|
علاقة الحوار المتمدن بالمشروع اليساري
عمار ديوب
الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 13:20
المحور:
الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن
الأصدقاء الأعزاء في إدارة الحوار المتمدن أود أن أعبر بداية عن الشكر الكبير لجهودكم المبذولة في إغناء الثقافة الديمقراطية والماركسية والعلمانية في العالم العربي والعالم وعن جهودكم الكبيرة لاغناء ثقافة الحوار المتمدن الأصيلة التي تؤسس لحوار راقٍ بين التيارات الفكرية والسياسية المختلفة . ونرفض كل الطرق السلطوية الاستبدادية في إلغاء الفكر والتعبير والصحافة التي حجبت موقعكم المتميز عن القراء والمساهمين فيه في الأسابيع الأخيرة والاعتذار لعدم تمكني من مساعدتكم مالياً في هذه الأزمة.. أما بخصوص الأسئلة التقييمية عن دور الحوار المتمدن فسوف أبدأ بالإجابة عن السؤال الأول : يعد موقع الحوار المتمدن من أهم الجرائد والمجلات والكتب التي أغنت الثقافة الماركسية والديمقراطية والعلمانية بكثير من المعلومات والإحصاءات والتحليلات المختلفة لقضايا العصر ومشكلاته وكذلك عملت على نشر أصول الفكر الماركسي على اختلافاتها بترجمات جديدة ، ماركس انجلز لينين ترو تسكي وآخرون. ولكنها بقيت قاصرة عن نشر المساهمات العربية في إطار الفكر الماركسي والعلماني وقد نوهنا في مقالات سابقة بضرورة نشر إسهاماتهم ليتحقق الربط بين الحاضر والماضي والتأسيس للمستقبل الأفضل.. بالنسبة للسؤال الثاني: ربما يكون مصدر استقلال الحوار المتمدن عن حزب ما مصدر اغناء معرفي متعدد المستويات وهو ولا شك ضرورة حاسمة في أي عمل سياسي أو مؤسساتي ولكنها _ جريدتكم _ تقع في مطب خطير هو أنها بدلاً من أن تكون مستقلة عن حزب تصبح مفتوحة وبلا حدود لكل أشكال التفكير الإنساني وبنفس السوية ،المادي منه والبرجوازي ،العلمي والليبرالي . وهنا اعتقد من الضرورة التمييز بين الاستقلال المعرفي وهو ضروري كما أشرت وبين الوقوع بالجمع العبثي وغير المنتج لكل أشكال التفكير في سلة واحدة وعلى موقع واحد . هذا يعني أن الحوار المتمدن بتوجهه هذا يخلط بين اليسارية والليبرالية أو الديمقراطية الفعلية وديمقراطية رأسمال ومن هنا اعتقد بضرورة وضع معايير لليسارية والديمقراطية والعلمانية ، تجعل النشر يستوعب كل تيارات الفكر التي تتناسب مع هذه المعايير ومهما كانت درجة اختلافاتها شريطة ربطها بمشروع يساري اجتماعي وليس ربطها بمشروع ليبرالي أو خلط الاثنين ببعضهما ،خاصة وان كل الجرائد أو المواقع أو دور النشر لها سياسة للنشر تتناسب مع توجهات فكرية معينة . وبدون أدنى شك أن الحوار المتمدن استقطب كثير من المقالات والتحليلات التي تمس قضايا حقوق الإنسان والمرأة وغيرها ، وهنا يمكن القول بأن الموقع لا يزال مقصراً في نشر برامج ووثائق منظمات حقوق الإنسان في المنطقة العربية أو نشر وثائق حقوق الإنسان العالمية وملحقاته الاجتماعية والاقتصادية ، وكذلك نشر اعتراضات الدول العربية عليها وأسباب هذا الاعتراض وهي مادة شيقة للحوار والنقد والتثقيف ؟؟ بالنسبة للسؤال الثالث : اعتقد أن الأنظمة العربية لديها سجل غير مشرف على الإطلاق بمسألة الحريات والنشر والتعبير فهي تحصر التفكير والحريات والتعبير بأشخاص محددين ولو كان الأمر لها لأخرست كل صوت حر وما الإجراء الأخير ضدكم إلا جزء من ممارسات طويلة لم تنقطع عنها مطلقاً والمشكلة الكبيرة أن هذه الأنظمة لا تزال تعيش بعقلية القبيلة والطائفة والإقليم ، فقادتها وإيديولوجييها هم الناطقين والعالمين والعارفين بكل شيء ومعرفتهم مقدسة وكلية وبالتالي صحيحة ولا يطالها الخطأ وكل محاولة تفكير أو نقد أو تحليل تتضمن رؤية مخالفة ومستقلة عن سياساتها تعد بمثابة طلقة رصاص عليها ،أو بذور للتفرقة والتشتت واحتمال حدوث تغيير ما ،مما يجعلها تفكر بأن تغييراً ما قد يحدث في أية لحظة وسيطيح بهؤلاء الزعماء المألهين ، وبالتالي هذا الإجراء بالحجب والمنع والإغلاق يعد سيرورة طبيعية لأنظمة ديكتاتورية استبدادية. بالنسبة للسؤال الرابع : إن طرح ملفات متخصصة أمر هام وضروري فهو يقدم رؤية فكرية متعددة المستويات وذات تحليلات مختلفة اعتماداً على مناهج معرفية متباينة وكل هذا يخدم التطور المعرفي والعقلاني والعلماني، الذي يعاني الآن، من تشرذم وتفتت أمام الهجوم الإعلامي الثقافي الامبريالي والأصولي المتحالفان مع إعلام الأنظمة السائدة والتي تعمل مجتمعةً على محاصرة القوى العلمانية والديمقراطية والوطنية .. وبالتالي فتح الملفات أمر هام كملف الإصلاح والديمقراطية أخيراً وربما يمكن فتح ملفات أخرى كالعلمانية والديمقراطية أو الاشتراكية والديمقراطية أو الامبريالية والديمقراطية أو العلمانية والدين أوالدين والسياسة أو الطبقات الاجتماعية والسلطات السياسية أو المشروع الأمريكي والديمقراطية أو الطائفية والديمقراطية أو الطائفية والدين أو العولمة هل هي حركة تؤمن إعادة إنتاج السيطرة الامبريالية على العالم أم هي تؤمن تطور متناسق بين أطراف العالم مراكزه وأطرافه . بالنسبة للسؤال الخامس : ليس لدي تعليق ولكن يمكن الاطلاع عن مواقع عالمية تهتم بهذه القضية أو استشارة أشخاص متخصصين في هذا الإطار . بالنسبة للسؤال السادس : تعتبر الجريدة الإلكترونية مساحة متاحة أمام جميع من يملك أفكار وتحليلات ويريد الإسهام بها ، بل إن الكتاب الجدد يأتون بأفكار مختلفة عن القديمة أو السائدة وبغض النظر عن مدى صوابيتها أو عدم صوابيتها فإن مجرد توفر شروط الكتابة يجعل منها مادة للنشر سيما وأن استمرار نشر الكتاب الأساسيين لمساهماتهم في نفس الموقع يخلق نوع من الحوار الجاد والمتطور والمتمدن والقابل للتفاعل والاغتناء بكل الموضوعات . وهذا يعني أن النشر للكتاب الجدد ضرورة حاسمة لرفد الجريدة بروح وحياة وأصالة مختلفة ويمكن القول أن الجريدة التي لا تستقطب كتاب جدد تدخل في طور التكرار والفشل والإغلاق ومن هنا اعتقد أن الحوار المتمدن لما يتميز به من مواقع داخلية وارتباطات صحفية ومقالات متميزة وحرية في النشر وتعدد في الرؤية فإنها تؤمن لنفسها سر تجددها وسحرها الدائم واستقطاب الكتاب الجدد . ولحرصنا الشديد عليها فإننا سنقدم مجموعة من الملاحظات والمطالب : 1- ضرورة نشر مساهمات الكتاب الماركسيين العرب وغير العرب والديمقراطيين والعلمانيين ولاسيما مهدي عامل وحسين مروة والياس مرقص وياسين الحافظ وجلال صادق العظم وفؤاد مرسي وسمير أمين غيرهم .. 2- تحديد دقيق لسياسة الصحيفة واختياراتها الفكرية والسياسية بما يخدم قضية اليسار العربي والكردي والعالمي و العلمانية وفصل الدين عن الدولة . 3- ضرورة رفض المقالات التي يرد بها عبارات تتضمن السباب والاتهامات غير المسنودة والشتائم والتي لا علاقة لها بالنقد لا من قريب ولا من بعيد وحتى ولو كانت من كتاب معروفين خاصة وأن هذه الجريدة تستقطب تيارات فكرية هامة وأقلام جديرة بالمتابعة ولها سمعتها الدولية والعربية .. 4- تطوير الجزء الخاص بالأخبار ومحاولة تتبع أخبار الحركات العالمية اليسارية والعلمانية في العلم ونضالا تهم عبر خلق شبكة مراسلين في دول العالم ورغم معرفتي بصعوبة هكذا عمل إلا أن محاولة مد هذه الجسور أمر في غاية الأهمية لتعزيم الذات الثورية في العالم من أجل حالة استقطاب واستنهاض جديد يتجاوز أخطاء الاشتراكية المتحققة ويحقق الحلم الإنساني بالعدل والمساواة والحرية ...
#عمار_ديوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاقة المسألة القطرية بالمسألة القومية
-
علاقة الديموقراطية بالوطنية في سوريا
-
أزمات النظام السوري وأخطاء المعارضة الديموقراطية
-
قراءة في كتاب خدعة اليون
-
مأزق النظام السوري أم مأزق الدولة السورية
-
من المستفيد من إعلان دمشق
-
نقد نص رزاق عبود ورثة تقاليد أم نتاج سياسات امبريالية
-
الإسلام وأصول الحكم كتاب لكل مكتبة
-
ما هو دور ميلس في التغيير الديموقراطي السوري
-
جريمة هدى أبو عسلي بين العلمانية والطائفية
-
الزرقاوي مذيعاً للأخبار
-
مخاطر تبني الضغوط الخارجية
-
عماد شيحة في موت مشتهى
-
العلمانية والديموقراطية والمساواة الفعلية
-
مقاربة أولية لافكار برهان غليون بخصوص الليبرالية والديموقراط
...
-
هل من خيار لموريتانيا
-
ديموقراطية عبد الله هوشة أم ليبراليته
-
توصيات المؤتمر التاريخي
-
المعارضة الديموقراطية بين الاخوان ورفعت الاسد
-
اليمين واليسار يمينين
المزيد.....
-
مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا
...
-
100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
-
رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح
...
-
مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في
...
-
-حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي
...
-
-أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور
...
-
رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر
...
-
CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع
...
-
-الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب
...
-
الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد
...
المزيد.....
|