أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - معرفة المشاعر, وتحديدها, من خلال تصنيف متدرج للعلاقات الاجتماعية















المزيد.....

معرفة المشاعر, وتحديدها, من خلال تصنيف متدرج للعلاقات الاجتماعية


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5176 - 2016 / 5 / 28 - 12:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مشكلتنا مع المشاعر عموما, والمشاعر الرقيقة والحب خصوصا, أن درجة الاهتمام الثقافي الفعلي بها منخفضة ومتدنية للغاية!
والمفارقة أن المتوقع والمنتظر عموما ومن مختلف العلاقات_ أن تمنح وتحقق وتنتج....درجات عليا من الرضا والشغف والسرور والأمان أيضا, وبحدود ضخمة وغير واقعية....تقارب الاستحالة.
تتوقع الأم_ والأب من الأولاد أضعاف ما يقدمونه من الاحترام والحب الفعليين (يتوقعان ما يقارب العبادة), وفي كل موقف ولحظة. وبنفس الحركة وبالتزامن يقدمان لأولادهما غالبا الاهتمام المنخفض وبالحدود الدنيا عموما....(على مستوى الأداء_ وقد يكون مرتفعا بالفعل على مستوى الجهد والشعور والرغبات).
الاهتمام والاستماع الفعلي_ العاطفي والمتفهم والداعم, هو سلوك نادر في التعامل اليومي والاعتيادي.
بتعبير آخر, يتعامل الرجال والنساء عادة وفي أغلب الأوقات, مع أقاربهم وجيرانهم وضيوفهم باحترام مضاعف لتعاملهم اليومي والمعتاد مع أولادهم. ويتوقعون_ المفارقة_ من أولادهم ما يفوق الاحترام العادي والاجتماعي بدرجات وأضعاف, وهذه المفارقة المأساوية (وتبدو من الخارج مضحكة بالفعل) تتعزز وتتعمم في المجتمع الحديث....وهي مصدر ومولد مستمر لمشاعر الاحباط والخيبة.
نفس الشيئ يتكرر _ لكن بشكل معكوس_ في العلاقة من جانب توقعات الأبناء ومشاعرهم مع ذويهم.... وكل ذلك يجري خلف ستار دخاني من المجاملات المبتذلة في حضور الغرباء خصوصا.
( التوقعات فوق السقف_ لكن السلوك والمشاعر المرافقة دون العتبة....غيظ واسياء بمختلف التعبيرات)
* * *
الحب ليس مهما في ثقافتنا ونظمنا الاجتماعية_ الأخلاقية المختلفة, والنتيجة ندرته في حياتنا الفعلية.
أكثر من ذلك بكثير.
ثقافتنا العامة والمشتركة الفكرية, الأخلاقية, الدينية, السياسية, بغالبيتها المطلقة.....هي ثقافة تسلط وثأر وانتقام وجهل وخداع,...وإن وجدت بعض التعيبيرات الهامشية للحب والمعرفة والتسامح والاحترام, تبقى تبقى ظواهر فردية ومعزولة, وشاذة....
سرعان ما تخفت وتنطفئ_ في موجة لا مبالاة عامة وشاملة, ومعدنية
* * *
الحب السلبي يسود الحياة الفردية والاجتماعية, علامته ومعياره حالة التذبذب المستمرة بين الغضب والصراع أو الضجر والسأم خلال العمر المهدور بغالبيته.
عبر تجربتي الشخصية الثقافية _السلوكية خبرت هذا المعيار (التصنيف) الخماسي.... في مختلف العلاقات الاجتماعية التي عايشتها
1_علاقات الحب, علامتها ومعيارها 1 مقابل واحد. تكون فيها غالبا وفي الحالة الاعتيادية, درجة الاهتمام بالشريك (من الجانبين), تتكافئ مع درجة الاهتمام الذاتي والأناني.
معادلتها: 1+1 يساوي أكثر من عشرة آلاف
علاقات الحب ليست مقتصرة على العلاقات العاطفية (الجنسية والرومانسية).
معضلة الحب؟!
غير منطقي اختزال الحب في الجنس. ومن جانب مقابل يتعذر فصل الحب عن الجنس بالفعل.... الطاقة الجنسية أو الدافع بأشكاله ومستوياته المتعددة: التفريغ, والكبت, والتصعيد.... تلون مختلف العلاقات الاجتماعية (ولو بدرجات ونسب متفاوتة)
2_علاقات السقف...معادلتها 1 مقابل عشرة.
حالة التمركز الذاتي البسيط_ الاهتمام بالنفس عشرة أضعاف الاهتمام بالآخر (الشريك ’ والقريب). تشرحها حالة الرغبة الملهوفة , المصطنعة والمتولدة عبر المثيرات المتجددة لخلق حاجات ( واهواء) غير ضرورية ولا عقلانية... بالحصول على جودة عليا مقابل تكلفة صغرى. بهذا المستوى من العلاقات تحدث المساومات والحلول الوسطى, بصورة متوازنة عموما. معادلتها: 1+1 يساوي أكثر من 1 وأقل من 2.
3_ علاقات العتبة.... معادلتها 1 مقابل مئة.
الاهتمام بالنفس يبلغ مئة ضعف من درجات الاهتمام بالشريك (الابن أو الزوج أو الأخ....). معادلتها 1+1= أقل من واحد.
تحت هذا المستوى يتعذر العطاء, واي شكل من النشاط الحر والمجاني_ او التطوعي والابداعي, تكون الشخصية بالفعل قد نكصت وتراجعت, إلى مستوى سابق وأدنى في سلم التطور الشخصي أيضا (عادات فكرية أو سلوكية). مع أنها تبقى في المجال المنطقي والمسموح به اجتماعيا.
4_ علاقات الحاجة.
بعد هذا المستوى وما دونه, يقتصر دور الآخر (من قبل الأنا المتورمة) على كونه مجرد أداة أو موضوع للرغبة. وتتحدد العواطف ودرجات الاحترام أو الاعتداء والصراع تبعا للأهواء والمزاج الشخصي المتقلب. ينعدم المستقبل والماضي أيضا بهذا المستوى من العلاقات, وينحصر العيش والنشاط بمجمله في التبادل العيني واللحظي_ مع الاستعداد الدائم للصراع أو الهرب أو الكذب (دورة الانكار). والعلاقة يتحدد استمراها أو تفككها وتدميرها عبر متغيرات البيئة الخارجية مع تقلبات المزاج. وليس بمقدور الشريك فعل شيئ_ مع شريك انحدرت عاداته أو طباعه أو معتقداته إلى مستوى علاقات الحاجة العابرة. لكن في هذا المستوى أيضا توجد إمكانية التغيير الذاتي والعودة إلى علاقات الاحترام المتبادل_ إذا ما توافرت العوامل المساعدة المناسبة بالفعل, وقد خبرت هذا المستوى المنخفض طويلا....طويلا
5_علاقات الخوف....
الحضيض وإنفلات الغرائز البدائية و الأهواء الأولية. بعد هذا المستوى_ تنحدر الشخصية إلى موقع الضحية بالفعل, بمعزل عن شروطها الموضوعية.
وتبرز الحاجة المباشرة إلى العون الخارجي والعلاج بكافة مستوياته... لا أحد يستطيع الخروج من دائرة الخوف بمفرده. لا أحد. ذلك الدرس الجوهري للتحليل النفسي عبر تياراته المختلفة.
* * *
غالبية العلاقات الاجتماعية تدور بين العتبة والسقف.
نادرة هي علاقات الحب دوما.
ونادرة أيضا علاقات الخوف العارية_ تتضاعف مع المآسي والحروب وبقية الظروف القاسية والقهرية والمفاجئة.
يوجد اتفاق (قديم وموروث ومتجدد) بين مختلف الثقافات والمذاهب الانسانية الكبرى بمضمونه وتوجهه الأساسي_ أو هي خبرة تفيد بأن كل مشكلة تعترض الانسان (الفرد أو المجتمع) تحمل إمكانية مزدوجة...هي من جهة فرصة لأن يرتفع بدرجة التطور والوعي النظري _ الأخلاقي...من خلال معالجتها بحكمة ومسؤولية أو...بالمقابل (نفس نسبة الامكانية والاحتمال النظري) لأن ينكص ويتراجع إلى خبرة سابقة أدنى من وضعه ومستواه اليوم والآن_هنا
* * *
إشارة
هذا التقسيم والتصنيف نظري وافتراضي, بينما التشبيه الأقرب لتمثيل الخبرة كأس ماء....ومستوياته الثنائية, أو الخماسية, أو....المئوية_ بين القاع والسطح. كما ان الوضع الانساني متغير ومتحرك على الدوام, ولا ثبات غير الموت.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقت والزمان_ الفراغ الوجودي مشكلتنا
- اللوحة الزائفة....تلامس الذروة والقاع
- العلاقات بين العتبة والسقف_نسبة 3و7 من عشرة بالأدوار والأداء
- تغيير التفكير_ استبدال الفكرة الثابتة بالتفكير الحر؟
- انتكاسة الادمان_ أو رفع عتبة التوتر والقلق
- إطفاء الادمان_ تحويل عادة التدخين من عادة سيئة إلى عادة جديد ...
- (حب النفس وحب الآخر_ حالة تناقض أم تكامل؟
- (1_...) حب النفس وحب الانسان _حالة تناقض أم تكامل؟
- (3_3) موقف الحب_ الخوف.....-الحاجة إلى عدو-
- (2_3) موقف الحب_الخوف...
- (1_3)موقف الخوف_الحب, الشهيق_الزفير.....حركة دورية متكررة
- غلطة الشاطر بألف
- باراك أوباما يفوز بجائزة نوبل للسلام_...مناصفة؟!
- (2_2) النزوة العاطفية والحب الحقيقي_ تشابه ام تناقض؟
- (1_2) النزوة العاطفية والحب الحقيقي_ تناقض أم تشابه؟
- التأويل والتفسير- ذوق وفن ....وعلم أيضا
- التفكير علم وفن....المعنى, والمنطق, والزمن_ تدفق الحاضر في ا ...
- العنوسة....والبرودة العاطفية _الجنسية(العجز عن الحب أخيرا)
- التفكير علم وفن ....وذوق أيضا (1_...)
- الحقيقة النفسية والمعنى...,الطاقة النفسية,...الشخصية,...التك ...


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - معرفة المشاعر, وتحديدها, من خلال تصنيف متدرج للعلاقات الاجتماعية