قوات سورية الديمقراطية واللعب الامريكي بالورقة الكردية

زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5184 - 2016 / 6 / 5 - 04:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هنالك اهتمام أمريكي هائل بلعب الورقة الكردية في شمال وشمال شرق سوريا ,من خلال تقديم غطاء عسكري جوي لقوات سوريا الديمقراطية التي تُحاول التقدم في الارياف الشمالية للرقة . وهو على أية حال ليس اهتمام بالاشقاء الاكراد أنفسهم كشعب وكيان ومستقبل وتعايش مع المكونات السورية الاخرى في إطار وحدة الدولة السورية , كالعرب والآشوريين والتركمان والكلدان والسريان والارمن والشركس ...الخ .... ولكنه اهتمام ينطوي بشكلٍ رئيسي على اللعب بمستقبل الاكراد السوريين وبولاء الاكراد السوريين للدولة السورية وتخريب هذا الولاء في ظل التلاعب الغربي والتركي والصهيوني والعملاء الخليجيين بوحدة الدولة السورية وتقسيمها الى كيانات عديدة مُتشرذمة ..... واللعبة التآمرية التي يقوم بها أردوغان والولايات المُتحدة من وراء الستار (وبإظهار الخلاف بينهما ) تنطوي من جهة على قمع الاكراد وضرب حزب العمال الكردستاني والاحزاب الكردية المُناهضة في تركيا باستخدام الامن والجيش التركي , ومهاجمة الاكراد في شمال سوريا عسكرياً بإيعاز من حكومة أردوغان باستخدام الجماعات التكفيرية المُسلحة الموالية لتركيا .... هذا من جهة , أما من جهة أخرى فتقوم الولايات المُتحدة بالمقابل وبنفس الوقت باستدراج الاكراد في شمال وشمال شرق سوريا وكسب ولائهم من خلال عرض المُساعدة وتقديم الدعم المادي والميداني والعسكري حتى لا يتوجه أكراد شمال وشمال شرق سوريا للتنسيق مع الجيش السوري في مواجهة داعش والجماعات التكفيرية المُسلحة . وعملية الخداع لاكراد سوريا تتم من خلال السعي المحموم والمشبوه للولايات المُتحدة منذ لا يقل عن عامين لاظهار الاهتمام بمحاربة وقصف الجماعات التكفيرية ولا سيما داعش في العراق وشمال سوريا.... لقد وقع الاشقاء الاكراد في الشمال السوري للاسف في الفخ الامريكي ...... ولكن هذا لن يطول , فستكتشف قوات سوريا الديمقراطية التي قدمت في الشمال السوري تضحيات هائلة ومئات الشهداء في محاربة داعش والجماعات التكفيرية الاخرى , أن هذا الدعم الامريكي لا يُقدم ولا يؤخر في الميدان العسكري , والاحرى بقوات سوريا الديمقراطية أن تعود الى التنسيق مع الجيش السوري لتحرير الرقة وأريافها من قوات داعش , لا سيما وأن الجيش السوري يحقق تقدماً عسكرياً وميدانياً كبيراً لتحرير الرقة في هجومه العسكري وبدعم جوي روسي على عدة محاور من الجبهات الجنوبية والجنوبية الغربية من أرياف مدينة الرقة التي تُعتبر المعقل الرئيسي لمسلحي الدولة الاسلامية في سوريا والعراق .

#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات