أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - أناقة يسوع














المزيد.....

أناقة يسوع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5188 - 2016 / 6 / 9 - 20:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يعش يسوع الناصري يتيما بل كان أبوه في السماء, كان إكليل الشوك على رأسه أجمل من تاج ملوك روما وملكات الجمال اليوم في أعظم العواصم العربية, لم يكن يسوع ذليلا ولا خائفا بل كان قويا, لم يهدم الهيكل ليبني لنفسه على إنقاذه كنيسته بل بناها على صخرة بطرس, لم يكن المسيح إلا رمزا من رموز السماء ولم تكن المسامير في يديه مثل مسمار جحا لا ولم يكن خازوقا عثمانيا, كان المسمار بهيا جدا أجمل وأرقى وأعظم من رمز عشتار, كان يلمع في كفيه, كان منظر المسامير في يديه مثل منظر الأحجار الكريمة في العِقد الفريد وكانت رائحة دمه السائل على جسده مثل رائحة المسك, ولم يكن جبانا بل كان شجاعا وتمنى الآلاف والملايين من البشر أن يُصلبوا كما صُلب هو, كان وما زال محسودا من قِبل الفلاسفة والمناضلين السياسيين الذين قال أغلبهم : إننا فعلنا كل ما فعله يسوع ولكن لم يصلبنا أحد, كان المسيح يتألم لآلام الناس ولم يكن مثل الكُتاب الساخرين يضحك من آلام الناس بل كان يبكي ويحزن ويتألم عنهم وكان يتمنى أن يُخفف عنهم أحمالهم وآلامهم وأحزانهم وكانت نهايته كما تمنى.
إننا حينما نحب أحدا ونراه يتألم نتمنى لو نستطيع أن نحمل عنه بعض الآلام أو بعض الأحزان, حين نرى إنسانا متعبا أحيانا نحاول أن نخفف عنه, وهذا ما حصل وحدث بالفعل مع يسوع الذي رأى هو والآب آلامَ الناس وأحزانهم وأوجاعهم فبذل نفسه عنهم لقاء أن يخفف عنهم ما يشعرون به من ألم وتعب وحزن, لم يضحِ المسيح بأحد من أصدقائه بل كان هو الضحية, لم يطمع في نساء تلاميذه, لم يسعى إلى الشهرة والمجد بل الشهرةُ والمجد هي من سعى إليه, لم يسعى ليكون ملكا أو سلطانا ولكنه هابته كل ملوك الأرض وسلاطينها.. لم يملئ بطنه من موائد الدول العظمى في ذلك الوقت ولم يكن مفتيا للملوك وللسلاطين , لم يكن مصلوبا كالمجرمين أو مطلوبا للدوائر الأمنية على تُهم مُخلة بالشرف والذوق الرفيع بل كان هو الشرفُ والذوق الرفيع, لم يكن يسوع تاجرا يتاجر في أحلام الشعوب وأمانيهم ولم يبع أورشليم للسماسرة وللقوادين, ومن أجلنا بذل نفسه ومن أجل تعاليمه ترك العشارون وراءهم عشورهم وترك التجار تجارتهم وتاجروا بتعاليمه.
لم يكن يسوع سياسيا كاذبا يوعد الناس ببناء الجسور وبتوفير فرص العمل للضعفاء من أجل أن يدخلوا في ملكوته وفي النهاية يضحك عليهم, بل كان هو الجسر الذي من خلال عبر العالم إلى ملكوت الرب.. لم يكن تلامذة يسوع من عبدت الجنس والنساء أو المال الحرام, لم يكن تلامذته من المرابين والدجالين, كان وقوفه على الصليب أجمل من وقوف إمبراطور روما في فناء قصره, وكان منظره على الصليب أجمل من منظر كسرى أنوشروان على عرشه, لم يوعد تلاميذه بنساء بني الأصفر ولا بنكاح السبايا والغلمان, كان منظره وهم يجرونه حافيا للصلب في الجلجثة أعظم وأبهى وأجمل من مرور مواكب الملوك والأمراء اليوم في شوارع لندن وواشنطون, كان موكبه يتألف من الذين قبلوه في حياتهم ووضعوه على رأسهم مثل المظلة في فصل الشتاء, لم يكن يسوع مهانا بل كان كريم النفس وعفيفا ونظيفا الفرج واللسان ذلك أنه دليل على أنه لم يكن من البشر أو لم تكن طبيعته طبيعة بشرية بل كان نصفه بشر ونصفه الآخر إلها, لم يتألم أمام قاتليه بل أمام من قبلوه في حياتهم ليعلمهم أن الفداء ليس بكبش عظيم أو حيوان أعظم من الإنسان بل الفداء بابن الله, لم يأتِ يسوع من وراء القصور ولم يخرج من غيمة بيضاء ليملئ آذان الناس بالوعود الكاذبة, لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب ولكنه صُلب ومات وقام من بين الأموات وفي فمه كلمة الحق, لم يكن يسوع في البداية الحجر الذي رغب به البناءون بل كان الحجر الذي رفضه البناءون وأصبح فيما بعد حجر الزاوية



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الجميل للمخابرات الاردنية
- رمضان مبارك على الجميع
- رائحة الإنجيل
- احنا شعوب هامله لا تستحق الاحترام
- سبايا أوطاس
- لعنة الله
- الإسلام والواقع
- اليوم عيد ميلادي أنا الشهيد الحي
- الذين باعوني بمقابل وبدون مقابل
- أين خبأ محمد وأبو بكر الجمل في قصة غار ثور؟
- نعمة الله 2
- أعداء الله
- تقديس الحروب وإخفاء فظائعها
- التفرقة العنصرية في الدول العربية
- سيكون لكم في هذا العالم ضيق
- القديس آندراوس صاحب المروءة
- اعتراف بالخطية
- كل عام والمجتمع المسيحي بخير
- رجال الدين ليسوا نصابين
- يعبدون الله ويكذبوا عليه وعلى المستهلك


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - أناقة يسوع