قصة فتوي

ماجد صفوت استمالك

الحوار المتمدن-العدد: 5186 - 2016 / 6 / 7 - 16:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

حدث في تلك الايام في بلاد بعيدة ان خرجت علينا دار الافتاء المسيحية بفتوي نصها :


" المجاهرة بالفطر في نهار صوم الرسل لا يدخل ضمن الحرية الشخصية للإنسان، بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية المسيحية ، لأن المجاهرة بالفطر في نهار صوم الرسل مجاهرة بالمعصية، وهي حرام فضلا عن أنها خروج على الذوق العام في بلاد المسيحين، وانتهاك صريح لحرمة المجتمع وحقه في احترام مقدساته".


و استجاب للناس لنصح دار الافتاء المسيحية فمن سواها يعرف مايجب ان نفعل وما لا يجب ، و اصبحت عادتنا أن لا نجاهر بالافطار في نهار صوم الرسل .


و إمعانا في التدين علمتنا دار الافتاء المسيحية ان مسلسلات رمضان قد تحتوي علي مشاهد أكل و بالتالي الزمت الرقابة بحذف مشاهد الاكل والشرب من المسلسلات والبرامج والافلام ، و فرحنا كلنا بالقرار و فرحنا اكتر بأنها اغفلت مشاهد التدخين ولم تحذفها .


وذات يوم اتفق ان سار بعدها رئيس دار الافتاء علي كوبري اكتوبر بالبلاد البعيدة و رأي اعلانات لمنتجات غذائية علي لوحات ضخمة علي جانبي الطريق ورأي سيادته انها قد تفطر صائم فطالب بإزالتها و قد كان و إزيلت اللوحات ، و قام بعض المتشددين بحرق لافتات المطاعم التي تحتوي علي صور اطعمة .


خطوة جديدة نخطوها في مسيرة التدين بقيادة دار الافتاء المسيحية فتم منع ري النباتات و اطعام الحيوانات وغلق المزارع و المجازر ، وكان صوم الرسل مملوء بالبركة عندما اطعنا جميعا .


بقيت عقبة واحدة بعد ان ارتاحنا من رؤية الطعام ينبغي ان نتخلص من سمع سيرته أو التحدث عنه خشية ان يفضي ذلك بالمسيحين الي الافطار فخرجت الفتوي المتممة بتحريم الكلام عن الاطعمة نهار الصوم و زيادة تأكيد الحرص من انتشار الروائح الشهية و بهذا اغلقنا كل ابواب المعصية


جاهدنا الجهاد الحسن و اكملنا السعي فيما يخص الصوم و مستعدون لإكمال باقي اركان التدين السليم بإرشاد و توجيه دار الافتاء


هذا و بعد عدة فتاوي حبس الانسان نفسه داخل اربعه جدران و سلب من ذاته حق الحياة وشعر بالرضي عن نفسه لرضاء دار الافتاء عنه

#ماجد_صفوت_استمالك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات