رشاد جبار السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1395 - 2005 / 12 / 10 - 11:27
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
إن معركة الدعاية الانتخابية في العراق حالها حال الأوضاع الأخرى التي عانت وتعاني من التركة الثقيلة التي ورثناها بالإضافة إلى ما ظهر على السطح من طائفية نخرت نسيج المجتمع العراقي.
كلما تقدمنا خطوة جديدة في العملية السياسية, نرى إن المشاعر الطائفية تزداد اشتعالا والعزف على الوتر المذهبي يعلو بصوته بين أبناء الشعب من قبل معظم الأحزاب وبخاصة الدينية منها. وكان المواطن في جميع الخطوات يحث الخطى, ويتحمل الصعاب من اجل الوصول إلى بر الأمان بالوطن العزيز. ألا إن ما كان يراه ضوء في نهاية النفق قد اخذ يخفت, والأمل الموعود الذي بنى عليه أحلامه
قد بدا يتلاشى.
وجاءت القشة التي قصمت ظهر البعير ومن خلال الأحزاب ومعركتها الانتخابية الحالية, أو كما يدعى بحرب الملصقات التي راح ضحيتها العشرات من أبناء شعبنا العزيز. أعضاء حزبيين آم عمال مستأجرين أم حراس يقومون بواجبهم.
كل هذه المراشقات والمناورات التي أودت بحياة البعض من أبناء شعبنا. دفعت المواطن العراقي إلى الوقوف والتفرج على مسرحية تراجيدية, كما يمكن إن يطلق عليها, أم هزلية كما يحلو للبعض منا أن يسميها. وها هو يثبت لجميع الأحزاب حياد يته وعدم انجراره لهذه المهزلة الجديدة والتي أظهرت جميع الأحزاب بدون استثناء على حقيقتها, ومن خلال الشعارات المرفوعة, بأنها غير قادرة على توفير متطلبات المواطن العراقي.
وقف المواطن العراقي ساخرا بجميع الأحزاب وهو يرى الصور تتمزق أمام أعينه, أو تغطى الملصقات بأخرى من قائمة منافسة, وقف وشاهد العراك في التلفزة وفي الإذاعة. سمع الاتهامات المتبادلة, والفضائح المبتذلة. وقف بعيدا هذه المرة وليشاهد معركة جديدة من معارك العراق الجديد والسياسة الجديدة. كان أبطالها الساسة الجدد.
وكما انتهت حلول المشاكل السابقة للعراقيين, أما بالترحيل للكثير من المسائل العالقة, أو المحاصصة, وهي الصفة والحل الغالب لجميع مشاكل العراق والعراقيين. حلت حرب الملصقات أيضا بطريقة المحاصصة, وما نراه واضحا في شوارع بغداد وضواحيها, حيث قسمت المناطق وفق المحاصصة الطائفية وفق ما أسست له الدولة الجديدة ومن ثم الحكومة الحالية. نرى إن المناطق ذات الأغلبية الشيعية في ضواحي بغداد قد ظهرت ملصقات الائتلاف العراقي الموحد دون غيرها من القوائم الأخرى إلا ما ندر من قوائم للمحاباة والمجاملة. وهذا ما حدث بالضبط في ضاحية ألا عظمية, أو غيرها من ضواحي بغداد ذات الأغلبية السنية.
يبدو إن مستقبلنا سيبنى على هذه الشاكلة ففي مشاكلنا اليومية حلول جاهزة وسهلة التطبيق لا تحتاج إلى برامج سياسية ولا حتى سياسيين عباقرة, فمثلا وبناء على سياسة المحاصصة وحلا لازمة المرور الخانقة سيخصص في كل شارع ذو ثلاث ممرات, ممر للشيعة والثاني للسنة والأخير للأكراد.
#رشاد_جبار_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟