لؤي ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 5176 - 2016 / 5 / 28 - 18:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إذا سألت أي أخ مؤمن مسيحي قائلا : -
هل الإنسان مخير ؟! أم مسير ؟!! ؛
فإنك تجد جوابا منه عن مثل هذا السؤال مختلفا عن شخص آخر من نفس الإيمان ؛ وسواء كان الإثنان من ذات الطائفة ؛ أو من طائفتين مختلفتين ؛
والسبب يعود إلى تخبط البعض من رجال الدين المسيحي في فهم الكثير من نصوص الكتاب المقدس نفسه المرتبطة بإرادة الإله الخالق ؛
وليس فهم البعض الخاطىء يعود مثلا إلى تناقض النصوص في الكتاب المقدس نفسه قدر ما هو استنتاج غير صحيح لتوهم في غير محله ؛ لاعتقاد مثل هذا البعض أن إرادة الشر على سبيل المثال تعارض محبة الإله أو عدله الكلي ؛
وأنها إرادة الشرير سلطان الظلمة ؛
وهنا ندخل في إشكالية خطيرة وهي أن إرادة سلطان الظلمة انتصرت على ارادة سلطان الخير !! - كأنه صراع إله الخير مع إله الشر كما كانت تؤمن وتعتقد امم وشعوب قديمة ! ؛
ولا أعتقد ان مؤمنا يقول بتعدد الآلهة ؛
الإله واحد وإرادته فوق كل إرادة وهو الخالق والمصور لكل شيء ؛
سفر أشعياء إصحاح 45 والعدد 7 :
مصور النور وخالق الظلمة ؛ صانع السلام وخالق الشر ؛ أنا الرب صانع كل هذه ؛
وفي نفس السفر اشعياء اصحاح 14 ومن العدد 24 - 27 :
قد حلف رب الجنود قائلا :
كما قصدت يصير وكما نويت يثبت ؛ هذا هو الماضى به على كل الأرض ؛ وهذه هي اليد الممدودة على كل الأمم؛ فإنه رب الجنود قد قضى فمن يبطل ويده هي الممدودة فمن يردها ؛
وفي سفر أيوب اصحاح 12 والعدد 14 :
هو ذا يهدم فلا يبنى ؛ يغلق على إنسان فلا يفتح ؛
لكن ماذا عن النصوص الكتابية المختلفة كليا مع هذه ؟! ؛
لنأخذ مثلا هذا العدد من ذات سفر اشعياء اصحاح 1 والعدد 19 :
إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الارض ؛ وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لأن فم الرب تكلم ؛
وأيضا
في سفر اشعياء اصحاح 65 والعدد 12 :
فإني أعينكم للسيف وتجثون كلكم الذبح ؛ لأني دعوت فلم تجيبوا ؛ تكلمت فلم تسمعوا ؛ بل عملتم الشر في عيني واخترتم ما لم أسر به ؛
وفي سفر يشوع إصحاح 24 والعدد 15 :
وإن ساء في أعينكم أن تعبدوا الرب اختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون ؛
واتركك مع هذا :
وأن ما يرى من المختارين من صلاح فهو نتيجة الإختيار؛ وليس الإختيار نتيجته !!! ؛
وأيضا :
يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها ؛ كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا !!! هوذا بيتكم يترك لكم خرابا ؛ إنجيل متى اصحاح 23 والعدد37 ؛
فهل إرادة الإنسان مسيرة بمثل هذه الحالة ؟! أم مخيرة ؟!!!! ؛
في الإيمان مثلا !! أو الأفعال والأقوال والسلوك .... إلخ
لكن ماذا عن الصحة والمرض والموت والعرق واللون والجنس والبيئة والنسب ؟!!
وهل يتفق القرآن الكريم مع ما سبق ذكره من نصوص كتابية من الكتاب المقدس ؟ أم يختلف ؟!!!! .
#لؤي_ثابت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟