أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - القضية الكردية في سوريا وفخ اللحظة السياسية















المزيد.....

القضية الكردية في سوريا وفخ اللحظة السياسية


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1395 - 2005 / 12 / 10 - 12:33
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في الثقافة السياسية غير المؤسسة مدنيا ومعرفيا تستطيع المتغيرات السياسية أن تفرض حضورها الطاغي على هذه الثقافة السياسية , ويتم إعادة هيكلة جديدة للرؤية الأيديولوجية التي تحكم هذه الثقافات السياسية غير المؤسسة على مفهوم السياسية والممارسة السياسية , وتتحول اللحظة إلى قراءة جديدة للتاريخ , وتحشيد جديد للغة السياسية تتطلبه حضور الفعل اللاسياسي والماقبل مؤسسي , مما يؤدي إلى الدخول إلى حقل من فضاءات الأيديولوجيات ـ بوصفها مشاريع سلط بديلة ـ تؤسس على نفس النسيج النقيض لهذه الأيديولوجيات .
ليتحول الحقل الدلالي إلى حقل قار غير متغير تبعا للحظة السياسية المتغيرة بفعل تغير المصالح والقوى والرؤى ..الخ ..وهذا ما يحدث الآن في تناول الكثير من القوى الكردية السورية والكثير من المثقفين الكرد في سوريا .. حتى وصل الأمر إلى إعادة قراءة تاريخ منطقة الجزيرة السورية من جديد .. وفق معايير اللحظة السياسية الراهنة وليس وفق المعايير التاريخانية التي من المفترض أن تحضر بمعزل عن التغييرات السياسية وموازين القوى التي تفرزها والتي هي متغيرة دوما في عالمنا المعاصر .. وفي كل مرحلة سياسية يعاد رسم خريطة جديدة لما يعرف بكردستان سوريا ..خارطة تستثني الشعوب التي تعيش على أرض الجزيرة السورية منذ زمن بعيد وبعيد جدا وأقصد القوميات غير الكردية مثل الآشوريين والكلدان والعرب ..الخ ويصبح هؤلاء في منطوق الخطاب التحشيدي : عبارة عن محتلين لأرض كردستان .ويجب طردهم منها , ـ لا أتحدث هنا مبدئيا عن سكان منطقة الغمر والذي لايتجاوز تعدادهم الألآف ـ وحتى يتسق الطرح
يجب : ان يمر السعي لحكم ذاتي كما هو مطروح عند الكثير من القوى الكردية باعتبار هؤلاء هم المحتلين لكردستان , ونسأل بحيادية عالية كيف يمكن في الوضع التاريخي الراهن إقامة حكم ذاتي في هذا التنوع الأثني في الجزيرة السورية وخصوصا فيما لوعاد الآشوريين والسريان والكلدان من المهجر وهذا حقهم بالطبع وبالتالي: هل يمكن الحديث عن حكم ذاتي كردستاني في الجزيرة السورية !!!؟ بغض النظر عن العودة للتاريخ في البحث عن مالك الأرض الحقيقي !! من هنا نجد أن النفخ في طبول التاريخ العقاري لملكية الأرض هو بمثابة إعلان حرب بين الأثنيات المتواجدة منذ القدم على أرض الجزيرة السورية ..ولنتخيل الأمر أن داخل هذا الحكم الذاتي سيكون لدينا أحزاب قومية متعددة كردية وآثورية وعربية ..الخ مما يغيب مفهوم المواطنة وعلى حسابه ..وسيدعو الآثوريين لحكم ذاتي داخل الحكم الذاتي !!والعرب أيضا ..الخ وبالمقابل سيفقد الكردي شرعية تواجده القومي !! في أحياء مدينة حلب أو دمشق , ويصبح من حق العرب في دمشق مطالبة الكرد بالذهاب إلى أرض حكمهم الذاتي في الجزيرة السورية !! , لأن التأسيس القومجي مبني على التمايز العرقي وليس على إنتاج خصب لمفهوم سوري للمواطنة السورية المعاصرة , لأن التواجد القومجي يصبح تابعا للملكية العقارية للأرض التاريخية . وبذلك يكون على حساب الحد الأدنى من الحق الإنساني للمواطنيين السوريين من كرد وعرب وخلافه ..الخ
وبالمقابل إن قراءة الوضع التاريخي مثلا لعفرين كمنطقة كردية أرضا وشعبا يمكن طرح مفهوما لامركزيا في إدارة شؤونها .. وبالتالي هذا يتطلب الخروج من الفخ / الوهم الذي خلقته اللحظة السياسية في العراق وعدم الانجرار وراء نموذجا أصلا لازالت الجوانب السلبية فيه هي الطاغية ..والابتعاد عن الترسبات القومجية والانفتاح على المواثيق الدولية لحقوق الإنسان المعاصر ..
القوميتان الأساسيتان والشعارات المضللة !!
يصر المتحاورون من ممثلي الحركة الكردية في كل بيان ومناسبة على استخدام نفس الشعارات التي تم تثبيتها في العراق ومن ضمنها : أن سوريا تتشكل من قوميتين أساسيتين وباقي المكونات السورية الأخرى ..وتتم المناقشات للتوصل إلى تفاهمات حول إصدار أية وثيقة مشتركة بين فصائل المعارضة الديمقراطية السورية , وسنأتي لنقاش هذا الأمر لما له من حضور طاغ هذه الأيام .. ماذا يعني شعار ـ قومية أساسية ـ ؟ يعني في أحد دلالاته أن هنالك قوميات غير أساسية وفي الوضع السوري تصبح الآثورية مثلا قومية غير أساسية !! والسؤال : لماذا هل المستند هو كمي وبهذه الحال يحق للعرب القول أن سوريا فيها قومية أساسية واحدة ومكونات أخرى !! وهذا لا توافق عليه الحركة الكردية وتطلب من القومية الآثورية الموافقة على شعارها هي / قوميتان اساسيتان / !! أما إذا كان الشعار يستند على مفهوم عام ومجرد / قانونيا وحقوق إنسانيا / فإن مفهوم المواطنة يكون هو الحل بما يعنيه هذا المفهوم من حقوق سياسية وثقافية ..الخ ووفق المواثيق الدولية لحقوق الإنسان .. لايميز في الحقوق على أساس التواجد الكمي بأن هذه القومية أكبر من تلك عدديا ..في سوريا لازال هنالك بضعة سوريين يهود فهل هم يشكلون : حالة أدنى من القوميات الأساسية والثانوية في سوريا أم يجب أن يتمتعوا بنفس حقوق المواطنة القانونية وفي كافة الصعد ؟؟ في الواقع لازلت أتوقف عند هذا المفهوم : قومية أساسية , ماذا يعني وما هي حمولته المعرفية والحقوقية ..؟ فلم أجد سوى أنه استنساخا مشوها للتجربة العراقية , ودون أي مضمون معرفي !! ما رأيكم بالمصطلح الذي استخدمه السيد رئيس الجمهورية بشار الأسد : بقومية ثانية بدلا من قومية أساسية ؟ كي نخرج أنفسنا كسوريين من دوائر المزايدات التي لاتحتوى أية خصوبة معرفية أو حتى سياسية . ويصبح المعيار العددي هو السائد ؟ وليس مفهوم المواطنة الذي نحن كسوريين بأمس الحاجة له لتربية أبناءنا عليه مهما كانت قومياتهم أو أديانهم أو طوائفهم ..الخ
وأنا في كل مرة أكتب فيها عن القضية الكردية : أواجه سؤالا مهما : ألا يحق لأبناء شعبنا من الأرمن والشركس والذين ليسوا على أرضهم التاريخية : ألايحق لهم أن يكونوا فئات أساسية أيضا في تقرير مصير بلدهم سوريا ؟؟ ألا يمكن لحق المواطنة أن يتم تطبيقه عمليا بأشكال لامركزية : والمثال السويسري الذي يتحدث عنه بعضهم لا يأخذونه كجملة تاريخية بل يأخذون بعض جوانبه فقط والتي هي ثانوية في تجربة حقوق الإنسان السويسرية , وضع الكانتونات والأشكال اللامركزية في الحكم ..الخ والسؤال الآخر :
أليس يحق للآثوريين القول أنهم موجودون أيضا على أرضهم التاريخية نفسها ..أم أنهم هم أو قسم منهم من جاء من تركيا او العراق مثلا ..؟
الانفتاح والحوار والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان قادرة كلها على انتاج حلا سوريا للقضية الكردية حلا إنسانيا وسياسيا وقانونيا ..
وكي ندخل الحوار في أشكال ذات طابع عملي ونسأل ألا يمكن أنتاج أشكال من اللامركزية في منطقة الجزيرة السورية .؟ وهذا السؤال مطروحا للمعارضة العربية في سوريا قبل المعارضة الكردية في سوريا ! ؟؟ إن كل السوريون الذين يحملون جنسية سورية أو يحق لهم هذه الجنسية : هم يقيمون على أرض سوريا التاريخية والتي هي أرض معاصرة دون العودة للتاريخ ألا يكفينا العودة للتراث ومزدوجة الأصالة والمعاصرة , العودة للتاريخ هي تأويل والتأويل هو : أحد أهم وأخطر وسائل انتاج النص ـ الأيديولوجي ـ الماقبل تاريخي ..
لأن وقائعه ماضوية ..والوقائع الماضوية لايمكنها أنتاج وقائعا معاصرة دون إنشداد لتاريخ هو أصلا وفي هذه المنطقة بالذات تاريخ حضارة متعددة الأعراق والثقافات والأديان ..الخ
وللحوار بقية ..
غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غفلة السنة العرب والجهادية بين إرهاب الأنظمة وتواطؤ الثقافة ...
- أين ستذهب بسوريا ياسيادة الرئيس..؟2 أحاديث على السجية في خطا ...
- غسان الإمام صحفي بلا وقائع في مقاله عن المعارضة السورية ضباط ...
- الجمال الأنثوي بين الإنساني والصناعي وعي شقي
- أين ستذهب بسوريا ياسيادة الرئيس ؟ أحاديث على السجية في خطاب ...
- تفجيرات الأردن ماالذي يحدث في العراق ..؟
- دمشق الرهينة وبغداد الجريحة
- المسألة الطائفية وسوريا الجريحة.. خارج النص داخل الحدث
- دمشق خائفة بين السلطة وبين الخوف
- لا تعاقبوا الشعب السوري ولا تعقدوا صفقة مع النظام
- على الإدارة الأمريكية أن توضح ماذا تريد من سوريا ..مادة للحو ...
- القرار 1636 بين الحزن على وطني والتعاطف مع الوزير الشرع
- مناشدة إلى الشعب المصري من سجين سوري سابق أقطعوا الطريق على ...
- ما العمل الآن سيدي الرئيس..؟
- إسرائيل الشعب اليهودي بين السلام والدولة الدينية وجهة نظر
- تداعيات تقرير ميليس على أمريكا
- رسالة إلى مثقفين سوريين في باريس نتمناكم جميعا في إعلان دمش ...
- إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي لحظة توافقية ناقصة التباسات
- حزب العمل الشيوعي في سوريا نغمة ضيقة وأفق رحب
- أمريكا في الشرق الأوسط الجديد


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - القضية الكردية في سوريا وفخ اللحظة السياسية