ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 5184 - 2016 / 6 / 5 - 17:16
المحور:
الادارة و الاقتصاد
لا شكّ أن الارتفاع الأخير للدولار وما رافقه من تحليق شاهق في الأسعار، بالتوازي مع الظروف المأساوية التي يعيشها شعبنا من جرّاء الكارثة الإنسانية الفظيعة، وما أفرزته من فقر مدقع أوصلت غالبية الشعب السوري إلى حافة الجوع الحقيقي. تنذر بفوضى رهيبة سوف تقلب الطاولة على الجميع. ما جعل القيادة السياسية والاقتصادية في البلاد تفكّر بحلول إسعافية لإنقاذ نفسها من الاضطرابات والاحتجاجات التي بدأت تباشيرها في غير مكان في البلاد. فعمدت السلطة إلى العمل الجدّي لتخفيض أسعار الدولار عبر سلسلة من الإجراءات أتت أُكلها سريعاً وأدّى إلى انخفاض ملحوظ بسعر الدولار.
والسؤال: طالما أن السلطة قادرة على تحسين الوضع المعيشي للناس، لماذا لم تلجأ إلى هذه الإجراءات سابقاً؟ الجواب باختصار: لو كانت هذه السلطة جادّة في الإصغاء إلى مطالب الشعب، لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.
إن السياسة المالية والاقتصادية الليبرالية المتبعة حكومياً منذ سنوات، والإصرار على المضي قدماً في الإجهاز على القطاع العام، واستصدار التشريعات التي تضمن من خلالها مزيداً من إفقار السوريين؛ سواء عبر قانون التشاركية، أو تغيير صفة الترخيص لشركات الخليوي، أو تخلّي الحكومة عن دورها الاجتماعي عبر إعادة النظر في سياسة الدعم، والاستمرار في تهيئة البيئة الجذّابة لكبار الفاسدين للتمادي في نهبهم.. كل ذلك وغيره يجعلنا أكثر يقيناً من أن هذا النظام لا يمكن الرهان عليه في أيّ أمل يرتجى لتخفيف معاناة الشعب. والحلّ الوحيد هو في تغييره تغييراً جذرياً شاملاً لكافة بناه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. والمدخل إلى هذا الحل هو تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالأزمة السورية.
إن أيّ تأخير في الوصول إلى بداية الحلّ، يعني مزيداً من الدماء والدمار والفقر والبؤس..
فهل تعي القوى الشريفة هذه الحقيقة وتعمل على إنقاذ ما تبقّى من سورية؟
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟