أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - المسافة بين الجبايش وأسطنبول














المزيد.....

المسافة بين الجبايش وأسطنبول


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5176 - 2016 / 5 / 28 - 18:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




في قراءة الرؤى التأريخية بين مدينة ومحاولة الربط بينهما ، فلا نجد بين أسوار القسطنطينية وسوابيط بيوت القصب في أهوار مدينة الجبايش أي علاقة ، بالرغم أن الفرات القريب من مدينة الجبايش والذي يغذي اهوارها آتٍ من بلاد السلطان ( الاستنبولي ) وأن مراكب المُحتل العثماني طالما ناوشت بمدافعها وخيول سراياها الثوار من قبائل بني أسد في ثوراتهم المتكررة ضد الوالي ( العُصملي).
فيما تبدو الرؤى المشتركة بين لندن والجبايش اقرب الى علاقة الفهم ، لأن المستعمر الانكليزي ارسل الى تلك المناطق جنوده ومستشرقيه سويةً لفهم المكان والاندماج فيه والكتابة عنه .
ظل الفرات القادم من منابعه ( فرات صو ومراد صو ) يغذي الاهوار بفيض الحياة والامان ومواويل الطيور والسمك وقطعان الجواميس في صباح حياة بشر بسطاء وطيبين أسمهم ( المعدان ) ، ومنذ أزل الاساطير الأولى وتلك اللحظات الملحمية والروحية التي بنى فيها كوديا اول معبد للصلاة ، وصنع نوح ( ع ) من قصب المكان الاهواري أول سفينة للنجاة ، وربما تلك المنحة الجميلة من بلاد الاناضول الى بلاد الرافدين كانت وليدة القدر الطبيعي منذ أيام ميزوبوتاميا الأولى ولم يستطعْ أي ملك أو سلطان أن يغير في مجرى النهر وكمية الماء أي شيء ، لكن مع التطور التقني وبناء السدود وهاجس السياسة في جعل حرب المياه واحدة من اخطر الحروب في الحياة المعاصرة ، صارا اولاد صو ( مراد وفرات ) خاضعين للمزايدات والضغوط السياسية من قبل ما سك نقطة المنبع ومرات من قبل الحاكم الذي يصل اليه ماء الفراتين كما في سياسة التجفيف التي مارستها الدولة العراقية على مناطق الاهوار ولم يكن لتركيا وقتها شأن في هذا ، بل كان كما قيل اقتراحا من (حسين كامل ) لغرض الضغط على ثوار مناطق الاهوار ودفعهم الى الهجرة من مناطقهم وحتى يسهل السيطرة على الخيط الحدودي المفتوح بمسافة المياه على طول حدود العراق مع ايران من جهة اهوار الحويزة والاحواز الايرانية.
الأن أسطنبول التي تمسك بعنق الزجاجة اصبح لها مسافة واضحة المعالم والقصد بينها وبين قضاء فقير يفتقد الخدمات ولم يتحقق من احلامه الكثيرة اي شيء ، لنرى قدرية اخرى في التعامل بين المدن دون ان نأخذ بنظر الاعتبار الحجم والدور الحضاري لتلك المدن إذ لامجال للمقارنه بين اهمية وعمران ودور مدينة هائلة مثل أسطنبول ، وبين مدينة صغيرة تغفوا على اديم قرى القصب وقطعان الجواميس ومستنقعات المياه المالحة اسمها الجبايش ، والتي تجاهد بهذه الرئة الصغيرة لتدرج وجودها واسمها واهوارها ضمن لائحة التراث العالمي حتى تضمن لحياتها مسافة من الامل والحياة والتنمية والماء الصالح للشرب.
قياس المسافة بين المدينتين لاتقاس اليوم بنظور رواية ( بين مدينتين ) والتي كتبها قبل اكثر من قرنين الروائي الانكليزي ( شارل ديكنز ) ، لان الجبايش لاتمتلك القدرة حتى بفصيل من الجند لتذهب الى اسطنبول وترغم مؤتمرها المنعقد في 20 يوليو القادم وتجبر المجتمعين على التصويت لصالح درج اهوارها وكل اهوار المدن الجنوبية واثار أور والوركاء ضمن لائحة التراث العالمي ، ولكنها تملك افواجا من الناس الطيبين في شتى مدن العالم من يحولون نبض قلوبهم وتواقيعهم الى ورقة ضغط من اجل أن يهتم المجتمعون بهذا المكان ويعطوه ما كان يستحقه منذ أن تأسست منظمة اليونسكو .
تلك هي رؤى وروح ومعنى المسافة بين مدينتي أسطنبول والجبايش .
مسافة مقدرة بهاجس عطر المدن في تمايلها مع خصر راقصات أغاني أبراهيم طاطليس وأخرى ينتزع العطش من افواه اهلها صدى اجمل مواويل ( داخل حسن وناصر حكيم).
المدن التي تحمل خصوصيتها من خلال ما تحلم وتمنح وتعيش ، ولي أن اتخيل الآن في تلك العلاقة الهيلامية بين اسطنبول والجبايش فيما كان يتخيله الرحالة البندقي ( ماركو بولو ) في وصفه لأهمية المدن واحجامها والتي رأها في طريق رحلته من فلورنسا الى بلاط الخان المغولي ( قبلاي خان ) وهو يرد على اسئلة الامبراطور : كيف رأيت تلك المدن ؟
يرد الرحالة : المدن المتصحرة كئيبة وغرامها الرمل والخيام .والمدن المائية تبدأ رقصها وغرامها من طلوع الشمس وحتى غروبها بساعات.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهوار ونخيل بول بريمر
- الفلوجة والرصافي الذي يكره داعش
- معدان ( صوفيا لورين )
- الكلُ يقول : الأهوار عمتي
- محنة الحُفاة في نيل الجنة
- جماليةُ الحال ، لما بَعدَ المُفتيّْ
- رسالة الى محافظ المثنى
- السماوة مرثية ( سعدي وحسين نعمة )
- لم تعُدْ الخضراء أخت الجنة
- مديح للمندائي عبد الجبار عبد الله
- العراق ومايوهات سواحل أزمير
- أبو عادل ( لينين في جريدة )
- سعاة بريد العقل
- النواب وكافتريا الفيس بوك
- يوم خَطبَ الجَلبيُ من شُرفتِها
- رقصات هنغارية في الناصرية
- في انتظار أيميل البيت الابيض
- أطفال سيد خضير
- البتلو والاشتراكية
- مندائيٌ في كوسوفو


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - المسافة بين الجبايش وأسطنبول