شاهر أحمد نصر
الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 13:21
المحور:
الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن
في سبعينات القرن العشرين انتشر وباء انقسام الأحزاب الشيوعية... قلما تجد حزباً شيوعياً لم ينقسم إلى أكثر من فصيل. وكان من عادة قادة تلك الأحزاب اللجوء إلى "الأشقاء الكبار" في موسكو؛ التي لم تكذب قيادتها آنذاك خبراً، فلم تعد أية قيادة إلى بلدها إلاّ وهي مقتنعة تمام الاقتناع بحتمية وضرورة انقسام وتشتت أحزابها.
هكذا وبلمح البصر كان الرفاق يتحولون إلى أعداء، يخوضون، فيما بينهم حروباً همجية جاهلية، تصل في بعض الأحيان إلى حد التصفيات الجسدية في صفوف الأحزاب التي كانت تملك أسلحة... ويشكر كثيرون من أعضاء الأحزاب التي لم تكن تملك سلاحاً الظروف التي حرمت أحزابهم من امتلاك السلاح...
كانت منابر الأحزاب الشيوعية الصحافية والإعلامية، ومازال أغلبها، محرماً على رفاق الأمس الذين كانوا وأصحابها في خندق واحد، ولا يعلم أغلبهم لماذا تفرقوا...
وفي 9/12/2001 سطعت شمس "الحوار المتمدن" لتكلل بنورها الجميع: رفاق الأمس، وأعداء اليوم، وتوحدهم على صفحاتها المفتوحة لجميع القوى والأقلام الوطنية من مختلف المشارب والاتجاهات... مبرهنة لهم سخف خلافاتهم، وأهمية وسهولة تلاقيهم... وتبين أنّ "الحوار المتمدن" أفضل من كثيرين من الأشقاء "الكبار" أو "الصغار"..
في الوقت الذي يتقوقع فيه كل حزب على أنصاره، ويحجب حرية الكلام عن الآخرين، "فتح الحوار" المتمدن قلبه إلى الجميع، فأخذوا يلتقون ويتبادلون الآراء ويتعلمون الديموقراطية والحوار بفضل سعة صدر هذا الموقع والقيمين على إدارته...
لا نقول إن "الحوار المتمدن" وصل إلى صيغة التمام والكمال، لأن الوصول إلى هذه الصيغة يعني النهاية... ونعترف بوجود بعض الهنات والنواقص أحياناً في سلامة اللغة، وأسلوب الحوار... لكن "الحوار المتمدن" يبقى المنبر الديموقراطي الأممي الصادق والمفتوح على الجميع دون استثناء... يلعب دوراً أساسياً في تلاقي وتحاور أفكار الوطنيين الغيورين على مستقبل العالم العربي... وهو يستحق كل الدعم والرعاية، وتستحق إدارته كل التقدير والثناء... وفي هذه المناسبة نتقدم بالتحية والتقدير للأستاذ رزكار عقراوي ومن بادر معهم لافتتاح هذا الموقع، وإلى إدارة "الحوار المتمدن"، وإلى كل رواد هذا الموقع، الذي يؤلف بين القلوب... متمنين أن تبقى هذه القلوب تفيض محبة ودفئاً وإبداعاً.
طرطوس 9/12/2005 شاهر أحمد نصر
#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟