|
كوردستان الجنوبية الى اين ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5174 - 2016 / 5 / 26 - 11:47
المحور:
القضية الكردية
سؤال عادي يساله كل منا في اية لحظة، و لكن ما تشهده كوردستان بشكل عام و كوردستان الجنوبية بشكل خاص يدعو الى التامل و التمحص قليلا كي نعلم بصعوبة ظاهر و ليس مكنون ما نراه غدا، و ما نصل اليه في ظل التعقيدات التي تشهده هذه المنطقة في الشرق الاوسط و العراق بشكل خاص، لما له علاقة مصيرية بما يجري في كوردستان، و يتاثران بالبعض بشكل مباشر لما هما فيه من القلاقل و عدم التراخي و حرب داعش المهيمن مع الخلافات الداخلية الكبيرة بين الجهات العراقية مع بعضها من جهة و الجهات الكوردية ايضا مع بعضها و بين الجهات العربية و الكوردية العراقية التي تشارك في البرلمان العراقي بمقتضيات المستحقات الانتخابية من جهة اخرى، و ليس وفق اقتناع الطرفين او الاعتبار لما يجب ان يكونا فيه لتطبيق الدستور كما هو الظاهر فقط، و ايضا فيظل ما يجري في كوردستان من الاحداث الخطرة التي تفرز منها في هذه اللحظات السلبيات المؤثرة على مصير الناس اكثر من اي شيء اخر . ان تركنا ما يجري بين اقليم كوردستان و العراق جانبا لفرصة اخرى يمكن التحدث عنها، و ناتي الى داخل ما نحن فيه، فان الوضع الداخلي الكوردستاني في حال لم تشهدها في اية مرحلة سابقة ما بعد انتفاضة اذار و حتى اثناء الحرب الاهلية الداخلية بين الحزبين الرئيسين المتنفذين المسيطرين على زمام الامور منذ عقدين و نيف، رغم اختلاف موازين القوى و سيطرة الديموقراطي الكوردستان على السلطة، على الرغم من عدم تفوقه الجماهيري و الشعبي بل لالتفافه حول الديموقراطية مستغلا الكوتا و الترغيب و العنف و القانون الانتخابي و ما يفعله اثناء الانتخابات من التزيف المشين في وضح النهار منذال دورات الانتخابية المتتالية . و هذا لا يعني ان الجهات الاخرى بريئة، بل ربما اقل شراسة و عدوانية و تاثيرا على مصير الشعب من الديموقراطي الكوردستاني . ان جئنا من الاخير، فان الديموقراطي اتبع طريقة متخلفة لنزع الخلاف بينه و بين حركة التغيي،ر ليس لشيء و انما لانها فقط ارادت ان يكون النظام برلماني و يُنتخب رئيس الاقليم من البرلمان، و يمكن تطبيق تداول السلطة لتثبيت اركان الديموقراطية المنشودة، اي كل ما ارادته لم تكن فقط لصالح شخص واحد و ان لم يكن حتى ضده، بل يمكن ان نقول انه في النهاية يقع لصالحه ايضا، هذا في المقابل من مصلحة جميع الشعب الكوردستاني قاطبة و من ضمنهم عائلة البرزاني وحزبه و مستقبل الاجيال جميعا . فهل هذا من حق ان يرفض شيء ما يهم الجميع عداه، و به ارتفعت منحني الخلافات و وصلت الحال الى منع رئيس البرلمان الكوردستاني من قبل قوات امن البرزاني من وصول البرملن و طرد بقرار منه شخصيا الوزارات و نفذها ابن اخيه خانعا مخضوعا دون ان ينبس ببنت شفة . و حدث ما لم يكن بالحسبان ان يقدم من يعرّف نفسه بمهموم قضايا الامة الكوردية الى هذه الخطوة الكارثية البعيدة عن بدايات الحياة الديموقراطية و احترام القانون . و كشف بذلك زيف ادعائاته باحترام الديموقراطية، و كل ما يتزايد عليه من الحياة الحرة الامنة لا يسواي عنده لحظة تمتعه بلذة السلطة، و هذا من بؤس الشعب الكوردي الذي عانى من هذه الصفة في الدكتاتور العراقي و اليوم يعانيه من الشخص الاول في سلطته الذاتية، و يبدو ان الشرق الاوسط لا تخلو من هذه الشخصيات التي خلفها لنا التاريخ المظلم . دخل الوضع في متاهة يصعب الخروج منها بعد ان اقترب الاتحاد الوطني الكوردستاني و حركة التغيير في اتفاق سياسي او ائتلاف على غير ما كان يتوقعه الديموقراطي الكوردستان و احس بانه اصبح في زاوية لا يمكنه ان ينفلت منها الا في المراوغة و الابقاء الوضع على ماهو عليه لحين الانتخابات المقبلة و لا يمكن توقع ما يحدث عنها في ظل التوترات المسيطرة على الواقع، على ارغم من ان الاتفاق عادي و كل ما فيه لا يرضي البرزاني لانه يؤكد على انتخاب رئيس الاقليم من البرلمان و النظام في كوردستان برلماني على غير توقعه . و نشهد منذ مدة ما يحصل و يخرج البرزاني كل يوم بمزايدة واضحة ليغطي بها فشله في الحكم و تراجع الواقع الكوردستاني حتى عن ما كان عليه في السنين القليلة الماضية، يخرج بادعاء الاستفتاء و استقلال كوردستان ليس الا مراوغة سياسية تكتيكية يراد بها الخروج من العقدة و الفشل الذي وقع فيه و يغامر على حساب الشعب عسى و لعل ان ينقذ نفسه، و ربما يستفيد من الظروف الموضوعية المؤآتية لنيل ما يريد فقط، وهو ان يسجل به مجدا شخصيا له ليس الا، من دون ان ينتظر ما يُفرز من الخطوة و المغامرة و كيف ينعكس في ظل عدم تهيؤ الوضع داخليا من اية ناحية و خاصة في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة التي تلف حول عنقه وهي مؤثرة على حياة الشعب و في كل مفاصل حياة الناس و السلطة ايضا . لا يمكن لاي سياسي و مراقب محنك ان يتصور ما نصل اليه مهما كان ذكائه يدعمه في قراءة ما يجري وفق الماضي و ما موجود من العقليات الحاكمة من جهة او اللواعيب المنفردة على الساحة السياسية التي يقل عددهم عن عدد اصابع اليد، موزعين على حلقات متنفذة في الحزبين، و عليه لا يمكن تصور ما يمكن ان يخطونه نتيجة عدم معرفة مسار عملهم و نظرتهم و كل ما يقدمون عليه ليس ما يهم الوضع العام و الشعب و انما من منظور المصالح الخاصة القحة بهم فقط . و عليه يمكن ان نتصور شيئا وياتي العكس تماما، و هذا ما ينطبق عليه ان نقول اننا ننتظر القدر الاتي من هؤلاء الجهابذة!! الجاثمين على صدور الشعب الكوردستاني، و عليه لا نعرف اننا نسير الى اين و ما هي وجهتنا السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و حتى الثقافية .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اين آر تي، قناة ناطقة باللغة العربية على حساب الشعب الكوردي
-
هل تستغل تنظيمات البعث التيار الصدري ؟
-
هذا هو الحل ام الشعب العراقي سائر نحو المجهول ؟
-
امريكا تستغني عن ايران و دول الخليج ؟
-
ما الموقف الكوردي المثالي من ازمة العراق الحالية ؟
-
لماذا التكنوقراط المستقل ؟
-
هل ينجح العبادي في مهامه ؟
-
مصدر التعصب من الثقافة الذاتية و العقل الجمعي
-
هل حقق بوتين اهدافه و انسحب من سوريا ؟
-
السعودية تتخبط في تعاملها مع قضايا المنطقة
-
ثلاثون عاما في الهباء -3-
-
مَن يتمكن مِن وقف اطلاق النار يمكنه وقف الحرب
-
ماذا تقصد امريكا من التهويل حول سد الموصل ؟
-
ثلاثون عاما في الهباء -2 –
-
ماذا حصل لاردوغان ؟
-
ثلاثون عاما في الهباء
-
هل حان الوقت لحل اللغز في المنطقة ؟
-
هل يقع استبعاد مسلم عن مؤتمر جنيف لصالح الكورد
-
لم يستمر زمن القطب الواحد كثيرا ؟
-
نعم الشعب الكوردي ضحية قادته
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|