم يكتشفه أبدا فقد تعلق بما هو غير ذي بال ونسي جوهره الثمين، هذا الفشل ترافق مع عدم يتبنى منهجه الذاتي كممارسة ومدرسة تجريبية في الوصول للعلم، برغم من تأكيدنا اليقيني أن الدين أيضا ليس فكر علمي مجرد وخالص ومتفرد له، بل يشكل بصورة أساسية مدخل فاعل وأولي يعط للإنسان علامات وآيات تمهديه ليضعه على خط التجربة والبحث، الخطأ التاريخي الذي وقع فيه العقل الديني أن ذهب بالدين نحو الجانب الغيبي المجهول والظني وترك الجانب المفتوح والقادر على خدمته وتحقيق وجوده الذاتي كفكر خلاق ومنتج للمعرفة.
لقد تناولنا جانبا بسيطا يتناسب مع ما نفهمه من قوانين الفيزياء والحركة وميكانيكا الكم ولا ندعي أكثر من ذلك، ولكن على المختص العلمي صاحب التجربة الأكاديمية المعززة بفهم متحرر من فكرة تناقض العلم مع الدين أن يتعاون ويشارك أيضا في قراءة متفردة للنصوص الدينية، التي تتناول إشكاليات الزمن والمكان وعلاقة ذلك بالوعي وبالحركة الوجودية، ويا حبذا أيضا لهؤلاء ممن يعتقدون بضرورة الإيمان للعقل وأقصد الإيمان الديني، أو عن الذين يبحثون عن مفردات قد تكون غائبة عن العقل البشري وهو في أوج تطلعه العلمي، عليهم الأهتمام بالمهم وهو أن العلم والفكر لا ينفيان أن الدين له ولديه لمحات مؤسسة لأفكار في غاية التعقيد العلمي لو قرأت بمنظور أكاديمي بحثي تفكيكي نقدي وبتجرد عال من عقل شعاره التجربة وحدها من تمنح اليقين صدقا معقولا وصدقا يساوي بين النتيجة والهدف.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح2
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح1
- لست ملحدا ... ولكنني رجل به جنون _ تمهيد لكتابي لست ملحدا 20 ...
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل ح2
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا. ح2
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا.
- صورة الإنسان المزدوجة.... في الفهم الديني
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح2
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح1
- قضية رأي في التفكر والجنون ح2
- قضية رأي في التفكر والجنون
- فكرة الدين والوجود تناقض أو صورة ناقصة؟.
- تنبؤات مجنونة من طفولة عاقلة
- الفكرة المهدوية وغياب رؤية النهاية
- الإرهاب بطريق الوهم
- مكابدات الحزن والفرح في وطن حزين
- آينشتاين النبي ..... مفهوم العقل في العقل
- العمل السياسي في العراق بين المهنية والتلقائية
- العشوائيات السكانية .... القنبلة التي تهدد الأمن الأجتماعي


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح3