أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مسعود محمد - لسمير قصير ... انتفاضة في الانتفاضة















المزيد.....

لسمير قصير ... انتفاضة في الانتفاضة


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5184 - 2016 / 6 / 5 - 16:13
المحور: المجتمع المدني
    


ينظر إلينا من عليائه مبتسماً، يلتفت للسيد هاني فحص، ولنصير الأسعد، ولجورج حاوي، ويقول لهم الإحباط ليس قدراً انها انتفاضة في الانتفاضة.
" بيروت مدينتي" أعطت إشارة انطلاق الانتفاضة المضادة الهادفة لتصحيح المسار والعبور الى الدولة المدنية، فكانت لائحة ذات رؤية إنمائية للعاصمة، خاضت المعركة بشفافية وقدمت كشف حسابها للمواطن اللبناني، من اليوم الأول بالتصريح عن ما لها وما عليها بتدوين الدائن والمدين بلا مواربة وبلا تدوير وتركيب للأرقام. احتكمت للناس واختلطت بهم بلا وساطة ولا سماسرة وحملت اليهم الوعد بان تكون بيروت عاصمة لكل الوطن وان لا تكون كلها "زي ما هي" مزرعة للزعيم.
نتائج بيروت مدينتي أعطت دينامية وأملاً لبقية المناطق فانتقلت المعركة من بيروت الى البقاع والمتن والجنوب حيث عبرت المعارك عن تغيير بالمزاج العام وتوق الناس للحرية والتغيير فكتب 46 ٪-;-- من جمهور حزب الله بأهم معاقله في بعلبك لوائحهم بقلم لا يعرف الا حبر الحقيقة، مهما كانت مرة، فأعادوا رفع شعار الإمام موسى الصدر الذي قاله في 11/5/1977 وإقتبسه اتفاق الطائف وكتبه في نص الدستور اللبناني في 13/10/1989 " لبنان وطن نهائي لجميع ابناءه سيداً حراً مستقلاً عربي الانتماء والهوية" قالت بعلبك لحزب الله " لا لمشاريعكم العابرة للحدود، سنحفظ وصية الإمام الصدر نحن لبنانيين، نحن عرب".
لم تكن بعلبك وحدها تستذكر وصايا الإمام الصدر فبرز في الجنوب من خلال معارك متفرقة غير منتظمة بسياق واحد حالات تمرد قوية رافضة لهيمنة الثنائي الشيعي، معيدة الوهج لنهج الإمامين موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين الذي قال " انه مع الوحدة الاسلامية دون تعصب، ومع الحرية الفكرية دون تحلل، وإنه يجب على الإجتهاد الاسلامي أن يخرج من دائرة المذهبية الضيقة الى دائرة الاسلام الرحبة"، لا لطهران نعم للبنان تلك كانت روحية كل الديمقراطيين الذين صوتوا ضد الثنائية وكأن لسان حالهم يذكر بما قاله الإمام شمس الدين الذي قام بالتجديد في الفقه الشيعي خاصة موضوع ولاية الفقيه وولاية الغائب، وهي تمثل حجر الزاوية في الفكر السياسي الشيعي فقال إنه " في زمن غيبة الإمام وعدم القدرة على نصب الخلافة، كما يقول فقهاء أهل السنة، فإن الأمة تسترد الولاية على نفسها، فتختار بطريقة الإنتخاب الحر من يكون حاكماً لها" أي أن "شمس الدين" جعل الأمة أولى بنفسها من ولاية الفقيه عليها، وكون الأمة أدرى بمصالحها من الفقيه الغائب فهي وحدها المنوطة باختيار حكامها. كان السيد شمس الدين يعطي هامش واسع من حرية التعبير للأمة والمواطن ويجعل من المواطن رقيباً على خيارات الدول فقال "للحكومات ضروراتها وللأمة خياراتها"، وكان يقول " ضرورات الأنظمة لا تلغي خيارات الأمة".
الشارع المسيحي انتصر للتنوع، ورفض إختصاره بثنائية تشبه نفسها بالثنائية الشيعية وتريد اختصار كل المسيحيين بنفسها، فتمرد الشارع المسيحي وعبر عن دينامية حيوية لطالما تميز بها هذا الشارع فقال "لا" لنهج التفرد، فخاض معاركه ضد الثنائية المستجدة في زحلة، والمتن، وتنورين، والقبيات.
ختام المسك مع تجدد الانتفاضة كان في طرابلس التي احدثت زلزالاً يؤسس لاستكمال الانتفاضة، وإعادة تصحيح الوجهة للعبور الى الدولة. بقراءة أولية لنتائج طرابلس نستنتج ما يلي:
- رفض شرائح واسعة من المواطنين لتعامل السياسيين معهم ك " قطيع".
- رفض عودة سوريا الى لبنان عبر ترشيح رموزها والتعاون معهم.
- التعبير عن رغبة جامحة للعبور الى الدولة المدنية السيدة الحرة المستقلة.
- توق الناس للسير وراء زعامات تحترم خياراتهم وتنسجم مع قناعاتها.
- التعبير عن ارقى درجات التمسك بكرامتهم كمواطنين ورفضهم لتعامل الزعامات السياسية معهم من خلال صندوق الإعاشة والمن عليهم، وقرروا توجيه صفعة لهم ولمالهم السياسي فصوتوا لمن يسمونه " بالأشرف" الوزير المستقيل أشرف ريفي، المنسجم مع قناعاته، الفقير صاحب البيت المفتوح، صوتوا لمن بقي على عهده ووعده لرفيق الحريري ونهج 14 آذار، صوتوا لمن قال لا " لترشيح سليمان إفرنجية، وللتعاون مع علي عيد بما يمثله من رمزية للنظام السوري، ولوضع اليد بيد نجيب ميقاتي بما يمثله من انتهازية سياسية وتعالي على الطرابلسيين معتبراً انه قادر على شرائهم بصندوق اعاشة".
- أهل طرابلس قالوا لكل من وسمهم بالارهاب " نحن خط الدفاع الأول عن العبور الى الدولة، وسنقاتل ديمقراطياً لبناء دولة المواطنة الحقيقية".
بظل ما سلف، نحن نفتقد سمير قصير بذكرى إغتياله، فلو كان بيننا مستمراً بكتابة مقاله الاسبوعي، لفضح كل محاولات العودة الى الوراء، وإعاقة ثورة الأرز، بالإضافة الى رغبة البعض بتكبيل لبنان، وإعادة الهيمنة السورية عليه. كان دخل في سجال طويل دفاعاً عن المبادىء والمثل الأساسية التي قامت لأجلها 14 آذار.
كتب وصيته، وكأنه كان يعلم إنه راحل وأن خفافيش الليل بسواد بدلاتهم لن يتركوه حياً فقال لرفاقه عندما استشعر محاولات إجهاض الانتفاضة " عودوا للشارع أيها الرفاق، تعودون للوضوح". هو يعلم ومتيقن أنه هناك في ازقة المدن التي حلم بحريتها بيروت ودمشق والقدس " جيلاً" مازال متعطشاً للحرية، يتوق للثورة الدائمة، وللتعبير عن رأيه بحرية، غير آبه بالظلم الذي قد يتعرض له جراء تمسكه بالحرية. كان سمير مثالاً لذلك الجيل فهو لم يسلم من ذلك الظلم فحاولوا إرهابه ولاحقوه وهددوه الا انه لم ينحني، بقي يكتب ويرفع الصوت عالياً داعياً الناس الى العودة للشارع، داعياً الى انتفاضة في الانتفاضة لتصحيح الانحراف، علموا انه على حق وان قلمه لن ينكسر فقتلوه.


نحن أمام مرحلة جديدة، عليها ان تضع كل القوى الديمقراطية أمام مسؤولياتها:
• لقد أظهرت الانتخابات عن رقي في وعي الشعب اللبناني وعن روح عالية في المسالمة و التسامح ، فعلى الرغم من ضعف وهشاشة هيبة الدولة الا انه أعلن تمسه بها والعبور اليها بأرقى اشكالها.
• أسقطت هذه الانتخابات بيد كل افرقاء السلطة كل حجج التمديد.
• لقد ظهرت النتائج المحققة عن وجود حالة معارضة وازنة، لمختلف افرقاء السلطة في كافة المناطق، وأظهرت رفضها لكل أشكال الاختصار.
• ستوحد نتائج الانتخابات جهود كل افرقاء السلطة على رفض اي شكل من أشكال النسبية في مشاريع القوانين التي يجري درسها في اللجان النيابية ، ليفرضوا قانون الستين أمرا واقعا للحفاظ على مكتسباتهم .
• قوى المعارضة المدنية والديمقراطية التي حققت نتائج مهمة في الانتخابات البلدية رغم خوضها بقانون معلب يناسب السلطة السياسية الفاسدة، مطالبة بتوحيد جهودها ورص صفوفها تحضيرا للانتخابات النيابية المقبلة، وان تستجيب لارادة التغيير التي عبر عنها الناس في صندوقة الاقتراع .
• القوى الديمقراطية الحية، من مجتمع مدني، وشخصيات ديمقراطية، مدعوون الى المبادرة الى التحضير والدعوة الى مؤتمر وطني يجمع كل اطياف المعارضة لسلطة المحاصصة لتوحيد الجهود الوطنية في معركة اعادة الاعتبار الى مؤسسات الدولة عبر التطبيق الصارم للدستور، ابتداء من فرض انتاج قانون عصري للانتخاب، وفرض المحاسبة على السياسيين، واحترام التنوع اللبناني، ورفض هيمنة السلاح على الدولة، عبر تسليم الأمن لمؤسسات الدولة ونزع سلاح المليشيات، وانتخاب رئيس للجمهورية.
يقول السيد محمد حسين فضل الله " الظلم الصغير يساوي الظلم الكبير فمن يظلم في الصغير سيتحول اذا سمحت له الظروف الى ظالم كبير"، هذه الطبقة السياسية الطائفية الحاكمة ظلمت الناس دون خوف او رادع وخدعوا الناس.
عندما أفكر بتلك الطبقة السياسية الطائفية الفاسدة استعيد كلام المفكر اللبناني أمين معلوف " لأن لهم دين يظنون انهم معفون من ان يكون لهم أخلاق".
ان التراخي في المواجهة مع هذا النظام سيعيد انتاج الطبقة السياسة الحاكمة نفسها التي ستتوحد على قانون الستين وتقطع الطريق على اي عملية تغيير.
من قتل سمير قصير لم يكن يعبث، كان يريد لنا الوصول الى حالة الفوضى، كان يريد إلغاء الدولة، وقتل فكرة العبور اليها.
الشعب اللبناني أهدى منظر ثورة استقلاله الثاني وشهيدها سمير قصير بذكرى استشهاده، " انتفاضة في الانتفاضة"، وعاد للشارع حتى يعود له الوضوح.
نحن نعرف قاتل سمير هو يشير الى نفسه بصراخه وصوته العالي محاولاً اقناعنا بصوابية عبور مليشياته الحدود للقتال تحت راية ولاية الفقيه، بدل الرجوع الى ثوابت الإمامين الصدر وشمس الدين والعبور الى الدولة.





#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مالي وإيطاليا ... صحراء وموت وامل
- قيادة بلا قلب وبلا عقل
- كرد سوريا ... ما لهم وما عليهم
- حزب العمال يعيد تجربة محمود الحفيد ....
- الفيدرالية الكردية .... الى سوريا
- حكايات البحر واللجوء .... هو بتاء التأنيث
- العام الجديد للكرد ... ما لهم وما عليهم
- بوتين هتلر العصر ... الحرية لشعبي سوريا وإيران
- حسن الترابي ... ثعلب الاسلاميين
- حكايات البحر واللجوء ... الصومال وعود بحوريات الجنة
- الحريري والمشنوق على خطى باسيل ...
- لا مذهب للظلامية ... قتل المفكر حسين مروه نموذجا
- ريفي امر اليوم ... لا لهيمنة حزب الله
- نصر الله النووي يتفوق على الشيطان ...
- وراء كل دكتاتور انيسه ...
- نصرالله ... يمارس التقية مجبراً
- شو يعني حريه ... هربت من حمّام الدَّم بسوريا
- كربلاء باكستان ... قصص البحر واللجوء
- ميشال سماحة ... مرشح الاسد للرئاسة اللبنانية
- لعمل جبهوي واسع ... طهران مقابل مضايا


المزيد.....




- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض ...
- اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- منظمة حقوقية يمنية بريطانيا تحمل سلطات التحالف السعودي الإما ...
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مسعود محمد - لسمير قصير ... انتفاضة في الانتفاضة