صافي الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 5185 - 2016 / 6 / 6 - 14:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عقوبة المجاهر بالافطار في القانون العراقي
صافي الياسري
القانون العراقي يعاقب المجاهر بالافطار خلال شهر رمضان بالسجن او دفع غرامة مالية ، والقانون يسري على جميع العراقيين وان كانوا من ديانات اخرى .
يقول الخبير القانوني طارق حرب في حديث له الى "عين العراق نيوز" ان " القانون العراقي وفي المادة 240 تحديداً يعاقب المجاهر بالافطار خلال شهر رمضان المبارك بعقوبة السجن او دفع غرامة مالية" ، مبيناً بأن "عقوبة السجن قد تصل لمدة 6 اشهر كحد اقصى في حين تتراوح الغرامة المالية بين 250 الف دينار الى مليونين".
وبين الخبير القانوني ان " القانون يسري على جميع العراقيين وان كانوا من ديانات اخرى حيث يجب ان يحترم الجميع حرمة هذا الشهر" ، مشيراً الى ان "العقوبات القانونية بهذا الشأن قد طبقت بالفعل خلال السنين الماضية".
في رايي الخاص ان المادة القانونية 240 نمت جنينا خارج الرحم الطبيعي لتشكل اية مادة قانونية في بلد تراعى فيه حقوق الانسان وتنبذ فيه فكرة وسياسة وتشريع الاجبار أوالعقوبة ،وما ساعد على تشريعها ،هو المناخ الايديولوجي الذي يقوم على فكرة تغليب فقه قانون الاغلبية ،سلطويا واجتماعيا ،وكما ارى فان هذه المادة تنتهك حقوق الانسان العراقي بما في ذلك المسلم فقد يحدث ان افطر جهرا سهوا او مرضا ،اما اصحاب الديانات الاخرى فقد اكرهتهم هذه المادة على الالتزام بطقس اسلامي لا يؤمنون به وسلبتهم حق رفضه وهذا الاكراه يفقد المادة قانونيتها في قاموس العقد الاجتماعي الذي يلتزم مساواة كل الرعية في الحقوق والواجبات وعدم تغليب الفئوي قانونيا ،على اعتبار كيان الدولة قانونيا لا يفرق بحسب العرق او الدين او العقيدة ،وعلى هذا فان القول بادلجة القانون اسلاميا في العراق كما هو الحال مع هذه المادة ومواد اخرى انما هو في الحقيقة اعتماد الاسلام مرجعا وحيدا للتشريع ،وهو الاساس الاول في بناء ولاية الفقيه على وفق التاسيس الخميني الذي ادينت دولته 62 مرة على وفق قرارات الامم المتحدة بانتهاك حقوق الانسان .
ان احترام حقوق الاخر يقتضي الغاء هذه المادة واعادة كتابة الدستور وتنقيته من كل ما يتعارض مع حقوق الانسان بجدلية فقهية تعنى برحم المادة الطبيعي الذي تتشكل فيه اجنة المواد القانونية وتولد سليمة طبيعية تحترم فكر الانا وطقوسه وفكر الاخر وطقوسه.
#صافي_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟