أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - منى وفيق - و كان لقلبي ذقن اسمها -شادمان














المزيد.....


و كان لقلبي ذقن اسمها -شادمان


منى وفيق

الحوار المتمدن-العدد: 1395 - 2005 / 12 / 10 - 12:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إلى شادمان ، صديقة أحببتها من وراء اسم.. وإلى زوجها و صديقي يوسف أبي الفوز . .يشكركما حزني و يطلب مغفرة فرحكما!

لأن بيني و بين الماء سمكة ، كنت بحاجة لعطلة وجوديّة.اخترت أن أبدأ هذه العطلة التي أخذتها أمس بهذه الحدوتة الطينيّة المبللة بدم متختّر.ستسألونني طبعا من أين لك بالدم المتختّر هذا؟!سأطلب منكم أن تسمعوا حدوتتي القصيرة جدا.و لكم الخيار .إمّا أن تأخذوا عنها دمها المتختّر، و إما أن تزيدوه بدمائكم تختّرا.حسنا، أمسكوا قلوبكم بأيديكم و احرصوا أن لا تكون أظافركم حادة..قلّموها أوّلا.
أصدقائي ، كلاّ ..لن أقول أصدقائي فالكلمة هذه موضة/ دقة قديمة.بل ماركة غير مسجلة بالسوق.أها!!سأناديكم كما لو أننا في سوق " أيها الناس ..لا ، لست أمل دنقل و لن أناديكم قائلة " ايها الناس كونوا أناسا كما فعل هو".ما يهمني أن تكونوا أناسا فكل شيء في زمننا قابل للاستنساخ.

حدوتتي الصغيرة لن تكون عن العقاد الذي مات مؤخرا لأنه ببساطة مات و تركنا نتفنن في طريقة بكاءه..دماءه سرت داخل عروق الأرض و دماءنا داخل جسدنا تتلون لتسري.

حدوتتي الصغيرة لن تكون عن فيروز و سبعينيتها.عيد فيروز كان عيدا حزينا حتى لو أنكر الكل....بيد أن فيروز لا زلت ترفع السماء عنّي فلا تسقط إلا دمعتي منها!

حدوتتي الصغيرة لن تكون عن مساء وردٍ و نار.فأياديهم كلما لمست الورد تركت به شوكا ..و النار ذاتها باتت تستجير منها بالرماد!

حدوتتي الصغيرة لن تكون عن الكوالا الذي أعشقه و يذكرني بي.كنت أقول أنني سأتبني صغير الكوالا طفلا أسكن إليه كلما اشتقت أن تخدشني الرقة.ما فارقني غير إحساسي برقة الكوالاَ!

حدوتتي الصغيرة لن تكون عن جودي أبوت و الكابتن ماجد و سالي و النساء الصغيرات وزورو.ما كانوا هم يوما رسوما متحركة بالنسبة لي. اليوم اصبحوا متفرجين حين بتنا نحن كما الرسوم غير المتحركة!

حدوتتي لن تكون عن القطة الصغيرة التي اسمها نميرة فالقطط لن تكون قريبا إلا جدات النمور!

حدوتتي قصيرة و تخصّني...مكررة و غبية..إيه..
هيّا اسمعوني،

كنت يومها أستعد للاحتفال بعيد ميلادي الاختياري. فعلا ، أنا لي عيدان . أحدهما أختاره أنا متى شئت و قد يكون مرتين في اليوم..و الثاني هو عيد مولدي الحقيقي.في عيد ميلادي الاختياري كانت هناك حفلة تنتظرني .حفلة من ترتيب العبث و ضيوفها أشكال ورقية مرسومة ملونة بصباغة ألوان .ما كنت استعددت للحفلة فهي حفلة يزيلون فيها أقنعتهم الوردية و أنا و تصورا معي هذه الكارثة ، ماكان لي قناع. لذا ظللت أتصبب خجلا و شعرتني الأكثر وضاعة بل قتلني حينها إحساسي بالوحدة و الغربة بينهم. كانت وجوههم الورقية قد فقدت لونها إذ أن المطر الذي بللها ما ترك لها لونا و ظهرت الوجوه شاحبة جدا و كريهة.و أنا ظللت سلهمة يلوّن المطر وجهي .ماكنت أعرف أنّ للحزن شفرة حلاقة حادة إلاّ حين مضى يكمل لي حلاقة ذقن قلبي بها.أي نعم، قد نما لقلبي ذقن كنتُ تركتها تطول بعض الشيء. ذقن قلبي لم تكن شائكة أبدا ، بل كانت بملمس ناعم كخدود قطط الجنة. كانت ذقني تلاطف القلب حتى أنّني تركتها تسمي نفسها ب " شادمان".قلت : و لم لا . ليكن ولو شيء واحد منّي غير عربي .و" شادمان" اسم كردي يعني "فرح".
نسيت أن لحزني العربي ، لحزني الإنساني ربما شفرة حلاقة لا تميّز فرحا كرديّا أو أجنبيّا!
منذ أيام و عينا قلبي متورمتان. ليس بسبب شفرة حلاقة المِستر حزن فهي للأمانة لم تمسسهما،عينا قلبي متورمتان فهما ليستا تبصران شيئا لأن الذبذبات التي أرسلها الآخرون لفّتهما بالضباب فتاهتا.

عطلتي الوجودية بدأت أول أمس..لست ادري متى تنتهي ؟!

عن إذنكم ، السمكة التي بيني و بين الماء تبحث عن زعانفها التي سرقتها لأكتب بها.


منى وفيق
كاتبة مغربية
www.mouna.info



#منى_وفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الست أصالة أنا هنا فقط أفي لقلبي بماعاهدته به..
- حوار مع الشاعر الفلسطيني يوسف القدرة
- حقدا ... عشقا ..وجنونا
- يموتون تباعا..و كل موت و أنت حي يا ابي!
- طوبوغرافيا الحزن
- لوليد بن طلال..تلك شذرات حلميّة
- قصص قصيرة
- مونيتا
- أسهم للبيع.. من يشتري مني كل هذا الحزن؟!
- سطر في الخواء!


المزيد.....




- رجل يتسبب في انهيار جليدي ويدفن شقيقه تحت الثلوج.. شاهد ما ح ...
- تحليل: كيف يمكن للتضليل الإعلامي الذي يمارسه الكرملين أن يخف ...
- -راديو الأشباح-... إذاعة عسكرية روسية من عهد الحرب الباردة ت ...
- رئيس وزراء العراق: بشار الأسد لم يطلب من بغداد التدخل العسكر ...
- الحرب على غزة: الجيش الإسرائيلي يحرق مستشفى كمال عدوان ويسته ...
- وزارة الداخلية السورية: بدء استقبال طلبات المنشقين عن النظام ...
- صحيفة: إسرائيل تواصلت مع نظام الأسد عبر رسائل -واتساب- ووسطا ...
- إحالة21 عسكريا أوكرانيا إلى المحكمة بتهمة -ارتكاب عمل إرهابي ...
- باكو: دلائل تشير إلى تعرض الطائرة المنكوبة لهجوم خارجي
- تصاعد دخان كثيف بعد حرق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان ( ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - منى وفيق - و كان لقلبي ذقن اسمها -شادمان