كتبت جريدة الميدان ؛ الصادرة عن الحزب الشيوعي السودانى ؛ فى عددها رقم 1976 ؛ عن شهر ديسمبر 2002 ؛ واالصادر فى يوم 5-1-2003 ؛ وتحت عنوان " فى مزبلة التاريخ :" ؛ ما يلى :
------------
في هذا العمود ننشر حالات ارتكاب خيانة ضد الوطن والشعب والحزب. في هذا العدد ننشر نص الخطاب الداخلي الذي أصدرته قيادة الحزب بمديرية الخرطوم عن الخائن كامل عبد الرحمن الشيخ. [هيئة التحرير]
خطاب داخلي إلى .......
المدن والقطاعات وفروع الحزب
خلال فترة قاربت الأربع أعوام لاحظت س. المديرية ورود بلاغات عديدة من جهات عدة شملت عضوية الحزب وأحزاب أخرى تتحدث عن سلوك الزميل السابق كامل عبد الرحمن الشيخ وممارساته المخالفة للائحة الحزب فيما يختص بأمن الحزب وسلامة جسده. وذلك من خلال حركته الواسعة في منظمات حزبية ونقابية وتحالفات سياسية ومنظمات المجتمع المدني ومحاولة معرفته لمعلومات حول أداء هذه المنظمات. ولكن قيادة الحزب في المديرية لم تتسرع بناء على هذه المعلومات لاتخاذ قرار إداري أو تنظيمي تجاهه في محاولة منها لمنحه الفرصة الكاملة للعودة إلى وعيه ورشده واكتشاف ان ما يقوم به ضار به وبعمل الحزب إضافة إلى سعيها الحثيث للتأكد من هذه المعلومات والممارسات حتى لا يضار عضو الحزب نتيجة لمعلومات قد تكون غير صحيحة وذلك من خلال مراقبة حركته ومناقشته وفي كثير من الحالات اللجوء إلى التحقيق معه. ولكن الزميل لم يساعد نفسه ولا الحزب فقد ظل طيلة هذه الفترة سادر في ممارساته وتضليله للحزب بمده بمعلومات ثبت عدم صحتها.
مارس الزميل عمله المعادي للحزب بنقله لمعلومات لجهاز الأمن عن العمل في الحزب وحول عضويته وحول عمل المنظمات النقابية التي يعمل بها والمنظمات الطوعية للمعاشيين بدقة متناهية وبحماس شديد.
وبعد تأكدنا التام من ان الزميل قد مارس عملاً اختراقياً بمساعدة جهاز الأمن يستهدف سلامة جسد الحزب كما يستهدف التحالفات التي يقيمها مع القوى الأخرى ومنظمات المجتمع المدني قررنا كشفه للعضوية وفصله عن الحزب.
وبناء عليه فاننا ننبه كل عضوية الحزب وأصدقائه والديمقراطيين والقوى الحزبية الأخرى المتحالفة معنا إيقاف التعامل التنظيمي والسياسي معه وحرمانه من أي معلومة قد تضر بمجمل العمل السياسي المعارض للسلطة.
-----------------------------
وعندما اعاد احد المساهمين نشر هذه الفقرات فى منبر سودانيز اون لاين ؛ نشر الاستاذ احمد عكاشة رسالة من عضو الحزب الشيوعي ؛ على العوض علي ؛ كتب فيها ما يلى
-------------------
قلبى على كامل عبدالرحمن
ياااااه مالها هذه الدنيا تسَودٌ احياناً وتتغطى بالاحزان وتغيب عنها
الانجم السامقات وتفيض بالانباء الكالحة والتى تتلقفها العيون المندهشة.
أيها الاصدقاء اليوم انا حزين جداً فلقد زارتنى الاخبار الفجيعة، ولا تزال بحلقى مرارة وبعقلى اضطراب وبقلبى بعض من امل، ففارس فى قامة كامل تحزن له الورش والمصانع والنساء الامل اذا إتكأ على حائط التردد وجالس الاشرار، فلقد عرفته سجون السلطة المايوية التى قاتلها بشرف ورجولة وترك بصماته فى الشرقيات والغربيات والمديرية وحوش الطوارئ واخريات ودافع عن حق كادحى السودان فى الحياة والحلم النبيل فبايعوه قائداً نقابياً لهم، ولا تزال هتافات عمال مصنع النسيج يتردد صداها فى قاطرة النضال الطبقى " بالطول بالعرض كاملنا يهز الارض".
ولقد زاملته فى سجن شالا مقاوماً للفاشستيين الجدد وكان صامداً منتصراً حتى إذا الصبح اطل وقلبى على كامل عبد الرحمن.
وياأيها الراحلين فى زوايا المُغربية اطرقوا خيمته واهمسوا له ان يمزق جلبابه الجديد ويمتطى صهوة جياده ويشهر سيفه ويواصل المشوار والناس الوسيمين جداول حب وتسامح.
--------------------------
انتهت الاقتباسات
اننى لا اعرف السيد كامل عبد الرحمن الشيخ شخصيا ؛ وان كنت تابعت نشاطاته النقابية والتى كانت تغطيها جريدة الميدان في فترة الديمقراطية الثالثة ؛ ولاعلم لى بصحة او عدم صحة ما نسب له ؛ وانى من حيث المبدأ استنكر اى تعامل مع الاجهزة الامنية للنظام من اى طرف جائت ؛ وخصوصا اذا جائت من قبل كوادر وطنية لها تاريخ وتعرف تما ما طبيعة النظام الراهن وشراسته ودمويته
الا اننى اجد نفسى مواجها باسئلة تفرض نفسها ؛ حول طبيعة الاجراءات التى اتخذها الحزب الشيوعي السودانى لاثبات التهمة الشنيعة على هذا الشخص ؛ وطريقة نشر هذا البيان ؛ وطريقة عرضه فى منبر سودانيز اون لاين ؛ ومسؤولية كاتبى البيان ومروجوه عن كلمتهم اذا اتضح خطأ او عدم دقة المعلومات والاتهامات التى تنسب للاستاذ كامل
وتفرض الاسئلة نفسها ليس من فراغ ؛ وانما نتيجة لمعرفة بحجم التجاوزات والشطط فى الاتهامات التى مارسها الحزب الشيوعي طوال تاريخه تجاه اعضاء سابقين فيه ؛ والتى اتضح عدم صدق الكثير منها ؛
وقد كتبت مقالا عن " مغالطة الحقائق وتشويه التاريخ فى بيانات الحزب الشيوعي السودانى " ؛
نشر بهذا المنبر ؛ وتجاهله الشيوعيون ؛ كما كتبت افادة عن بيانات مغرضة وكاذبة وردت ببيان لفرع الحزب الشيوعى السودانى بهولندا فى فبراير من عام 2002 ؛ بحق الاخ امجد ابراهيم واعضاء حركة حق بهولندا ؛ ولم يرد عليها كاتبو البيان وقيادتهم ؛ فى تجاهل تام للراى العام وفى صلف وعنجهية واضحة ؛ رغم المناشدات المتكررة لهم باصلاح الخطا او التعليق على الاقل
كما ان كاتب هذه الكلمات ؛ ورغم انقطاع صلته بالحزب الشيوعي منذ ست سنوات ونصف ؛ قد تعرض فى منبر سودان نت فى خريف 2002 ؛ الى حملة ضارية من بعض الشيوعيين واصدقائهم والمدعين الانتساب اليهم ؛ اتهمت فيها بانى اهدد بتسليم معلومات لاجهزة النظام الامنية عن الحزب الشيوعي ؛ وبانى خائن ومتمرس فى الخيانة ؛ وانى كنت اما غواصة " جاسوس " فى الحزب الشيوعي ؛ او دخلته وخرجت منه لمصالح شخصية ؛ وانى اتلاسن كما المومسات ؛ وانى مهتز نفسيا ؛ ومناضل من مكاتبهم ؛ وفاشل دراسيا وعاطفيا واسريا وفى حياتى العملية ؛ الخ الخ من الاتهامات التى لا يسندها دليل ولا منطق ؛ والتى تعبر عن قائليها اكثر مما تعبر عن شخصي الضعيف
من اجل كل هذا ؛ فانى اناقش باقتضاب ما ورد بجريدة الميدان ؛ وعلاقته بحقوق الانسان ؛ واتسائل فى النهاية هل الاستاذ كامل خائن كما يدعي الشيوعيون ؛ ام ضحية جديدة من ضحايا حملات اغتيال الشخصية والتشويه التى مارسها ويمارسها الحزب الشيوعي السودانى فى طول تاريخه
يكتب البيان المنشور بالميدان
--------------
خلال فترة قاربت الأربع أعوام لاحظت س. المديرية ورود بلاغات عديدة من جهات عدة شملت عضوية الحزب وأحزاب أخرى تتحدث عن سلوك الزميل السابق كامل عبد الرحمن الشيخ وممارساته المخالفة للائحة الحزب فيما يختص بأمن الحزب وسلامة جسده. وذلك من خلال حركته الواسعة في منظمات حزبية ونقابية وتحالفات سياسية ومنظمات المجتمع المدني ومحاولة معرفته لمعلومات حول أداء هذه المنظمات
----------------
اول الاسئلة ما هى س . المديرية ؛ والتى تشكل دالة مجهولة لاى قارى للميدان غير متخصص فى فك شفرات لغة الحزب الشيوعى ؛ وحسب استنتاجنا فهى سكرتارية قيادة مديرية الخرطوم ؛ اى قيادة الحزب فى الخرطوم ؛ وهنا نسال : ومن هم اعضاء س: المديرية هذه ؛ وهل يمكن ان يدلو باسمائهم ؛ او باسمائهم الحركية على الاقل ؛ لكيما يمكن محاسبتهم على اقوالهم اذا اتضح زيفها ؛ ومن هو رئيس تحرير الميدان حاليا ؛ والذى اعاد نشر البيان ؛ وهل سيتم الكشف عن اسمه ؛ الان او فى المستقبل ؛ لكيما يتحمل مسؤولية اعادة نشر هذا البيان اذا اتضح كذبه
؟
ثانى هذه الاسئلة ما هى لائحة الحزب المتعلقة بامن الحزب وسلامة جسده المشار اليها ؛ وهل يمكن لنا قراءة بنودها ؛ ومعرفة تطابقها مع معاهدات وقوانين حقوق الانسان العالمية ؛ وهل تكفل حقوق المتهمين ؛ وما هي الضوابط التى تحكم تطبيقها ؛ خصوصا اذا علمنا بان العديد من مواد لائحة الحزب يمكن تعليقها فى فترات السرية من قيادة الحزب ؛ وان لائحة الحزب معطلة ؛ بدليل انها تنص على قيام مؤتمر عام للحزب الشيوعى كل 4 اعوام ؛ بينما قام اخر مؤتمر عام فى ستة 1967 ؛ اى قبل 36 عاما
ثالث الاسئلة ما علاقة حركة الاستاذ كامل فى النقابات ومنظمات المجتمع المدنى ؛ وهى منظمات مفتوحة وعلنية ؛ بامن وسلامة الحزب الشيوعي ؛ وهل كل من يجمع معلومات عن
"منظمات حزبية ونقابية وتحالفات سياسية ومنظمات المجتمع المدني " يفترض انه يجمعها بغرض تهديد سلامة وامن حزب ما ؛ اذ انه يمكن ان يجمعها لاهداف اكاديمية او تاريخية او سياسية ؛ وقد اطلق الحزب الشيوعى فى جامعة الخرطوم اشاعات من قبل حول الاستاذ جعفر كرار ؛ والذى جمع معلومات تاريحية نشرها فى بحث علمي ؛ بانه عميل للامن
رابع هذه الاسئلة ما هى الاحزاب الاخرى التى اشار اليها البيان كمصدر للبلاغات ؛ وكيف يمكن رصد موضوعيتها ؛ وهل كوادرها التى نقلت هذه البلاغات ؛ مستعدة للشهادة والوقوف امام القضاء لاثبات دعاوي البيان ؛ اذا ما اتضح كذب ما فيه ؛ ورفع الاستاذ كامل الامر للقضاء الان او فى المستقبل ؟
ويواصل البيان فيقول :
---------------------
ولكن قيادة الحزب في المديرية لم تتسرع بناء على هذه المعلومات لاتخاذ قرار إداري أو تنظيمي تجاهه في محاولة منها لمنحه الفرصة الكاملة للعودة إلى وعيه ورشده واكتشاف ان ما يقوم به ضار به وبعمل الحزب إضافة إلى سعيها الحثيث للتأكد من هذه المعلومات والممارسات حتى لا يضار عضو الحزب نتيجة لمعلومات قد تكون غير صحيحة وذلك من خلال مراقبة حركته ومناقشته وفي كثير من الحالات اللجوء إلى التحقيق معه. ولكن الزميل لم يساعد نفسه ولا الحزب فقد ظل طيلة هذه الفترة سادر في ممارساته وتضليله للحزب بمده بمعلومات ثبت عدم صحتها.
---------------------
الثابت هنا ان قيادة المديرية قد كانت تجمع معلومات عن الاستاذ كامل ؛ ولكنها لم توضح بانها قد واجهته بفحوى هذه البلاغات ؛ او حاورته فيها ؛ وانما تحدثت عن قاعدة عامة ؛ وهي "حتى لا يضار عضو الحزب نتيجة لمعلومات قد تكون غير صحيحة وذلك من خلال مراقبة حركته ومناقشته وفي كثير من الحالات اللجوء إلى التحقيق معه" ؛ فهل طبقت هذه القاعدة العامة مع الاستاذ كامل ؛ ان فحوي الفقرة السابقة ومجمل البيان يشير الى العكس
كما ان الجملة التى تقول " وفي كثير من الحالات اللجوء إلى التحقيق معه" هى جملة ؛ حسب معرفتنا ؛ خارقة للائحة الحزب الشيوعي المشار اليها ؛ والتى تفرض ضرورة التحقيق فى كل الحالات ؛ وليس فى كثير منها ؛او هكذا ينبغى ان يكون ؛ حيث ان اتهامات كهذه تنشر وتعمم ؛ وقرارات بالفصل تتم ؛ دون تحقيق مع الشخص المعني؛ لتعد جريمة فى حد ذاتها ؛ وخرق فاضح للقاعدة الاساسية لحقوق الانسان ؛ وهى حق المتهم فى محاكمة عادلة وتحقيق نزيه
ويمضى البيان ليقول :
----------------------------
مارس الزميل عمله المعادي للحزب بنقله لمعلومات لجهاز الأمن عن العمل في الحزب وحول عضويته وحول عمل المنظمات النقابية التي يعمل بها والمنظمات الطوعية للمعاشيين بدقة متناهية وبحماس شديد
-----------------------------
لم توضح لنا س. المديرية ؛ على ماذا اعتمدت للوصول الى هذه النتيجة الخطيرة ؛ وهل كونت لجنة للتحقيق ورصد الحقائق ؛ وممن تكونت هذه اللجنة ؛ وما هي الحيثيات التى اعتمدت عليها ؛ وما هي الدوافع التى تفسر لها؛ ان قيادى شيوعى وعضو فى الحزب منذ عقود ؛ قد تحول بين ليلة وضحاها الى عميل للامن ؛ الاسباب مادية ؛ ام نكاية فى الحزب ؛ ام لضغوطات عليه ؛ ام ماذا ؟ واذا كانت هذه المعلومة قد توفرت للحزب ؛ فلا بد انها توفرت له من غواصة له " جاسوس " داخل جهاز الامن ؛ وهنا يطرح السؤال نفسه ؛ لماذا يصدق الحزب عضوا من جهاز الامن ؛ ضد عضو قيادي فيه ؛ وكيف تأكد ان هذا الامنجي ليس عميلا مزدوجا ؛ او عميلا اصيلا للامن يخدع الحزب ؛ او ان الامر كله فرية ومؤامرة من الامن يقصد بها تدمير مناضل ؟
ويواصل البيان فيقول
-----------------------
وبعد تأكدنا التام من ان الزميل قد مارس عملاً اختراقياً بمساعدة جهاز الأمن يستهدف سلامة جسد الحزب كما يستهدف التحالفات التي يقيمها مع القوى الأخرى ومنظمات المجتمع المدني قررنا كشفه للعضوية وفصله عن الحزب.
-----------------------
مرة اخرى نتسائل عن اليات التاكد هذه ؛ ونتسائل هل تمت الامور بالترتيب الذى ذكره البيان ؛ اى كشفه للعضوية ثم فصله عن الحزب ؛ ام بالترتيب العكسي الطبيعى ؛ اى فصله عن العضوية ثم كشفه بعد ذلك ؛ ونتسائل هنا مرة اخرى عن آليات الفصل ؛ وهل تكونت لجنة تحقيق ؛ وهل حققت مع الاستاذ كامل ؛ وهل واجهته بما تجمع لها من معلومات وبلاغات ؛ وماذا كانت ردة فعله ؛ هل اعترف ؛ ام انكر ؛ ام حاول تفسير ما نسب اليه بحيثيات اخرى ؟ من الواضخ ان تحقيقا كهذا لم يتم ؛ بدلالة عدم الاشارة اليه ؛ وان قرار الفصل قد تم من دون التحقيق مع الاستاذ كامل ؛ وسماع رايه ؛ ولا نعرف هل تم اخطاره به ؛ ام قد علم به مثلنا من الصحف ومنابر الانترنت
ويختم البيان بقوله
---------------------------
وبناء عليه فاننا ننبه كل عضوية الحزب وأصدقائه والديمقراطيين والقوى الحزبية الأخرى المتحالفة معنا إيقاف التعامل التنظيمي والسياسي معه وحرمانه من أي معلومة قد تضر بمجمل العمل السياسي المعارض للسلطة.
-----------------------------
للحزب الشيوعي حق مخاطبة اعضاؤه بما يريد ؛ وكذلك القوي الحزبية الاخرى ؛ ولكن باى حق يخاطب الديمقراطيين ؛ومن هم هؤلاء الديمقراطيون ؛ وما هى شكل المخاطبة وآلياتها ؛ حيث ان البيان المذكور ؛يمكن ان يعرض على اى شخص ؛ بزعم انه ديمقراطى ؛ وبذلك فان محتواه يصبح مشاعا ؛ ويتحول من بيان داخلى الى بيان جماهيرى ؛ يقراه البعض ويسمع به البعض الاخر ؛ ويضيف اليه البعض الثالث ما يحلو له من الاشاعات والتهويل والاثارة ؛ مما يفوق ما جاء بالبيان الاصلى ؛ على علاته ؛ ويؤدى فى المحصلة الى حرق الاستاذ كامل ليس فى المجال السياسى فحسب ؛ وانما فى كامل حياته الاجتماعية ؛ حيث يمكن لكل من هب ودب ان يقرأ هذا الخطاب " الداخلي " ؛ ويضيف اليه من دعاواه ما يشاء
هذا من امر البيان ؛ اما الميدان فهى تثبت فقرتنا الاخيرة ؛ حيث اعادت نشر خطاب داخلى ؛ موجه للعضوية والديمقراطيين والقوى الحزبية الاخرى ؛ فجعلته متيسرا للعلن ؛ ومتاحا للجميع ؛ ونشرته علة موقعها بالانترنت ؛ تحت عنوان مثير : فى مزبلة التاريخ ؛ وحكمت بانها حالة من حالات " الخيانة ضد الوطن والشعب والحزب " ؛ وذهبت ابعد من البيان ؛ الذى سمى الاستاذ كامل بالزميل السابق ؛ وسمته هى بالخائن كامل عبد الرحمن الشيخ ؛ وذهب فى طريقها ناشرى البيان فى منابر اخرى من اشخاص عافلين عن التوقيع باسمهم الحقيقى ؛ واذا كان رب البيت للدف ضاربا ؛ فشيمة اهل البيت كلهم الرقص
اننى اتسائل هنا عن الحكمة من نشر الميدان لهذا البيان ؛ فاذا كان الغرض هو التحذير من " عميل للامن " فقد تم هذا باصدار البيان وتوزيعه على اعضاء الحزب و"الديمقراطيين" والقوى الحزبية الاخرى ؛ بما يكفل وقف خطره تماما ؛ اذا ما صحت معلومات الشيوعيين ؛ فلم نشر البيان على كل السودان والعالم ؛ اذا لم يكن الغرض هو التشنيع ؛ واغتيال الشخصية ؛ وحرق الاستاذ كامل سياسيا واجتماعيا ؟
ان الميدان نفسها ؛ حينما دخل الاستاذ محمد محجوب عثمان ؛ عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى ؛ وشقيق عبد الخالق محجوب ؛ المجلس الوطني للنظام فى اوئل التسعينات ؛ وحينما كانت يد القمع ضاربة ؛ والنظام فى اقصى توحشه ؛ لم تصف ذلك بالخيانة ؛ وانما نشرت باقتضاب ان الاستاذ محمد محجوب فصل لانه خرج عن خط الحزب ؛ فى عدة اسطر لا تزيد ؛ ولم يعاد نشر ذلك فى الانترنت وغيره ؛ ايكون ذلك لانه محمد محجوب عثمان ؛ وليس من ناس كشا مشا ؟ وحسب علمي فقد رجع مرة اخرى الى عضوية الحزب !!
كما استغرب ممن نشروا البيان واقوال الميدان بمنابر الانترنت المفتوحة للسودانيين ؛ وكانما لم يكفيهم ما فعلته الميدان ؛ ولم يتطوعوا لينقلوا لنا ايا من محتويات هذا العدد الاخير من صحيفتهم " الغراء" ؛ وانما هذا البيان الواضح ضعفه ؛ ام هى ايضا عقلية اغتيال الشخصية والتشفى والتشهير ؛ تنداح فى حلقات جديدة ؛ وتفسد الحياة العامة السودانية
اننى بغض النظر عن صحة او عدم صحة ما نسب للاستاذ كامل ؛ فاننى ارى ان صياغة البيان ؛ ونشره فى جريدة الميدان ؛ وعلى موقع الحزب بالانترنت ؛ يتجاوز حدود تامين الحزب المزعوم ؛ الى ممارسة اغتيال الشخصية والحرق الاجتماعي المتعمد ؛ واذا كانت الاجراءات التى اتخذها الحزب الشيوعي فى تحقيق التهمة والتعامل مع المتهم وفى اتخاذ قرار الفصل ؛ بالركاكة التى زعمناها ؛ والتى تجد تاييدها من حيثيات البيان نفسه ؛ فان لنا الحق ان نتسائل ؛ هل الاستاذ كامل عبد الرحمن الشيخ ؛ خائن كما يزعم ويروج الشيوعيون ؛ ام ضحية جديدة من ضحايا الحزب الشيوعى وممارساته التدميرية ؛ والتى احرق فى قربانها اسماء رجال عظام ونساء عظيمات ؛ مثل عبد الوهاب زين العابدين ؛عوض عبد الرازق ؛ كامل محجوب ؛ محمد السيد سلام ؛ يوسف عبد المجيد ؛ احمد شامي ؛ محاسن عبد العال ؛ الحاج عبد الرحمن ؛ وغيرعم وغيرهم
عادل عبد العاطي
27-01-2003