الكرد من البندقية الى صندوق الانتخابات

مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1395 - 2005 / 12 / 10 - 12:34
المحور: القضية الكردية
    

عرف الكرد مبكرا ضرورة حمل السلاح للدفاع عن حقوقهم المشروعة ، ولم يتجاهلوا في مسيرة نضالهم الدفاع عن حقوق العراقيين جميعا، ولذلك ربطوا مطالبهم في الفيدرالية ، بالديمقراطية للعراق ايضا وليس لكردستان فحسب. وعلى هذا الاساس ورد في برنامج قائمة التحالف الكردستاني : من اجل بناء عراق جديد قائم على أساس الاتحاد الاختياري والتعددية والديمقراطية .
وقد خاض شعبنا الكردي كفاحا مريرا طوال عقود مضت من اجل الدفاع عن حقه في الحياة اسوة ببقية الشعوب ، وقدم القرابين والشهداء في طريق الحرية ومازال يقدم الشهداء في سبيل تحقيق آماله وطموحاته الكبيرة ، واذا كانت البندقية هي الوسيلة القسرية التي فرضت على شعبنا للدفاع عن حقوقه، فها نحن اليوم امام تحد جديد ، انه صندوق الاقتراع . والسؤال هو كيف يستطيع الكرد الاستفادة من حق التصويت ، وما هي أهمية صوت المواطن الكردي في هذه العملية السياسية.
لاشك ان العملية السياسية الديمقراطية تشمل بالدرجة الاولى حق الفرد في التعبير عن رأيه ومشاركته في اختيار ممثليه في السلطة، وقد اثبت هذا الاسلوب نجاحه ونجاعته وهو الاسلوب الافضل الذي في الامكان اتباعه في الوقت الحاضر. وبهذا الاسلوب الديمقراطي يمكننا تطوير اساليب الحكم التي عايشناها طوال عقود تراوحت بين حكم السلاطين والملوك واخيرا العصابات البعثية، التي حكمت البلاد بطريقة عصابات المافيا، فاصبح العراق شعبا وارضا ملكا صرفا لاسرة متخلفة تلعب بمقدراته حتى اوصلته الى الحضيض ، سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
ان حصول العراق على فرصة تغيير الحكم البعثي المتخلف ، بمساعدة اكبر دولة في العالم والتي ساهمت باسقاط سلطة هذه العصابة بشكل مباشر ، يعد هبة من السماء يجب التعامل معها بكفاءة فائقة ، و لابد ان تتبع هذا السقوط فوضى كبيرة ، وذلك لفقدان السيطرة الدكتاتورية على مفاصل الاجهزة الحكومية التي كانت تعمل بقوة السلاح والترهيب والترغيب والرشاوي المباشرة وغير المباشرة ،ولا ننسى درجة الخراب العظيمة التي تركتها السلطة الحاكمة والتي استعملت كافة الاسلحة ضد الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه واشوره وكلدانه .
لقد اتاح سقوط نظام الطاغية الفرصة امام شعبنا الكردي للحصول على مكاسب هامة ، مثل الاعتراف الدولي باقليم كردستان وقيادته ، التي اجمعت عليها الولايات المتحدة و معظم دول اوربا خلال جولة السيد جلال الطالباني بصفته رئيسا لجمهورية العراق ، والسيد مسعود البرزاني بصفته رئيسا لاقليم كردستان.
وفي خضم عملية التحول الديمقراطي، تبرز اهمية حشد الجماهير امام صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم ودعم العملية السياسية وايصال اكبر عدد من ممثليهم الى مراكز المسؤولية كي يساندوا مطالبهم ويساهموا في تشريع القوانين النافعة للشعب الكردي واقليم كردستان ، والتصدي لاي قانون يتعارض مع التطلعات المشروعة او ينتقص من الحقوق القومية لشعبنا.

#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات