كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5182 - 2016 / 6 / 3 - 18:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ينتاب العديد من الاشخاص الخوف والجزع من عدم الحصول على قوتِهم اليومي، ومنهم من يركض وراء لقمة العيش، وكثيرا منهم يشقى للحصول عليها!.
ان كل انسان على وجه هذه الكرة الارضية له رزقه المخلوق له، ومهما سعى وركض ولهث فلن ينال الا رزقه المكتوب له.
جميع كائنات الارض تجد رزقها، الحيوانات جميعها تجد ماتاكله، مع انها لا تخزن شيء، والانسان ككائن في هذا الكون له رزقه ايضا ان سلم امره ووثق بالرحمة السماوية.
جميع الخضار والفواكه والمنتجات الغذائية كلها اذا لم يستهلكها الانسان فانها تيبس وتصبح غير صالحة للاكل، ويؤكد الباحث الشاب امين صبري ان جميع هذه المنتجات وجدت لتطعم الانسان يوميا، فهي لم تنوجد للتخزين، انما للاستهلاك، وفي هذا رزق كل انسان من هذه الطيبات مضمون له يوميا وعلى مدار السنة.
ليس على المرء ان يجزع، او يخاف او يقلق، بل عليه ان يثق ان كل مافي الارض والسماء انما هو كائن لاجله، لاجل سعادته وهناءه واستمرارية وجوده.
والرزق لا يتوقف على توفير الطعام، فالصحة رزق وكذلك الحب، الصداقة، العلم، الجمال، القوة والمواهب المختلفة التي خص فيها الخالق كل شخص.
الرزق ايضا ان تعيش سعيدا، فالسعادة رزق، ولو فكرت قليلا لوجدت ان الرزق يغمرك من كل الجهات، كل ماحولك هو رزق، لكن عينيك القلقتين، الخائفتين، تعمي عنك الرؤية.
كثيرا ما افكر في حال المرضى، ووفق الدراسات، لقد وضعوا المال في اخر قائمة اهتماماتهم، بينما العديد من الاشخاص يفرطون في استهلاك صحتهم لاجل الحصول على المال، وكما يقال دائما، يضعون كل الاموال التي جنوها لاستعادة صحتهم لاحقا.
من معاني الرزق ان تتلذذ بما لديك مهما كان بسيطا، ويستحضرني احدهم الذي دعا ربه ان يجعل مذاق ماياكله لذيذا، هو لم يطلب الطعام، انما ماهو اعلى واسمى واهم، ان يستلذ بما يأكل ومهما كان.
نحن ككائنات على هذه الارض ليس علينا ان نجزع او نخاف لاننا بين ايدي رحيمة، فلكل انسان كفاف يومه تماما كبقية الكائنات على هذه الارض.
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟