أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - خواطر / 34 / البرلمان العراقي يذهب في إجازة ... وا أسفاه !!














المزيد.....

خواطر / 34 / البرلمان العراقي يذهب في إجازة ... وا أسفاه !!


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5183 - 2016 / 6 / 4 - 14:30
المحور: المجتمع المدني
    


في الدول الدستورية يكون مجلس النواب أو مجلس الشعب أو مجلس الأمة أو الجمعية الوطنية أو المؤتمر الوطني العام أو مجلس الدوما ( الروسي ) أو الرايخشتاغ ( الألماني ) هو الهيئة التشريعية التي لها الحق بإصدار التشريعات والقوانين أو إلغائها والتصديق على الإتفاقيات الدولية والخارجية التي يبرمها ممثلو السلطة التنفيذية . وعلى العموم له ثلاث مهام هي التشريع والرقابة على أعمال الحكومة وتمثيل الشعب أمام الحكومة ، ومن صلاحياته إقالتها وسحب الثقة عنها .
وفي الدول الديمقراطية يجري كل شيء على ما يرام ، مهام مُلقاة على عاتق البرلمانات والحكومات على حد سواء ، وهي تتسابق فيما بينها من أجل تنفيذ شعاراتها وخططها وبرامجها التي وعدت بها الناخبين الذين صوتوا لصالحها وقت الإنتخابات ، لأنها ستفقد مصداقيتها في حالة عدم الإيفاء بتعهداتها ويكون حسابها عسيراً لا رحمة فيه .
لكن الذي يحدث في عراقنا الحبيب يختلف كلياً عما هو معمول به في برلمانات وحكومات العالم . وبمجرد الوصول إلى سدة الحكم والجلوس على ( الكرسي الذهبي ) تتبخر كل تلك الوعود وتصبح كأنها ( وعود عرقوب ) لا يمكن الوصول إليها .
الحس الوطني في أيام الأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأمنية يتصاعد مما يستدعي أن تقف برلمانات العالم على ( رأسها وقدميها ) من أجل الوقوف صفاً واحداً أمام أية تداعيات خطيرة تخص مصالح شعوبها وحياتها وحريتها ، وتواصل الليل بالنهار وهي تتابع مجريات الأمور ولتقف على الأسباب الموجبة لنكستها كي تنطلق منها بلا تردد من أجل معالجتها ، وبهذا تكون قريبة من معاناة جماهيرها ، تحس بوجعها ، وتشعر بحزنها الذي لا زمها منذ بدايتها . إلا أن هذا الإحساس في العراق يكون معدوماً مع الأسف ، فبدلاً من الوقوف إلى جانب الشعب والوطن في مأساتهم الكبرى في محاربة داعش والإرهاب والفساد المالي والإداري والسرقات وتردي الخدمات والفقر والمرض والجوع والنازحين الذين يهيمون في الأرض بحثاً عن سقف يأويهم ، بدلاً من ذلك يغلق البرلمان أبوابه ويعطل عمله ويترك ( الحبل على الغارب ) ويمنح لنفسه إجازة مدفوعة الثمن ( عداً ونقداً !! ) .
أين هو الشعور والإحساس بألمسؤولية الوطنية التي يجب أن يتصف بها كل نائب و ( نائبة ) !! ، أين هو الإلتزام بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم جميعاً من خدمة مصالح الناس والعباد !! ، أين هو الشعار الذي رفعوه زوراً وبهتاناً ( العدل أساس الملك ) الذي قاله الفيلسوف الخالد ( إبن خلدون ) والملصق في كل المؤسسات الحكومية ومنها في مجلس الوزراء والبرلمان والقضاء ، وقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) ، أقوال الغرض منها خداع العباد وإستمالتهم ، لكنها عند التطبيق توضع فوق ( الرفوف العالية ) . فأين هي الأمانة التي حملتوها ، وأين هو العدل الذى أقمتوه .
العطلة التشريعية لمجلس النواب وغلق أبوابه بقفل حديدي كبير كما عبر عنه الرسام الكاريكاتيري الرائع ( سلمان عبد ) هو الهروب المذل إلى الأمام ، حيث لم يعد هناك شيء أهم من راحتهم وسفراتهم السياحية ، وليقضوا رمضان الكريم والعيد بعيداً عن الهموم التي يكتوي بها الشعب ، وليعودوا بعدها بكل همة ونشاط ومزاج عالي ليواصلوا المشوار لسنتين قادمتين ، ليغرفوا ما سوف يجود به البنك الدولي من قروض لتكبيل العراق بديون تدفعها الأجيال القادمة .
يا ناس … يا عالم .. أفيقوا ، فإن حياتكم أصبحت لا تطاق ، لأن من تولى المسؤولية لا هَم لهم غير أنفسهم ، وغير جيوبهم وأوداجهم التي إنتفخت ، وغير مصالحهم الأنانية الضيقة . ليس لديكم غير مواصلة المشوار ، مشوار ( ساحات التحرير ) مهما كلفكم ذلك من تضحيات ، ومهما إستعملوا من أساليب همجية من إطلاق الرصاص الحي والمطاطي والغازات المختلفة ، إلا أن إصراركم في مظاهراتكم السلمية التي رفعتم بها الورود والشموع لتوقدوها على أرواح الشهداء في معركة الشعب والجيش والشرطة والحشد الشعبي وقوات العشائر الباسلة ، ستُعجل من عملية تصحيح مسار العملية السياسية مهما طال الزمن .
ولم يعُد من رهان على أحد غير الرهان على جموع الفقراء والمعدمين والشباب العاطلين رجالاً ونساءاً ، حيث لا شيء تخسروه غير أغلالكم وأسمالكم المهلهلة . كما أن جموع المثقفين المتنورين من أدباء وشعراء وفنانين وطلاب ومعلمين وأساتذة جامعة ومهندسين وأطباء وأصحاب مهن حرة وغيرهم سيكونوا معكم ليرفعوا ويخطوا لكم خارطة الطريق التي لا بد أن تصل إلى نهاياتها العادلة لتحقيق العدالة الإجتماعية وفي عراق مدني موحد ، آمن ومستقر .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر / 33 / بعد تحرير الفلوجة إحذروا الفتنة
- خواطر /32 / لا ... لإرهاب الدولة
- خواطر/ 31 / وا ... عراقاه
- خواطر / 30 / مع هيبة الدولة مرة أخرى
- خواطر/ 29 / خط ماجينو وجسور بغداد المغلقة
- خوطر / 28 / قنفة البرلمان العراقي وإهانة هيبة الدولة !!
- خواط / 27 / الجماهير تُمرغ سمعة البرلمان والحكومة بالوحل
- خواطر/ 26 / القافلة تسير ولا يثنيها صراخ الحاقدين
- خواطر/ 25 / العافية بالتدريج والإصلاح المنشود
- خواطر/ 24 / لا لرفع شعارات العنف في ساحات التحرير
- خواطر/ 23 / حذاري من خِداع الجماهير
- خواطر/ 22 / 14 نيسان عيد الطلبة المجيد
- خواطر/ 21 / الضحك على ذقون الجماهير
- خواطر/ 20 / تحية وسلام لأصحاب الأيادي البيضاء في عيد ميلادهم ...
- خواطر/ 19 / وزراء يقدمون إستقالاتهم إلى رؤساء كتلهم !!
- خواط / 19 / تعقيب على قول جميل للكاتب الأستاذ محمد علي الشبي ...
- خواطر / 18 / حلبة المصارعة والمتفرجين
- خواطر/ 17 / العزف على الأوتار الطائفية
- خواطر/ 16 / المُجَرَبْ لا يُجَرَبْ
- خواطر / 15 / تحية وسلام للمرأة في عيد 8 آذار المجيد


المزيد.....




- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
- اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - خواطر / 34 / البرلمان العراقي يذهب في إجازة ... وا أسفاه !!