أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناجح شاهين - الدول الفاشلة، الدول الريعية، والدول الوظيفية في الوطن العربي















المزيد.....


الدول الفاشلة، الدول الريعية، والدول الوظيفية في الوطن العربي


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5180 - 2016 / 6 / 1 - 21:52
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



يغطي التقسيم أعلاه الخريطة الجيوسياسية العربية كلها فيما نحسب. فقد نجح الاستعمار العالمي في التخلص من تركة سايكس-بيكو التي أصبحت "كادوك" بحسب التعبير العبري، وعفا عليها الزمان بحسب التعبير العربي الفصيح.
هناك دول عربية ريعية بشكل شبه صافي من قبيل الدول التي تعيش على ريع النفط وحده، وتستخدمه في شراء كل شيء بما في ذلك ولاء المواطن الذي هو رعية في الحقيقة لا أكثر. وإن لم يكن ممكناً شراء ذلك الولاء، فإن ريع النفط يوفر على الأقل الفرصة لشراء لصمته عن طريق رشوته المباشرة بالهبات والعطايا التي يبدو أن المواطن الذي لا يفعل شيئاً يشك في استحقاقه لها. وقد لاحظنا هذا النمط أيام "الربيع العربي" الوردية عندما بدا أن الجماهير قد نزلت الى الشارع لتكنس الأنظمة القمعية كلها. في تلك الاونة قبل خمس سنوات تقريباً استخدم النظام السعودي الرشوة المباشرة للجمهور من أجل شراء رضاه أو صمته. وقد استخدمت الرشوة ذاتها من أجل احتواء الحراك الجماهيري في بلد "صديق" للخليج والولايات المتحدة مجاور للكيان العبري هو الأردن.
من نافلة القول إن الجزيرة العربية برمتها وباستثناء اليمن هي كيانات ريعية تشرف الدولة فيها على استخراج النفط وبيعه وتنفق على نفسها ونخبها وشعوبها من عوائده.
أما الدول الوظيفية في المنطقة العربية فلعل أبرزها في هذه المرحلة مصر والأردن المجاورتان للدولة العبرية. وهما دولتان تتلقيان المساندة المالية والسياسية من دول الخليج ومن الولايات المتحدة على السواء. واذا كان الأردن بلداً صغيراً بسكانه وأرضه وإمكانياته وتاريخه والمكانة التي كانت له والتي يمكن أن تكون بحكم محدودية موارده المختلفة، فإن مصر تثير إشكالية بتحولها الى دولة وظيفية كونها كانت الدولة العربية الكبرى ومركز الثقل في تكوين القرار السياسي العربي وفي توجيه بوصلة العرب شعوباً وحكومات على السواء. في أحوال كثيرة كان تعريف السياسة العربية يتلخص في العبارة الشرطية: إما أنك مع مصر أو ضدها. وبهذا المعنى فإن الموقف من مصر يحدد الفهم السياسي للعرب من المحيط الى الخليج.
تراجعت مصر منذ اتفاقية كامب ديفد التي وقعها الراحل انور السادات مع مناحيم بيغن، وازداد تراجعها مع حكم مبارك، ولكنها تقلصت تماماً لتصبح قطر على صغرها اكثر تاثيراً منها بعد الربيع العربي. وفي فترة مرسي ثم السيسي تصاغرت مصر لتصبح مرة ألعوبة في يد قطر والإخوان المسلمين، ثم منذ بعض الوقت أصبحت ملحقاً بالسياسة السعودية-"الإسرائيلية". وقد سمح ضعف مصر الاستثنائي هذه الأيام في أن تطمع فيها دول أفريقية كانت قد اعتادت فيما مضى على التعامل معها بوصفها الأخت الكبرى أو الزعيمة المتوجة للقارة. اليست هذه هي مصر التي زارها مالكولم اكس المناضل الأمريكي الأسود في ستينيات القرن العشرين لكي يطلب معونتها لتحرير السود الأمريكان من ظلم الرجل الأبيض؟ صغرت مصر الى حد أن اثيوبيا التي لا تحتاج الى شيء من الماء تنفذ سداً على منابع النيل يهدد بتجفيف النيل وعطش مصر حد الموت. كل ما يستطيعه السيسسي ونظامه في هذا الصدد هو الاعتماد على السعودية وأصدقائها من أجل اقناع اديس ابابا بالتراجع. لكن هذا بالطبع ليس مضموناً لأن الدولة الوظيفية التي تخدم أجندات الآخرين (خصوصاً اخضاع غزة لمقتضيات الحصار التي قررها الاحتلال الإسرائيلي) لا تملك الكثير لكي تضغط على من تخدمهم، لأنها تحصل لقاء خدماتها على المال أولاً وقبل كل شيء.
هناك ثالثاً الدول العربية الفاشلة بشكل معلن تماماً من قبيل الصومال، والعراق، واليمن، وليبيا، والسودان الذي يتخلى عن حدوده الجغرافية قطعة فقطعة. في سياق هذه الفئة يميل البعض إلى ادراج الدولة السورية. ولكننا نرجح بقوة أن تصنيف الدولة السورية دولة فاشلة هو تصنيف خاطئ تماما.
الدولة الفاشلة لا تستطيع مواصلة القيام بأعمالها العادية لأسباب داخلية محضة أو داخلية أساساً. وهذا لا ينطبق على الدولة السورية التي تتعرض لعدوان أجنبي واسع، يشارك فيه الأشقاء من دول الريع وعلى راسهم السعودية، وقطر، والإمارات، اضافة الى دول الجوار العربية والإسلامية مثل الأردن وتركيا. وأخيراً تأتي خدمات "إسرائيل" للثورة السورية التي ما عاد أحد قادراً على إنكارها.
من هنا يبدو لنا أن الدولة السورية بمعنى من المعاني دولة صامدة بشكل اسطوري في وجه هجمة قوية تذكر بالهجمة على فيتنام الشمالية في ستينيات القرن الماضي. ولو كانت الدولة السورية من الدول الفاشلة لانهارت مع أولى الضربات، ولكنها بالعكس تواصل وجودها ويواصل جهازها البيروقراطي وجيشها عملهما على الرغم من أكوام المهمات والأعباء الملقاة على عاتقهما.
في رأينا أن صمود الدولة السورية وحده الذي ما يزال يشكل أملاً لتغيير الواقع العربي إن يكن في مستوى وعي الجمهور وانتسابه للعروبة، أو نهوض الدولة القطرية ذات التوجه الوطني التنموي من جديد، أو حتى حلم وحدة العرب بشكل من الأشكال.
من الصحيح بالطبع أن هناك دولاً في المغرب العربي ما تزال متماسكة مثل المغرب والجزائر –مع شيء من الحيرة فيما يخص المشهد التونسي الذي ما زال متارجحاً- لكنها دول لا تريد هذه الأيام أكثر من "السترة" على حد التعبير الفلسطيني الشائع. أما لبنان فهي لم تكن دولة منذ ولادتها، ولا نحسبها ستكون، اذا كان المقصود سيطرة النظام السياسي على الإقليم والسكان. سوريا هي بوابة العرب الوحيدة في هذه اللحظة على مستقبل يبقي العرب على أجندة التاريخ. إن سقطت الدولة السورية في يد أدوات الاستعمار وكتائب "الجهاد" العميل للمخابرات المختلفة، أو وصلت الى وضع الدولة الفاشلة فإن تداعيات ذلك لن تقتصر على سوريا، وإنما على العراق ومصر وفلسطين ولبنان ودول الريع النفطي ذاتها.
ملحوظة: لم نأت على ذكر فلسطين لعدم وجود دولة بالطبع، وهناك في هذه الحالة "نظام" في غزة بقيادة حماس/الإخوان المسلمين، وآخر في الضفة بقيادة فتح/منظمة التحرير، كلاهما محدود القوة ولا يملك سيطرة فعلية على كيانه خصوصاً في سياق علاقته ب "الجارة إسرائيل". مع ذلك يمكن التفكير في أن كلا النظامين ريعي يعيش على الأعطيات السياسية، وأن كلاهما وظيفي ويخدم سياقاً وظيفياً سياسياً هو الذي يوفر لهما فرص البقاء مع ضعف الإمكانيات الذاتية على نحو كبير.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تفشل الدولة السورية في القضاء على الإرهاب؟
- الطب والمشافي بين الإهمال ونقص المعرفة
- الديمقراطية= حكم الأغنياء عن طريق الهيمنة الناعمة
- تدمير العراق وتفجير محل العجولي
- حزب الله ليس إرهابياً
- أسئلة الامتحانات في المدارس الفلسطينية
- الديمقراطية الأمريكية والدكتاتورية السورية
- الخبز وفوضى السوق ودلال رأس المال
- الاقتصاد السياسي للطقس وكرة القدم
- كوريا الشمالية والسعودية: مقارنة
- فن الحب وعلم الثورة
- أوقفوا تعليم اللغة الإنجليزية
- بحلم يسكن في هافانا ، بفكر انو فرنسا معانا: ما الذي يجري في ...
- قراءة في خلفيات جنون الإرهاب
- -التهجيص- في السياسة والإعلام
- عريقات/نتانياهو وأزمة القيادة
- الخطاب الفلسطيني وتغطية المواجهات
- روسيا تقلب الطاولة على أمريكا ومن يدور في فلكها
- فانتازيا عيد النحر الأمريكي السعودي
- دائرة العنف الفلسطينية


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناجح شاهين - الدول الفاشلة، الدول الريعية، والدول الوظيفية في الوطن العربي