أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل كاظم العضاض - تهويمات بين الأمس واليوم














المزيد.....

تهويمات بين الأمس واليوم


كامل كاظم العضاض

الحوار المتمدن-العدد: 5187 - 2016 / 6 / 8 - 16:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تهويمات بين الأمس واليوم
د. كامل العضاض
مع كل صباح، بعد تناول الفطور أجلس على شرفة شقتي المطلة على واد عميق، تلوح في الأفق منه بيروت وهي محتضنة البحر المتوسط على الطرف الممتد أمام البصر. انه المنظر اليومي الذي يثير في النفس تأملات وتهويمات وربما أماني تطال ليس المصير الشخصي، إنما تلامس شغف العقل والروح بذلك الوطن الأم الذي إبتعدنا أو جُبرنا للإبتعاد عنه، ليس فقط بسبب الإرتباط بعمل لدي منظمة الأسكوا التي إتخذت من بيروت مقرا لها فقط، وإنما ايضا للبحث عن الذات التي هامت طويلا بحثا عن أمل ليس فقط عن العودة للعراق، إنما اساسا عن عودة العراق ذاته؛ هذا الوطن المعفر والذي يكاد أن يضيع بمعاول ساسته والمتحكمين في أمره اليوم، ومنذ عام 2003!
صحيح أن سفراتي الى بغداد، لعدة مرات، سنويا لم تنقطع، ولكني كلما احط في بغداد، يسعدني أن اذهب لتناول الشاي في مقهى شارع المتنبي، هذا الشارع الذي صار قبلة المثقفين والكتاب والسياسيين وقارئي الكتب التي تُعرض كالزهور على طول أرصفة الشارع ومكتباته العامرة بتواضع من جهتي الشارع، فتحسّ أنك في عالم يغلي بأحلام وآمال وشغف من أجل الحياة. هذه بغداد، وقيل أنها كانت أم الدنيا في يوم ما من الماضي البعيد ! اليس فيها ما يكفي من العقول التي تعيها، ومن الرجال والساسة، (ومنهم من يملء صراخهم الصفحات والمجالس)، لإجتراح الخلاص من تراكمات الفقر والتخلف والإرهاب وغياب الإستقرار وهدر الأموال والنهب والفساد وفقدان آلاف الرواح البريئة كل يوم تقريبا، منذ ما جرى ما سُميّ بتحريرها على يد الغزاة الأمريكان وحلفاؤهم في 9 نيسان من عام 2003 ؟؟ ما هو السبب يا ترى ؟؟ لعل السبب الرئيس هو ليس فقط حداثة التجربة بالديمقراطية، كنظام لتنظيم الحياة السياسية بعدما كانوا معتادين على نظم ديكتاتورية صارمة وعارمة، وخصوصا منها نظام صدام المستبد الذي دام حكمه لأكثر من ثلاثين عام. لا ليس هذا فقط، بل إبتدع القادة السياسيون الجدد الذين جاؤا بناقلات الجيش الأمريكي الغازي، إبتدعوا الطائفية والتمييز بين أبناء الشعب الواحد على وفق أساطير مضى عليه أكثر من 1300 عام؛ والتقسيم الطائفي ينفع المحتل أيضا بل وبعض دول الجوار، والذين يعتاشون على فوضى تمكنهم من سرقة الأموال والمناصب والإمتيازات. وفي شعب طيب يمكن أن تغرس السؤ والإنقسام بسهولة، ليس فقط بسبب الجهل، إنما التجهيل أساسا. فلو حلل الدارسون مكمن التمايز الطائفي على وفق المدخل التأريخي للدين الإسلامي وظروف إنقساماته الفقهية، لما وجد أكثر من حكايا لا تلامس أي جوهر في الدين، إنما هي شكليات طقوسية طفيفة وتفسيرات مغالية لإحداث تاريخية مضت منذ أكثر من 1300 عام، ولا صلة لها بقول أو فعل للإمام علي الذي يعبده بعض الشيعة ! قال عمر إبن الخطاب الخليفة الثاني بعد أبي بكر الصديق، في معرض حديثه عن الإمام علي؛ "لولا علي لهلك عمر !"، في إشارة لدعم ومؤآزرة الإمام علي للخليفة عمر في إدارة حكمه !! فهي إذا بدعة طُليت عبر القرون ليس فقط لإستغفال الشيعة، بل لإستغلالهم ولتقسيم الشعب لخدمة مصالحهم ومصالح أولياؤهم من الغزاة والقوى الإقليمة والدولية صاحبة المصالح، وخصوصا منها مصالح شركات النفط والساسة المعتاشين على هذه الإنقسامات المدبرة والمستنهضة بمعونة أصحاب العمائم والجاعرين بالنفس الطائفي المقيت والذي لايمت بصلة للإسلام وقيمه الاصيلة وغير المفبركة.
بدون وعي الحقيقة، سيبقى الشعب العراقي مستغفلا، مُستغلا، مستباحا لا مستقبل له ولا أمل، كما سيبقى أيضا حاملوا الطائفية السنية بذات الخسران، مما يستدعي شحذ الهمم لحرق هذا الزيف والنهوض كتفا لكتف لبناء وطن الأباء والأجداد، فهل وعينا ؟؟

8/6/ 2016



#كامل_كاظم_العضاض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح، يتحقق، كما يتصوره السيد رئيس وزراء العراق بتشكيل مج ...
- تقسيم العراق تحت الإنجاز أم ماذا!؟
- بيان المثقفين الوطنيين الموجّه للشعب ولرئيس مجلس الوزراء وال ...
- الفسادُ عامل فاعل في هدم التنمية في العراق
- تعقيب وتقويم لمقال الأستاذ فؤاد الأمير؛ -ملاحظات حول الخسائر ...
- الوعي والنضج من أهم ركائز نجاح النظام الديمقراطي
- الآن، الآن قد يبدأ تقسيم العراق! تبصّروا في الأمر يا أولي ال ...
- تأملات ودروس من الهجمة الداعشية في شمال العراق
- صراعات جمة لمرحلة ما بعد الإنتخابات الفائتة؛ هل من رؤية للخر ...
- حول مدى تكافؤ وديمقراطية التنافس الإنتخابي في الحملة الإنتخا ...
- يقولون كلمتهم ويمضون
- خطة التنمية الوطنية، 2013-2017، ثانيةً، ملاحظات محدد؛ المنهج ...
- الطائفية في العراق هي سلوك لاعقلاني مدمّر، لماذا؟
- لماذا يكون الإقتتال خيارك الوحيد، يا جواد السعيد؟
- ستقاتل من، ياجواد السعيد، تحت رايات المالكي والصدر والحكيم؟
- نعم، من المستفيد من إفشال العملية السياسية في العراق، ولكن!
- العقل والحضارة والتكنلوجية والإنسان
- حول إلغاء البطاقة التموينية؟
- السياسات النفطية التي يجب أن يطالب بها التيار الديمقراطي في ...
- الحق معرفة, بدونها يتلطى الباطل


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل كاظم العضاض - تهويمات بين الأمس واليوم