أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - العراق القلب ...العراق الوردة














المزيد.....

العراق القلب ...العراق الوردة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1396 - 2005 / 12 / 11 - 10:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا أعرف كم كتبنا عن العراق . فحين توزن الكلمات بميزان ، فأن أطنانا من الدموع والابتسامات والشظايا والأحلام والأرغفة تراها مرتدية ثوب الوطن وتنطقها شفتاك أو تدونها أصابعك منذ لحظة وعي الحرف في الصف الأول الابتدائي وحتى رعشة أصابع الكهولة .
فالوطن كما يقول غوركي : هو الذي يلاحقنا حتى عندما لاتكون هناك شمس أو ضوء .
عند هذه التخوم المحاطة بحبر وأوراق الشعر ورصاص الجنود ومقاصل الحرية وكمانات الأناشيد وصلوات الفجر تمتد تواريخ يقظتنا وترتدي أحلامنا سلالات وممالك ودويلات ومدن وكلها هي حاضنة لحضارة قال عنها ديوارانت في قصة الحضارة : إنها رافدان من ارث لاينتهي من كلام العقل . ومادامت هذه التخوم الأرجوانية تحتوي تلك الأساطير المجيدة فحري بنا أن نعتني بمثل هذه الهبة الربانية : أن يكون لك وطن لا يغيره ألم الجرح ولا تبدله مزاجات الفصول آو قسوة الأباطرة . وطن يستحي من قبلة الريح ولكنه في لحظة المواقف رمشهُ عاصفة .
نحتفظ به خارطة مزينة بالوضوح والتسامح وألفة الديانات وهي تختلط في أزل الواحد ليس لإنها صنيعة قدير لاغيره ، بل لأن نهايتها ترتبط بولادة الآخر حيث ندرك جميعا أن يسوع من صلب إبراهيم ومحمد من صلب يسوع .
هذا التناسل القدري لم تفتعله شهوة ملك أو ذاكرة معماري أو قصيدة شاعر وافتراض حكيم . انه تناسل جاء من خيار أن تجعل السماء من هذه البلاد مهابطا لرسائلها التي حملت مدوناتها لتصير دساتير حياة الناس ، فكانت منذ ظل سدرة آدم في القرنةــ جنوب العراق ــ وحتى خطاب القديس ، الأمام الجريح ، الشهيد علي ع تمثل مكانا مثاليا لوعي لحظة التشوق بين الإنسان وخالقه ، هذا التشوق الذي دفع لأجله العراقي ينابيع دم ومقابر وزنازين وجوع ومنفى ، فقط لكي تبقى سدرة آدم تحتفظ بذات الظل الذي تذوق فيه النبي الأول بلح تمر العراق وشربه ماءه عند التقاء نهريه العظيمين دجلة والفرات . فقط لكي يبقى منبر علي ع ذاكرة لحكمة المواعظ وقدسيتها وان نحتمي بسرمدية البلاغة كلما أردنا حلا لمعاضلنا التي لا تنتهي .
هذه البلاد أيها السادة ..بساط ريح .. ونفحة عطر اللوح وهيام التصوف وعشق القصب لذاكرة البط وسعادة القيثارات والسيوف التي تمتشق حتى لأجل الدفاع عن زهرة كي لاتبذل .
هذه البلاد ..تخطو اليوم إلى قدرها الجيد ، أن تذهب إلى محطة حياتية قادمة ، قطارها يحمل الملايين من الأشواق والأمنيات والعصرنة ورمي أزمنة القهر بسلال هزيمة الطغاة والمتجبرين وتبدأ عهودها بأمسية عن حداثة القادم ليعيش بيننا أربع سنوات إن ابتسم له حظ القبول في صناديق الاقتراع . وحتما من يبتسم له هذا الحظ ، هو الذي أعطى للعراق ، كل أحلامه ، من قصيدة الشعر ، حتى شظايا الحروب وجروح المقاومة وكآبة المهجر والمنفى ، ولكي يأكل من ثمر سيرة العناء تلك ، تراه يتمنى من آخرين أحبهم ومنضوين تحت رايته أن يضعوا رقم كيانه في الصندوق ..
وفي المحصلة لن يربح احد سوى العراق . ولأننا جميعا العراق . فنحن الرابحون ..
هذا الربح هو خلاصة كل هذا الترقب والتثقيف والبيانات والصلوات والتكبير والمآلفة والمواددة والمواطنة .
جميعها في بودقة واحدة صنعة من فخار أور وبابل وأشور لتوحد فينا رغبة أن تموت كل نعرة وتكفير وإرهاب
عندها نكون قد امتلكنا وطنا ليس مثله وطن
وطن القلب ..وطن الوردة
أور السومرية 6 كانون أول 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجرة الأرز والمنزل الأسباني
- هايكو يصنع من القمر وسادة ويتكأ عليها
- وصف لشامة على خد شكسبير
- هاجس المرأة منذ حواء وحتى كاترين زيتا جونز
- يوتيبيا افتراض مالم يكن مفترضا
- قصيدة رثاء إلى أوربا
- أكزينون* ..والعودة إلى الداخل
- هاجس ومدينة ..تلك هي حياتنا
- قصص بمقاس شبر واحد
- رسائل الى مارلين مورنو
- ماذا لو أن كافافيس عاش حياته في بيروت؟
- ملف المدن الأثرية السومرية // مدينة أور
- مدن فجر التأريخ ..مصاطب للآلهة وحاضنة للوعي الاول
- مصطفى العقاد ..الموت بسيناريو لم يعد سلفا
- صوت وردة الجزائرية ..بين الشهوة الحسية ومسمار النجار
- حصة في الكلام
- خيوط الفجر
- غيوم أكتوبر ... إلى صديقي الطيب فهد ناصر
- طغراء بن بطوطة
- دهر في بنجوين..دهر في كردمند ..دهر في دمعة أمي


المزيد.....




- محمود الخطيب شهد على العقد.. لحظات مؤثرة من عقد قران ليلى زا ...
- مغني راب شهير يسخر من نفسه ضاحكًا في المستشفى بعد شلل جزئي ف ...
- الأردن: إحباط -مخططات لإثارة الفوضى- عبر تصنيع صواريخ وطائرا ...
- عاصفة ترابية تضرب دول الخليج (فيديوهات)
- أبناء الحيامن المتنافسة !
- أبرز ما جاء في تصريحات المشاركين في مؤتمر لندن حول السودان
- -بلومبرغ-: واشنطن ترفض إدانة الضربة الروسية لاجتماع قيادة قو ...
- في ذكراها السنوية الثانية: من ينقذ المدنيين من الحرب السودان ...
- أمير قطر يعقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس السوري في الديوان ...
- مقاطعة سومي.. طائرات مسيرة روسية تدمر قوات المشاة ومعدات أوك ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - العراق القلب ...العراق الوردة