أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبو كيلة - الدولة الفاطمية: التنوع وقبول الآخر















المزيد.....

الدولة الفاطمية: التنوع وقبول الآخر


محفوظ أبو كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدَّوْلَةُ الفَاطِمِيَّةُ المصرية (969 – 1171)،هي إحدى دُولُ الخِلافةُ الإسلاميَّة، والوحيدةُ بينها التي اتخذت من المذهب الشيعي مذهبًا رسميًّا لها. قامت بعد أن نشط الدُعاة الشيعة الإسماعيليّون في دعوة الناس خلال العهد العبَّاسي الثاني فأصابوا بذلك نجاحً في الأقاليم البعيدة عن مركز الحُكم بسبب مُطاردة العبَّاسيين واضطهادهم لهم، في المغرب تمكنوا من استقطاب قبيلة كتامة البربريَّة وأتخذوها حليفة لهم وكونوا جل جيشهم من أبنائها، وأعلنوا قيام الخِلافةِ عام 909من مدينة المهدية بأفريقية "تونس الحالية"، واتخذوها عاصمةً لدولتهم. وشملت مناطق وأقاليم واسعة في شمال أفريقيا ، فامتدَّ نطاقها من موريتانيا غربا إلى حدود مصرشرقا، ولمَّا أحتلوا مصر سنة 969، أسسوا مدينة القاهرة وجعلوها عاصمتهم، فأصبحت مصر المركز الروحيّ والثقافيّ والسياسيّ للدولة، وضمّوا إلى مُمتلكاتهم جزيرة صقلية، والشَّام، والحجاز، فأضحت دولتهم أكبر دولةٍ إسلامية والمُنافس الرئيسيّ للدولة العباسية في بغداد على زعامة الأراضي المُقدَّسة وحكم بلاد المُسلمين.
وقد حذرنا عميد المؤرخين المصريين تقى الدين المقريزى فى كتابه " اتعاظ الحنفا بأخبار الائمة الفاطميين الخلفا " من عملية تزييف التاريخ التي قام بها المؤرخين العرب فى حق الفاطميين بقوله: " ووجد بنو العباس السبيل الى الغض من الفاطميين لما أخذوه مما كان بأيديهم من ممالك ، فقالو إنما هم من أولاد اليهود، وتناولت الألسنة ذلك، فملئوا به كتب الأخبار فتفطن.... رحمك الله، ميز الأخبار كتمييزك الجيد من النقود، ومما يدلك على كثرة الحمل عليهم أن الأخبار الشنيعة، ، لا تكاد تجدها إلا فى كتب المشارقة البغدادية و الشامية ، ونحو هؤلاء. اما كتب المصريين الذين اعتنوا بتدوين أخبارهم فلا تكاد تجد فى شىء منها ذلك البتة. فحكم العقل، واهزم جيش الهوى، وأعط كل ذى حق حقه." وتنفيذا لتوجيهات مؤرخنا الأشهر، سنقتصر فىي هذا المقال على المراجع المصرية والأوروبية. التي أستفاضت في شرح أحوال مصر، التي انهارت بعد وفاة كافور الأخشيدى وتفاقمت الصراعات بن الجند فارتفعت الاسعار و اضحت حالة الناس في منتهى الكرب، وفي هذه الظروف سيرالخليفة الفاطمي المعز الدين الله جيشاً جراراً لغزو مصر بقيادة جوهر الصقلى، فدخل الأسكندرية في منتصف عام 969 بدون معارك او صدامات ، و خرج وفد من اعيان مصر للتفاوض معه، وطلب الامان وعقدت اتفاقيه من ست بنود التزم فيها جوهر بأسم الفاطميين بستة عهود هي: "اعزاز المصريين و حمايتهم – ترميم وإعمار البلاد من جسور وخلجان وخلافه - اصلاح الأحوال الاقتصاديه - كفالة الحريه الدينيه للمصريين واعطائهم الحق في اختيار ديانتهم ومذهبهم - ترميم واعمار دور العبادة و تزيينها و الصرف عليها من بيت المال - تأمين طريق الحج من غارات البدو والغزاة". رحب عموم المصريين بالاتفاقيه، و انقسم العسكر الاخشيديه ولكنهم استسلموا فى اول مواجهه مع جيش جوهر. و بعد تأكيد الاتفاقيه من الخليفة دخل جوهر الصقلى الفسطاط على راس جيشه. ونزل بعساكره فى فى شمال شرق القطائع فى 5 يوليه سنة 969. ووضع اساس العاصمه الفاطميه الجديده التيى سميت بالقاهره.. حكمت الدوله الفاطميه فى مصر نحو قرنين من الزمان، يمكن تقسيمها الي عصرين كل منهما نحو مائة عام، الأول كان عصر قوه و اذدهار فيه امتدت حدود الدوله المصريه من المحيط الاطلسى فى الغرب إلى الفرات بالخليج العربي فى الشرق، و من اقصى الشام فى الشمال، واليمن و بلاد النوبه فى الجنوب، واصبحت امبراطوريه واسعه تشكل اكبر دوله فى الشرق الاوسط بلامنازع. أما العصرالثانى فكان عصر ضعف و تفكك.
وقد نُظمت شئون مصر الداخليه و انتشر الامن و استقرت النظم الاداريه وشاعت الطمأنينة، وساد العدل والمساواه والتسامح الديني، فنمت الزراعه و نهضت الحرف وأنتعشت التجاره الداخليه فقد كان يُفرض على أصحاب الحوانيت أسعار مُحددة للبيع، فإذا غشَّ أحد الباعة عوقب بأن يُطاف به على على حمارٍ في الأسواق ويُجبر على أن يُنادي هو بذنبه، وعُرفت هذه العُقوبة باسم «الجُرصة». وكان الأمنُ سائدًا في أكثر الأحيان. ونشطت الحرف والصناعات، بفضل رواج حركة التجارة بعيدة المدى بسبب الأمان والتجهيزات التي وفرها الفاطميون لطرقها وموانيها.
واذهرت الاداب و العلوم و الفنون، فُشيدت دار الحكمة كجامعة كبيرة يقوم على التدريس فيها عدد كبير من العلماء والمتخصصين في علوم الفلك والجغرافيا والطب والرياضيات واللغة والتاريخ وغيرها من العلوم والفنون. وجُلبت لها الكتب من خزائن القصور، وأجريت الأرزاق على من يدرس ويكتب بها، وتوفر فيها ما يحتاج إليه الدارسون والكتاب من الحبر والأوراق والأقلام. وظلت الدار مفتوحة لعامة الناس إلى أن هدمها قراقوش نائب صلاح الدين وأغرق كتبها في النيل. وبني الجامع الأزهر كمسجد جامع لإقامة الصلاة ولكنه تحول إلى جامعة دينية تعليميه ، وظلت الصفه التعليميه له سائده طول العصر الفاطمى، ولم يقتصر دور الأزهر الفاطمي على نشر المذهب الإسماعيلي، بل ضم حلقات علمية للمذاهب الأخرى، فكانت به خمس عشرة حلقة للمالكية ومثلها للشافعية وثلاث للحنيفة، وكانوا يُشكّلون المصاحف ويُنقّطونها لأول مرة في التاريخ. ولم يقتصر نشر العلوم على المساجد فقط، بل كانت قصور بعض الوزراء كيعقوب بن كلس الذي كان يجمع العلماء يتدارسون ويكتبون الأدب والطب. وألّف ابن كلس كتبًا في تاريخ الأديان واللغات، وبرز في مجال العلوم عددًا من الأسماء كأبن رضوان في الطب والفلك، وابن يونس في الرياضيات والفلك ، وابن الهيثم رائد علم البصريات وابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وعلي بن عيسى الكحال صاحب كتاب تذكرة الكحالين، وابن المقشر وماسويه المارديني وابن بطلان وغيرهم من الأطباء البارزين.
كانت الفوانيس تُنير دور العبادة وتُصنع من الزُجاج المُلوَّن لتُعطي تأثيرًا بهيجًا. كما كانت الفوانيس والقناديل تُضيئ الشوارع الرئيسيَّة المسقوفة، وإلى جانبها البيوت المؤلَّفة من عدَّة طبقات. وانتشرت أماكن الاستجمام وقت الفيضان. وعاود المصريون اقامة الإحتفالات والمهرجانات الفرعونيية والقبطية التى كمنت في وجدانهم "وحرموا من إقامتها منذ دخل الإسلام مصر"، بعد أن ألبسوا بعضها ثوبا إسلاميا وأصبحت جُزءًا لا يتجزّأ من الثقافة المصريَّة، ومازالوا يُحيونها حتى اليوم ولعلَّ أبرزها مواكب الاحتفالات التي كان لها مواعيد محددة من كل عام. كالإحتفال برأس السنة القبطية وعيد شم النسيم وعيد الغطاس ورأس السنة الهجرية ومولد النبي، ، إضافة إلى عاشوراء، ومولد الحُسين والحسن ومولد السيدة فاطمة والسيدة زينب ومولد الإمام علي ، والاحتفال بقافلة الحج، وليالي واحتفالات رمضان التي كانت تضيئها فوانيس رمضان الشهيرة. ويدلل المؤرخون على الحياة الآمنة المرفهة التي عاشها المصريون أبان العهد الفاطمي، بثراء المطبخ المصري وتنوع المأكل والحلوى والشراب خاصة فى شهر رمضان والأعياد والمناسبات.
وساد التسامح الشديد بين سائر المذاهب والديانات من المُسلمين واليهود والأقباط واللاتين والرومٍ والسُريانٍ والموارنة، وتعايشت كافة الطوائف والأعراق والعناصرالمُتنوِّعة، من مصريين وشوام وعرب وبربر وصقالبة وتُرك وأحباش وأرمن وشاركوا في تسسير شؤن الدولة، وتزوج الخلفء من مسيحيات وتولي الخلافة خلفا من امهات مسييحيات

بدأت الدولة الفاطمية في التدهور على أثر المجاعة التي أجتاحت العالم واستمرت فى مصر لمدة 6سنوات من عام 1065 حتى 1071 والمعروفة بالشدة المستنصرية نسبة إلى الخليفة. بعدها كانت الحملة الصليبيَّة الأولى قد بلغت المشرق عام 1096، وأشتعلت المنطقة بالحوب والإضطرابات، ووأطتع المُلوك والأُمراء الإفرنج المُدن والقلاع الشاميَّة الواحدة تلو الأُخرى، وبلغ أحد هؤلاء المُلوك، وهو عمّوري الأوَّل أبواب القاهرة وهددها بالسُقوط. واستمرَّت الدولة الفاطميَّة تُنازع حتّى سنة 1171 عندما استولى صلاح الدين الأيوبي عل حكم مصر وأزال سُلطتهم بعد أن كان قد أنقلب على الخليفة الحادي عشر العاضد لدين الله، آخر الخلفاء الفاطميين.



#محفوظ_أبو_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد بن طولون: حاكم أحبه المصريون
- إبن يونس المصرى
- صلاح الدين الأيوبى ونائبه قراقوش
- الأزهر
- الآثار المترتبة على القواعد الاستيرادية الأخيرة
- مصر التى فى خاطرى
- نوبار باشا: شخصية من مصر
- التقلص السياسى ، والتمدد الثقافى للتيارات الإسلامية
- عمر لطفى: شخصية من مصر
- محمود مختار: شخصية من مصر
- دكتور نجيب محفوظ: شخصية من مصر
- الشيخ الباقورى: شخصية من مصر
- على باشا مبارك: شخصبة من مصر
- العارف بالله، السيد ابراهيم الدسوقى
- سلامة موسى: شخصية من مصر
- الأب أثناسيوس: شخصية من مصر
- بديع خير: شخصية من مصر
- دكتور ثروت عكاشة: شخصية من مصر
- مينا دانيال: شخصية من مصر
- محمود باشا الفلكى: شخصية من مصر


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبو كيلة - الدولة الفاطمية: التنوع وقبول الآخر