أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الياس ديلمي - حفريات قلم (2) : تساؤلات انسان .














المزيد.....

حفريات قلم (2) : تساؤلات انسان .


الياس ديلمي

الحوار المتمدن-العدد: 5184 - 2016 / 6 / 5 - 04:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كالعادة أعيش يومياتي في الصندوق و السعادة تغمرني ، فالحمد لله على نعمة هذا الصندوق الذي يعتبر دار فناء و جسر عبور الى العالم الآخر الذي أرجو من الله أن تكون الجنّـة من نصيبي بعد مغادرتي لهذا الصندوق ..
و كالمعتاد نهضت لأٌمارس مهنـة دعـاء الله ، فقد حـان وقت نزولــه ، و سأغتنم فرصة اطـلاق سلسلة من الأذكـار و الأدعيـة قبل صعــوده ...
الشياطين تقترب ، أصوات أقدامهم ترتفع ، و الصندوق يهتـزّ ، فما الـذي يحدث ؟
أخرج .. أخرج .. أخرج ...
صوت مرعب يناديني ، ريح عاصف سيقتلعني ، انّـه الموت يا سـادة ..
قد أتت السّـاعة و انا أُقيـم الليل و أدعو الله ، يا الله فلترحمنـي ..
فُتح الصنـدوق من الأعلى ، قد أتتني البشرى ، فأنا سأذهب الـى الفردوس الأعلـى ..
أرضٌ واسعة ، سماءٌ شاسعة ، أنهـارٌ جاريـة ، و بساتين خضرة ...
أنا الآن في الفردوس أنعم فطوبـى لي ، و طوبـى لمن سيلحق بي ..
و انا أمشي في هذه الفردوس البهيجة التي وُعدت بها فاذا بي اسمع أصوات تبادل اطلاق النيران ...
ما الـذي يحصل ؟ هل تُقام في الجنة استعراضات عسكرية ؟
أقتربت من مصدر الأصوات و اذا بي أُصدم من هول ما شاهدته ...
مجموعتان مسلّحتان تتبادلان اطلاق النّـار و كلا الفريقن يصرخـان ( الله أكـــبر ) ..
جرحـى ، قتلـى و أسـرى انّـها الحرب يا سادة ، و أيـن ؟ في جنّـة الفـردوس ؟
يبدو أنني لا أزال في الصندوق ، ربما أنا في حلـم ، أنا في كابــوس ..
نكصت على عقبي أركـض فاذا بي أرى صندوقي ، فأسرعـت للاختباء فيه و الالتجــاء الى موطني الأصلـي ..
انـي أرى القتلى يتساقطون ، و الناس يتقاتلون ، ماهذا ؟ هو ليس حلما و لا فردوسا ..
ما أراه حقيقـة صادمـة ...
هل يوجد عالم آخــر غير هذا الصــندوق ؟
لقد قال لي أبـي أن خارج الصندوق اما جنّـة أو نـار ، سأذهب الى أبـى لأستفسر عن هـول ما شاهدته ..
أبي .. أبي .. أبي .. يا ربـي قد مات و انتقل الى جـوار ربّـه ، فيا الله أرحمه و أغفر له فقد كـذب علي و قام باستحمـاري منذ أن نضجت و وعيت ..
لقد أصابني الصداع ، و لا أدري ماذا افـعل ، فكل ما أعـرفه أصبـح سـرابا ، و كل ما كنت متيقن بأنّـه حقيقة لا جدال فيها تحـوّل الـى هـراء لا قيمة لـه ..
فجأة تذكرت تلك التساؤلات التي كانت تأتيـني من طرف تلك الأصوات الليلية (*) ..
أين كان هذا الله قبل أن ينزل ؟
هل هو قليل السمـع ؟
هل يسمعك في أوقات الساعات الأخـرى في النهار ؟
هل بمقـدوره الولـوج الــى الصندوق ؟
هل نزوله لصندوقي ليلا يحرم غيري من شرف الاستماع الى دعواته ؟
صحيح ...
اذا كان العالم خارجاً هو نفسه العالم الذي في الصندوق فمن كان ينزل كل ليلة لأُنـاجيه ؟
ما الشيء الـذي كنت أعبده ؟
من خلق هذا الصندوق ؟
من الذي خلق العالم الخارجي ؟
من هم هؤلاء الـذين يتقاتلون و يقتلون ؟
لماذا كذب علـيّ أبــي ؟
هل كـان يعلم بوجود عالم آخــر خلافاً لهذا الصندوق ام أنّـه مثلي من المخدوعيـن الذين كُــذب عليهم ؟

( يتبع )
-----------------------------------------------------
(*) - راجع مقال/ حفريات قلم (1) : تساؤلات انسـان .



#الياس_ديلمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفريات قلم (1) : تساؤلات انسان .
- حفريات قلم ( مدخل )
- عازف المزمار و الاطفال (4)
- عازف المزمار و الاطفال (3)
- عازف المزمار و الاطفال (2)
- عازف المزمار و الاطفال (1)
- كيف نقرا القران و نتدبره ؟ (2) : الترتيل .
- كيف نقرا القران و نفهمه ...(1) / ( المفردة القرانية )
- رحلة سريعة الى زمن خير القرون ( السلف الصالح )
- حقيقة يوم عاشوراء ...
- الصراط ...حقيقة ام خرافة ؟!
- الناقة عند الله ... اية من الايات ام جنية من الجنيات ؟
- الحور العين ... ثمرة فاكهة ام حسناء فاتنة ؟
- كيف اصبح محمد الها (2)
- كيف اصبح محمد الها (1)


المزيد.....




- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...
- اتصالات هاتفية بين الرئيس الإيراني وقادة الدول الإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الياس ديلمي - حفريات قلم (2) : تساؤلات انسان .