أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمار ديوب - سوريا بين أنصار السلطة وأنصار المعارضة














المزيد.....

سوريا بين أنصار السلطة وأنصار المعارضة


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1395 - 2005 / 12 / 10 - 12:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يخشى أنصار المعارضة الديمقراطية وأنصار السلطة الاستبدادية من تطور أوضاع بلادهم باتجاه التغيير في الداخل من الخارج سلباً أو إيجاباً فأنصار السلطة يتوزعهم الخوف والجرأة أو التهجم والقدح والذم لميلس وللجنته وللمؤمرا ت الخارجية التي تحاك ضد سلطتهم في العلن والسر ويعتقدون أن تقرير ميلس قد سقط تماماً بعد ظهور كذب الشاهدين السوريين محمد صديق وهسام هسام وأن نظامهم الميمون قد خرج من هذه المشكلة الامبريالية الصهيونية وأن اللبنانيون وخاصة أنصار 14 آذار قد سقطوا بدورهم ولم يعد لبنان بوابة للخطر على سوريا ونظامها وقد تراجعت وأصبحت زوبعة في فنجان ، وأن أنصارهم سيقوون ، وسيكون لهم حظوة كبيرة وتأثير واضح ؟
أما أنصار المعارضة الديمقراطية فإنهم وبالعكس تماماً، يعولون على هذا التقرير لجهة الاعتقاد الراسخ بأن النظام السوري كان وراء مقتل الحريري ، وإن المسلسلات التلفزيونية المكسيكية للشاهد هسام لن تنطلي على أحد؛ فهي لعبة مخابرات والرجل افتخر بكونه من رجالاتها .
الطريف في الأمر هو التقاءهم بهذا مع أنصار 14 آذار واعتبار ميلس ولجنته فوق كل الشبهات وتقريره أو تقاريره هي محض تقارير قضائية قائمة على وقائع وبينات فعلية ..
الأصل في الرأيين السابقين أنهما ينطلقان من ذات الأسس في التحليل ومن ذات العقلية والفاعلية حيث فاعليتهم تساوى العجز والفراغ وانسداد الأفاق والإحباط والشعور بالهزيمة .
فأنصار السلطة بدون هذه السلطة لا شيء ولا وزن ولا قيمة ، وأنصار المعارضة بدون هذا التقرير سيبقون مدفونين وبلا وزن ولا قيمة تحت سلطة هذه السلطة الاستبدادية .
أما السؤال الواقعي فهو من خارج هذه العقلية ،وبعيداً عنها ، ويتحدد بالشروط الخارجية المكونة لصورة العالم الجديدة وبالسؤال عن ماهية موقف هذه القوى الامبريالية من سوريا وما هو القادم على سوريا من جراء ذلك ؟
لا شك أن بعض المحللين وبعيداً عن لغة المؤامرات أو التخفيف منها ، يفصل بين ميلس ومقتل الحريري ، وبين ما تتعرض له المنطقة ومنها سوريا وأن سوريا عليها استحقاقات للامبرياليات الدولية وعليها دفعها وهذا أمر هام ..
هذا يعني أن هذه الاستحقاقات كانت قبل ميلس وهي لا تزال و ستستمر بعده وقد تكون حلقة ميلس ضمن هذه الاستحقاقات ولكنها لا تغير في طبيعة الاستحقاقات والاستراتيجيات العالمية ..
ومن هنا نرى خطأ أنصار المعارضة والسلطة في شعورهم بالعجز والعيش في أهام الماضي وتغييب فاعليتهم أو عدم تغيير شكل فاعليتهم ، وتركها مرتهنة للقدر والسلطة وميلس والخارج ؟
ويمكن القول الآن أنه قد صار ممكناً لأنصار كلا التياران إمكانية الفاعلية وتشكيل الجبهات السياسية والنشاط السياسي والعملي ، فالسلطة أصبحت بموقع ضعيف حيث أزماتها أكثر من أن تستطيع إدارتها ،والضغوط الدولية لا تستطيع إلا تنفيذها ، وهي واقعة باستعصاءات تتطلب إنهاء جزء منها .
وبالتالي من يريد الحفاظ على الدولة السورية عليه المبادرة للفعل المستقل وتشكيل قواه الفاعلة والبدء بخلق وسائط اجتماعية وسياسية واقتصادية بعيدةً عن السلطة وقريبة جداً من الطبقات الفقيرة وضد المشاريع الاستعمارية الجديدة.
فالسلطة الحالية لم تعد ذات السلطة السابقة وأصبحت معزولة دولياً وعالمياً وادعاءاتها أصبحت كاذبة سواء لجهة الوطنية أو القومية خاصة وأن الحدود السورية العراقية تنتهك يومياً وليس هناك من رد أو تنديد بذلك ، وهي وفق العرف الأمريكي ضمن الدول الشريرة والداعمة للإرهاب ومن بقايا الحرب الباردة ، ولكل هذه الأسباب عليها أن تتغير كلية داخلياً أو خارجياً وبما يتوافق مع الخارج الأمريكي لتكون المنطقة منطقة أمريكية بامتياز .
ولهذا لا يمكن أبداً التراجع الآن أو تخفيف حدة النقد والصراع مع هذه السلطة وكذلك لا يمكن الخلط بينها وبين الدولة والمسألة الوطنية أو المسألة القومية وضرورة الدفاع عن المسائل الأخيرة.
هذا يستدعي من قوى المعارضة والمؤيدين للنظام، الابتعاد عنه وعدم رهن الفاعلية به وبالموقف منه فقط و الانتقال إلى صياغة برامج لمستقبل سوريا بعد تحوله أو سقوطه أو إسقاطه ، وتشكيل تيارات علمانية تتبنى الخيار الديمقراطي كخيار سياسي ، ونحذر من تغييب المستقبل والتركيز على الحاضر وربطه بقضية واحدة ، لان ذلك سيبقي القوى السياسية محتجزة التفكير والفاعلية ، وسيتحدد دورها بمسألة الاحتراب على السلطة القائمة حالياً ، تأييداً أو رفضاً ، حيث أنصار المعارضة ينعتون السلطة بالاستبداد وكل من يخالفهم بشق الخط الديمقراطي للمعارضة ، وأنصار السلطة ينعتون النظام بالوطنية والمعارضة بشق الخط الوطني السلطة ؟
وبالتالي ستكون العاقبة بعد التغيير استفادة الأطراف التي غيرت النظام أو استفادة الأطراف التي أنتجتها السلطة ذاتها عبر تأزيمها للمجتمع عبر عقود عديدة .
وهو ما يقتضي الابتعاد عنه كما أشرت وليس من سبيل لذلك إلا النقد الجاد للسلوك السياسي المخجل لأتباع السلطة وأتباع المعارضة والقائم على العقلية الدينية والصورية وعلى مفهومي الخير والشر ، فالموقف يتحدد عندها إما كله شراً وإما كله خيراً ، ولا ثالث لهما إلا الشيطان ،أو الخائن ، أو العميل ؟
وأخيراً نؤكد بأن الموقف الديمقراطي القومي يقتضي تحديد الموقف السياسي إزاء هذه السلطة واعتبارها سلطة استبدادية وهي سبب مجيء الاستعمار والفصل بين السلطة والدولة والشعب والوطن والدفاع عن الأخيرة ورفض تخصيص مواردها ومؤسساتها والانضمام لحركة الشعب الفقير والمهمش وإعلان المواجهة الكاملة مع المخططات الاستعمارية ومع المشروع الأمريكي في العراق وفي كل المنطقة العربية والعمل على إعادة تشكيل الوعي القومي والعلماني والديمقراطي كرابطة سياسية وفكرية تؤسس لمفهوم المواطنة بالمعنى القومي.
بذلك يمكن لأنصار المعارضة والسلطة أن يلتقوا ويعيدوا كتابة التاريخ الفعلي، وليس البدء من نقطة تحت الصفر أو الصفر ذاته وهو ما سيكون ، في حال كان التغيير ، خارجياً أمريكياً ،أو داخلياً ليبرالياً في إطار السلطة ؛ أو من خارجها .



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الحوار المتمدن بالمشروع اليساري
- علاقة المسألة القطرية بالمسألة القومية
- علاقة الديموقراطية بالوطنية في سوريا
- أزمات النظام السوري وأخطاء المعارضة الديموقراطية
- قراءة في كتاب خدعة اليون
- مأزق النظام السوري أم مأزق الدولة السورية
- من المستفيد من إعلان دمشق
- نقد نص رزاق عبود ورثة تقاليد أم نتاج سياسات امبريالية
- الإسلام وأصول الحكم كتاب لكل مكتبة
- ما هو دور ميلس في التغيير الديموقراطي السوري
- جريمة هدى أبو عسلي بين العلمانية والطائفية
- الزرقاوي مذيعاً للأخبار
- مخاطر تبني الضغوط الخارجية
- عماد شيحة في موت مشتهى
- العلمانية والديموقراطية والمساواة الفعلية
- مقاربة أولية لافكار برهان غليون بخصوص الليبرالية والديموقراط ...
- هل من خيار لموريتانيا
- ديموقراطية عبد الله هوشة أم ليبراليته
- توصيات المؤتمر التاريخي
- المعارضة الديموقراطية بين الاخوان ورفعت الاسد


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمار ديوب - سوريا بين أنصار السلطة وأنصار المعارضة