أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام أبو العلا - ماذا يحدث في ليبيا (2)















المزيد.....

ماذا يحدث في ليبيا (2)


إسلام أبو العلا

الحوار المتمدن-العدد: 5188 - 2016 / 6 / 9 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علي عكس الصورة النمطية المأخوذة عن الوضع الليبي بانها مجرد حرب أهلية بين الإسلاميين و نظام يدعي الثورية و الوطنية فإن الإنتفاضة في ليبيا خرجت منذ 15 فبراير حتي قبل التاريخ المعروف في 17 فبراير -و ان كانت المطالبة بحقوق ضحايا سجن بوسليم سئ السمعة في طرابلس و التي كان اغلبها من الإسلاميين و الذي كان يشرف عليه -اي السجن- الأمن الداخلي و عبدالله السنوسي شخصيا هي من كانت غالبة في تظاهرات 15 فبراير- إلا أن المطالب الشعبية في التغيير قد إمتدت من مدن الشرق كالبيضاء و بنغازي الي الوسط زليتن و مصراتة و الغرب كطرابلس و زوارة و الزاوية و الجبل الغربي كمدن الزنتان و ككلة و يفرن و كانت في مجملها سلمية و لا تختلف عن الإنتفاضات في الدول الأخري و قد كتب الكثير في ذلك و لكنني سأتوقف عند عدة مشاهدات ربما لا يعرفهم من لم يعايش الوضع الليبي :-
(1) نبو ليبيا زي دبي :-
معني ذلك الشعار أننا نريد ليبيا مثل دبي و قد كان هذا الحلم لدي الليبيين و هو حلم مشروع نظرا لتوافر الثروة النفطية الهائلة و الأموال التي تفوق 300 مليار دولار و قلة عدد السكان و قد داعب ذلك الحلم المواطن الليبي البسيط كما داعب الميسورين أيضا و قد إشتغلت الآلات الحاسبة منذ بدء الإنتفاضة لتحسب دخل المواطن الليبي من عائدات النفط فتراوحت النتائج بين 3000 و 5000 دولار أمريكي شهريآ دون عمل علي حد أحلامهم الرومانسية وقتها و تناسوا ان دبي كمركز للخدمات و السمسرة و الاقتصاد النيوليبرالي الهش تطورت في طريق العلمانية و تقبل الآخر و القوانين المؤيدة للحريات الشخصية فيما يفتقر الي ذلك اي بقعة ليبية بل و يقف اغلب الليبيون ضد ذلك من منطلق ذكوري ديني بدوي كعادة اغلب شعوب الشرق الأوسط ، و بالإضافة بالفعل إلي الديكتاتورية و القمع و النظام الأمني الغاشم و الذي إستمر منذ 1969 دون تغيير أو إصلاح أو مأسسة و قد كان ذلك دافعا قويا في حث الليبيين علي البحث عن ثرواتهم المنهوبة و المبددة بايدي زبانية القذافي و عائلته ، و قد كان الحراك السلمي جارفا في بعض المدن فخرجت مدن كاملة عن سلطة القذافي في اول أيام الإنتفاضة الليبية في الجنوب و الشرق و الغرب بعد ان هاجم المتظاهرون مقرات امنية و تابعة للجان الشعبية و اضرموا النار فيها كمراكز تمثل سلطة القمع لحد أن في احدي مدن الشرق الليبي قد تبقي من المقر خريطة لليبيا علي الطاولة قد أكل الجنود عليها "المبكبكة" و هي أكلة ليبية تتكون من المكرونة و بعض الخضروات و البروتين و هي لذيذة و حارة و تعتمد بالطبع علي مهارة الطاهي ؛ و ذلك قبل ان يمعن القذافي في القتل و التنكيل و القمع و البطش العسكري وقد إستمر هذا الوضع من يوم إلي ثلاثة أيام و قد سمعت شخصيا شهادات ممن شاركوا في ذلك الحراك السلمي الذي لا يختلف عن الحراك السلمي في اي انتفاضة أخري في الدول الشرق أوسطية التي زارها الربيع العربي قبل ان يتحول لحرب أهلية و صقيع و ثلوج و بونابرتية ديكتاتورية حسب ظروف كل بلد .
(2) بنغازي مهد الثورة:-
عاني اهل الشرق عموما و بنغازي خصوصا او كما يطلق عليهم (الشراقة) من التهميش و الحرمان من عوائد النفط و التنمية بشكل أكبر من غيرهم و قد كان من المعروف تململ الشرق من القذافي و سلطته منذ فترات طويلة ، و علي عكس ما هو معروف عن كتائب القذافي و المتطوعين و الشعب المسلح فان قوات الصاعقة في بنغازي قد انضمت للمتظاهرين و رحبوا هم بها أيضا و هناك فيديوهات توثق ذلك ، و قد كان إنشقاق اللواء عبد الفتاح يونس له بالغ الأثر علي مسار الانتفاضة في بنغازي و الشرق الليبي و قد حاول اللواء يونس صنع جيشا وطنيا بالمفهوم (patriotism) بعيدا عن الإسلاميين الذين كان يحمل لهم عداء كبيرا و لم لا و هو من كان يحاربهم في جبال درنة في الماضي و هؤلاء بدورهم لم ينسوا له ذلك و دبروا بالتعاون مع أشخاص نافذة كما يقال من شائعات جريمة إغتياله التي ابتدأت بحملة شائعات عن اتصاله بالقذافي و و اتفاقه مع النظام علي حل ما للأزمة و ذلك بالإضافة عن شائعات حول عدم تفضيله للإسلاميين و محاولة عزلهم بل و اعطاء احداثيات تواجدهم للناتو كي يستهدفهم و كان ان تم استدعاؤه من الجبهة و تم قتله و اضرام النار في جثته و كالعادة لم يحاسب أحد علي تلك الجريمة رغم أن تلك الجريمة معروف من إرتكبها.
(3) التدخل الأجنبي :-
من الظلم البين ان يحمل كامل المسئولية عن التدخل الأجنبي و توابع نتيجته الكارثية في ليبيا علي طرف بعينه سواء المنتفضين ضد القذافي أو النظام نفسه و لكن التدخل الأجنبي لم يكن ليحدث بهذا الشكل لولا صلف القذافي و عناده هو و مؤيديه و رفضه للإصلاح النسبي حتي او الجزئي و استهانته بالمطالب لدي المتظاهرين حتي انه تصور ان صرف 500 دينار لكل كتيب عائلة من شأنه ان يلبي حاجات المتظاهرين و يخمد جذوة الانتفاض ضده او يشفي الثكالي و العائلات المفجوعة في ابنائها المسجونين و المقتولين ، و كان عناد القذافي الذي للأسف يتفشي بشكل كبير في ابناء الشعب الليبي صغاره و كباره و نساؤه و رجاله هو السبب الرئيسي للتدخل فقد دفعه عناده الممزوج بالعقلية القبلية البدوية و احاديث نجله سيف الإسلام عن تأخر الوقت و ان قواتهم الآن علي مشارف بنغازي لاخماد التمرد و قد بلغ طول الرتل المتجه الي بنغازي 60 كلم حسب الاخبار و حسب شهادات من بعض الجرحي رأيتهم شخصيا كانوا في الجيش و اصيبوا في القصف كانوا ذاهبون ل(مسح الجرذان) اي القضاء علي المنتفضين في الشرق و للعلم فقد شارك طيارون ليبيون بطياراتهم المتهالكة في التصدي لرتل القذافي قبل دقائق من بدء الطيران الفرنسي القصف ، و لو أن القذافي قد إنصاع -جزئيا حتي- للمطالب الشعبية و ايقن ان الازمة حقيقية و تجاوب مع مطالب المتظاهرين بجدية و ليس بهزلية اركان حكمه العائلية و خلية ازمته الأسرية لما حدث ما حدث ، و هنا بالطبع لانبرئ ساحة المحسوبين علي ال(ثوار) ممن هللوا للتدخل الأجنبي عمدا و عن تواطؤ او كما يسموا بعملاء الناتو بل ان الخطأ يطال الكل من الطرفين و علي عكس اصحاب نظرية المؤامرة فإن الغرب لن يجد ذريعة للتدخل في بلد ما الا اذا اختمرت الاوضاع فيها بالفعل و الا اذا كانت هناك اسباب موضوعية للتدخل حتي و ان كانت مزيفة و يسوقونها دعائيا كمحاربة الارهاب و مساعدة المدنيين و ربما لا يعجب ذلك الكثيرون من الرفاق او المطلعين و لكن تلك هي الحقيقة المرة للأسف و التي تجلت في الازمة الليبية فلم يكن ليتدخل الغرب بهذا الشكل و تلك السرعة لولا تمهيد القذافي له بالانتهاكات و القمع و قد كان ذلك خطأ علينا ان نستفيد من درسه و رغم ان التدخل العسكري في ليبيا كان كارثيا بكل معني الكلمة لانه ذهب ليدمر و لم يساعد الليبيين في بناء مؤسسات بديلة امنية و عسكرية و مؤسسات حكم و تشريع و مساعدتهم للقضاء علي فوضي السلاح و اقامة دولة حديثة اذا جاز التعبير.
(4) قصص الإغتصابات و الانتهاكات :-
كعادة المجتمعات الذكورية و الرجعية كما في شرقنا الأوسط فإن الجنس يشغل حيزا كبيرا من تفكير مجتمعاتنا و هذا له اسباب من الميثولوجيا و الموروثات و التراث و درجة التطور و التفكير و قد ناقشه الكثير من قبل و قد اعتمدت الدعاية ضد القذافي بشكل كبير علي الجنس و قصص الإغتصابات و بالعكس اعتمدت الدعاية المضادة من انصار القذافي فيما بعد علي الجنس و قضايا الرشي الجنسية اذا جاز التعبير للتدخل الأجنبي و بالرغم من اختلاط الأحاديث و تنوعها و انتشارها و مزجها بالكثير لتحبيشها و في الوقت نفسه تعمد عدم الحديث عنها علانية اما لاسباب رجعية ذكورية و قبلية من قبل العيب و العار أو لأسباب رجعية دينية بحجة أن الإله أمر بستر عورات الناس و عدم فضحها و هو ما ساهم بشكل كبير في ضياع حقوق المنتهكات عرضهن و قد تم توثيق حالات علي إستحياء في مدينة مصراتة و بنغازي بجهد حقوقي متواضع نظرا لطبيعة المجتمع و انتهاك الضحية مرتين مرة بالانتهاك نفسه و مرة بلومها و اعتبارها عارا يلطخ العائلة ، و قد ساهمت تلك الدعاية بشكل كبير في انتقام مضاد من مدن كمدينة تاورغا و تهجير اهلها بشكل كامل حتي النساء و الاطفال و تشريدهم و انتهاك و استباحة مدينة سرت و (تمشيطها) و -التمشيط كلمة ليبية تعني السرقة الممنهجة لكل ما يمكن ان ينفع و ما خف وزنه و غلا ثمنه او ثقل وزنه و رخص ثمنه من اول الأواني و المنظفات الي الذهب و الاجهزة و السيارات بالطبع و خاصة سيارات الدفع الرباعي من نوع تويوتا و يطلق عليها في ليبيا (اللبوة) و يمكنك بكل سهولة ان تري سيارات الدفع الرباعي تمشي في الطرق و تجد من يشير اليها و يبتسم ابتسامة صفراء و يقول (تمشيط) و هو ما حدث لاحقا بعد قرار استباحة مدينة بني وليد بحجة وجود الأزلام بها و تعني كلمة الأزلام مؤيدو و اركان النظام السابق - و قد مارس الاستباحات و النهب المنظم (التمشيط) كل الأطراف سواء من قبل المنتفضين أو مؤيدي القذافي و كل تلك الجرائم سواء الانتهاكات الجنسية او التهجير او النهب المنظم لم يحقق فيها و لم يحاسب فيها أحد سوي الطرف الأضعف حاليا بالطبع أو من يقبعون في سجون المليشيات في طرابلس و مصراتة و لا زالت انات الضحايا بلا مجيب لوجود أسوار العيب و الدين و التفكير الذكوري و لا داعي لذكر وقائع بعينها فنحن لا نتاجر كالصحافة الصفراء بالإثارة أو انات الضحايا و لكن نشير إلي الجرائم لعل أحد ما يتحدث عن حقوق الضحايا و لعل الشعوب الشرق اوسطية و القارئة بالعربية تتخذ من تلك الاحداث و المآسي درسا و عبرة لتحترم بعضها و تسمو فوق الاحقاد الشوفينية و القومية و الذكورية و الدينية.
يتبع



#إسلام_أبو_العلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحدث في ليبيا (1)


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام أبو العلا - ماذا يحدث في ليبيا (2)