|
أحاديث النكدى أبو وش عكر .
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5173 - 2016 / 5 / 25 - 09:33
المحور:
المجتمع المدني
أكتب في الفيس بوك بإنتظام .. قبل 25 يناير 2011 .. لم أتوقف يوما .. و لدى أكثر من خمسمائة صديق ..بعض منهم كان متحمسا في فترات متفاوته للحوار معي و مع باقي الزملاء .. و البعض أثر عدم المناقشة و لكن قام بمتابعة الانشطة .. و البعض أطل علي صفحتي لعدد محدود من المرات ثم شغلته أمور أخرى فذهب ولم يعد في الايام الاخيرة .. وجدت أن عدد الاصدقاء يتقلص و مرورهم يقل فيما يشبه المقاطعة .. بسبب إختلافات في وجهات النظر .. خصوصا هؤلاء المرحبون بالحياة في أمل .. الذين ((يرون زهورا تنبت في مقالب القمامة )) التي تحيطنا من كل جانب .. او شديد الاحباط الذى ((يرى الشوك في الورود و يعمي أن يرى فوقها الندى إكليلا )). لذلك فإنني أطمح لتكوين صالون( محدود الرواد ) للحوار كالذى كان يقيمه أساتذتنا في أيام الامل ( سلامة موسي ، طه حسين ، العقاد ، نجيب محفوظ) او ما كنا نقيمه في (اتياية القاهرة ) كل يوم ثلاثاء ..نتحدث فيه دون( تفاؤل او تشاؤم ) ولكن بمنطق و عقل عن ما يدور حولنا .. وليكن عددنا عشرة( في الغالب من المسنين) .. قد يزيدوا الي عشرين .. بتطعيمهم ببعض من الشباب الذين يهمهم معرفة و مناقشة واقع الحال . هذا الحوار لا يبغي أى تغيير في الواقع .. و لا أى أهداف تنويرية او دعائية ..أو أى مناشدات للمسئولين .. أو إذاعة أخبار ..أو نقد للاحداث..أو تطبيل لاشخاص ..ولا له أى أهمية ..إنه (طق حنك ) (أحاديث نكدية )( ثرثرات عواجيز الفرح )(ناس ملقوش في الورد عيب فقالوا أحمر الخدين ). وعلي من لا يعجبه هذا الاقتراب أن يلغي عضويته لهذه الصفحة النكدية .. ويتوقف عن الحوار مع هذا الشخص العكر اللي هو أنا. إستعنا علي الشقي بالله ، افتتاحية النكد. (1) نحن نتصرف في بلدنا كما لو كنا عائلة( ضاربة) تعيش في منزل أيل للسقوط .. و عمالين نزوقة .. إيشي بعناقد كهرباء .. و خيم مزركشة و أبسطة حمراء وزرقاء و قريبا برتقالية او مشمشي .. و ميكريفونات بتذيع أغاني هابطة يسمعها الجيران (لسابع جار ) و علي الباب فرقة موسيقات عسكرية ..تعزف بأصوات عالية فلا نسمع طقطقة عروق الخشب في السقف .. ولا أنين الحوائط من أثقال الخلق اللي في الادوار متكدسين في الحجرات .. و لا إهتزاز السلالم التي تنبيء بسقوط مدوى .. ولا باصوات( الديانة) اللي واقفين علي الباب منتظرين أخذ الاقساط .. و لا صياح الشحاتين اللي متجمعين في الحوش الخلفي منتظرين لقمة و شوية رز و حته لحمة من ندر التكية جرى إيه للخلق .. يبدوا أننا أصبحنا صم بكم لا يفقهون ..مش حاسين بالمصيبة اللي هم فيها ..أعوذ باللة من السفه. .أحاديث النكدى أبو وش عكر ( (2 في بلدنا كما قال نزار قباني (( لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلي)) لدينا تلفزيون و سينما وطائرات و بواخر و سيارات و تليفونات و إنترنيت .. و مباني .. و محطات توليد كهرباء و محطات معالجة صرف صحي وتنقية مياة الشرب .. و شوارع و كبارى .. ونلبس ملابس علي الموضة .. وعندنا مطافيء وإسعاف و شرطة و محاكم .. ولكن .. كلها تدار وتصان بروح جاهلية ..و خبرة متواضعة و إهمال يصل إلي درجة التدمير .. وعداء لكل ما هو جديد أو متطور يفرغة من مميزاته. سائق الميكروباص يقودة كما لو كان فارس علي حصان يجرى في الصحراء..و ميكانيكي الصيانة واخدها بالفهلوة ((وهكذا وجدنا من سبقونا يعملون)).. و من لا وظيفة له يعمل في المعمار و يصبح بناء او فورمجي أو مبيض محارة .. أو لاصق سيراميك و قيشاني .. فتخرج لنا مباني منحطة المظهر خطرة .. لا تؤدى الهدف منها. في وزارة الاسكان الخرابة (منذ تولاها خالد الذكر عثمان أحمد عثمان ) يطرد مسئوليها الخبراء و يحلوا محلهم صنائعهم من أصحاب الفتاكة الاقرب للصنايعية .. فيقومون بما يقوم به كل صنايعية مصر .. أى إعادة تصميم المعدات مدعين أن الخواجات قد بالغوا في الاحتياطات و هم في رأيهم مش فاهمين طبيعة الحياة في بلدنا وزارة الاسكان تحولت علي يد وزراء من السماسرة الي وزارة المضاربة باسعار الاراضى و الوحدات والي مصدر رئيسي لجمع المدخرات .. و التكسب من الوظائف والارتفاع الجنوني لاسعار السوق ليرتفع سعر بيع المتر المسطح من 50 جنية الي 5000 جنية وتعرض وحدات سكنية بمليونين و ثلاثة وتجد من يشتريها و هو أمر مستمر بكثافة حتي الان لم يتخل عنه الشاطر او السيسي .. علي الجانب الاخر تفشل مشاريع الوزارة المتصلة بالمرافق .. و تضيع المليارات وينخفض مستوى الخدمة و نوعيتها و نعاني من عجز مستمر في الامداد بالمياة النظيفة و التخلص منها بعد الاستخدام .. فكل الميزانيات تم توجيهها لصالح أصحاب النصيب الذين أصبحوا مليارديرات وهكذا مياة النيل أصبحت تعاني من تلوث غير مسبوق لدرجة نفوق الاسماك و طفوها علي السطح..لان كل محطات معالجة مياة الصرف الصحي من اصغر واحدة إلي أكبر محطة ،بعد أن ينهي الخواجات إنشاءها و تشغيلها .. يتم تسليمها للمصريين .. و خلال عقد من الزمن (او أقل ) تتحول الي..ما يسمي (باى باس ) فالسادة المشغلون يفشلون في فهم القواعد التي علي أساسها تم تصميم( البروسس ) ، فيجعلون المياة تدخلها من الشمال .. و تخرج من اليمين دون تعديل في خصائصها إلا قليلا ما دامت في النهاية ستلقي في النيل. يتكرر هذا الاهمال و هذه المضاربات وفوضي التكسب من الوظيفة ( منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي) في محطات توليد الكهرباء و تنقية مياة الشرب و السكة الحديد و الترسانة و التليفونات و يصبح امرا مستمرا بل قد يجرى هذا مستقبلا علي محطة الضبعة النووية و في كل مجال يتواجد فية مهندس و أسطي يرى أن ما سيحدث سوف يحدث لانه مقدر و مكتوب في السماء. فهل نجت شركة مصر للطيران من هذه التقاليد المتأصلة في المدير و المهندس و الملاحظ و العامل المصرى .. أى كونهم يقومون (بكروته) الصيانة و بعمل تعديلات علي أساليب العمل بطريقة (مشي حالك و كبر مخك ) و يقبلون من الصنايعية تغييرات قد تؤدى الي سقوط الطائرة في اليم. بصراحة .. لا أستبعد هذا .. نحن نتعامل مع التكنولوجيا الحديثة بمنطق الاسطي سعدون الميكانيكي في درب شكمبة و إلا ما واجهنا كل هذا الكم من الكوارث و الحرائق و الفاقد و المعدات المدمرة نتيجة الاهمال و التي سيرعبكم حجمها لو أنكم زرتم مخازن السكة الحديد او الترسانة البحرية أو المطابع الاميرية أو مصنع الحديد و الصلب بحلوان أو مجمع الالمونيوم بالصعيد اوبعد عقدين محطة الضبعه النووية. علي فكرة الجيش مش أفضل كثيرا .. فتلبيس طاقية (ده لده) .. إتعلمناها هناك مع تعبير (الجيش قالك إتصرف )
أحاديث النكدى أبو وش عكر (3) ((936 مليار إنفاق في حين أن الايرادات 631 مليار فقط )) مع عجز يوازى 50% من الايرادات هذه هي موازنة الحكومة لدولة فقيرة و بالبلي .. تعيش بالدين .. وطبع اوراق النقد ..من الذى يحدد فيها اولويات الانفاق و إقامة مشاريع ملهاش لازمة وتجاهل أماكن أخرى حالها يغم عندما تترك طريق القاهرة بلبيس .. و تتجه يمينا إلي مدينة السلام تبدأ المعاناة .. طريق أسفلتي .. خربته أجهزة الحكومة ..( مياة مجارى كهرباء تليفونات ) .. بين حفرة و أخرى يوجد مطب أو نتوء أو بحيرة مياة راكدة .. بحيث يتقافز الجالس في السيارة(كما لو كان يمارس لعبة الروديو ) علي ظهر ثور جامح يريد أن يطرح من يعتليه أرضا. الطريق مزدوج يفصل ناحيتية سلسلة من أعمدة إنارة الشوارع المدمرة.. لكن سائقي الميكروباصات و سيارات النقل العام و التكاتك جعلوا من كل مسار طريقا مزدوجا يسير فية الذاهب و الغادى في نفس الوقت. علي جانبي الشارع حاويات القمامة .. ممتلئة .. وحولها هالة .. من أكياس البلاستيك متعددة الالوان تننتظر دورها للولوج إلي داخلها تسعد القطط و الكلاب بالعبث فيها فإذا ما وصلت لنهاية الطريق و إنحرفت يمينا فستجد أضخم مقلب نفايات يمكن تصورة .. و بحيرات من المجارى الطافحة .. و مساكن شعبية أقامتها الحكومة غاية من القبح و الابتذال و جعلها أصحابها بدون ملامح من كثرة التعديلات و التشويهات و الاضافات عندما تمر في هذه المنطقة (السيرك ) فأول ما سيخطر علي بالك أين البلدية أين الحي أين المحافظة أين الحكومة التي تنشيء مئات الوحدات السكنية في الصحارى .. و تترك هذه المنطقة البشعة في(سلام ) كأنها مش بتاعتنا في الحقيقة الحكومة هي اللي مش بتاعتنا .. إنها تخطط و تنفذ .. و تلعب في واد (محققة أحلام رومانتيكية عن مصر التي في خاطره) .. و المصريون في واد أخر يكافحون من أجل نقطة مياة أو كسرة خبز سيادة الرئيس وعد وأمر وقرر أن يطور العشوائيات خلال سنتين .. عظيم .. حاولت أن أتصور الزمن الذى سيستغرقة رفع هذه النفايات .. و تحويلها إلي حديقة خضراء ممتدة فوجدت أنه لو إستخدمنا معدات شركات المقاولات المصرية مجتمعة فلن تكون قادرة علي رفع مخلفات مدينة السلام ( التي تغطي أربعة كيلومترات مربعة أمام محطة البركة لتنقية مياة الصرف الصحي) في أقل من خمس سنوات .. شيء رهيب هنا في هذه المباءة يعيش شباب وشابات و كهول و أطفال ورجال و نساء من كل لون سافرات و محجبات و متسربلات و أكفان سوداء متحركة .. و الكل إعتاد القذارة .. و مخالفات المرور و السير عكس الاتجاة .. وتعايش مع الذباب الكثيف و أكوام القمامة و الروائح الكريهه القادمة مع عربات تحميل الحمأة من مشاون محطات هيئة الصرف الصحي بالمنطقة . في يوم من الايام .. قام الجيش بعمل مديرية التحرير .. و فشلت .. و في يوم قاموا بعمل حدوتة حول منطقة توشكي و فشلت .. وفي يوم قرر السادات عمل عاصمة جديدة و فشلت .. وفي يوم أنشأوا قرى سياحية علي الساحل الشمالي .. وفشلت .. يا ربي ، ترعة السلام ، زراعة غرب سيناء وتنمية جنوبها .. كلها مشاريع تصور أصحابها أنها ستنقذ مصر .. فلم تنقذ إلا عشرات من الذين أصبحوا أصحاب المليارات و إسألوا حسين باشا سالم في راى أن الاسمنت و الحديد و الجهد الذى يبذل في إنشاء مدن جديدة و شق طرق حديثة غير مفيدة ولن تستخدم أوأنفاق تحت القناة ليس لها دور .. كلها مشاريع غير مدروس جدواها الاقتصادية .. و ستذهب الديون المقترضة بسببها (التي تتراكم علي كاهل المصريين) إلي بنوك سويسرا .. في حقائب ..علي طائرات خاصة. هل قرات سيادتك إتفاقية القرض الروسي لانشاء محطة الضبعه النووية و شروطه الجزائية التي سيدفعها أولاد حضرتك ؟؟. طيب أعيد قراءة أرقام الموازنة التي بدأت بها حديث النكد لو سمحت. أحاديث النكدى أبو وش عكر(4 ) منذ زمن ((تشترى ساعة بكاتينة .. من غير عقارب و لا مينا ))و لم أشاهد الفوازير الرمضانية ..أو البرامج التلفزيونية والاذاعية التي تعد للاحتفال بهذا الشهر..و عندما يدور الحوار حولي بين الاصدقاء و الاقارب عن احداث المسلسلات أغادر المكان. بصراحة من غير زعل .. انا شايف إن هذه الاحتفالات مبالغ فيها و خرجت عن الهدف من الصيام .. و لها بعد سياسي تنويمي تخديرى .. مثلما كان يحتفل البعض بسماع أغنية جديدة لام كلثوم و هو تحت تأثير الحشيش . في شبابي كان الفن في بلدنا نشاطا راقيا .. و ممتعا ومحفزا .. يستحق التعب من أجل الذهاب لمسرح الطليعة اوالحكيم أو القومي ..او للاوبرا .. او حتي لسينما قصر النيل لسماع الست. لقد كنت طالبا في قسم عمارة و كنا ندرس تاريخ الفن .. و تطور الاطر المعمارية عبر الزمن.. و كنا نرسم .. و نلون .. و ننحت في بعض الاحيان دون أن يؤنبنا أحدهم أو يصفنا بالكفر و المروق .. و كنت أذهب مع الزملاء و الاصدقاء لمكتبة الموسيقي بمتحف الفن الحديث ( بشارع قصر النيل ) لاستمع إلي بتهوفن و تشيكوفسكي .. و باخ .. و نستمتع بمشاهدة صور لوحات كاندنسكي و رامبرانت .. فان جوخ و رينوار ..اوكنا نذهب لمتابعة برامج وأفلام نادى السينما التي كانت تقدم لنا تجارب كل الشعوب بما في ذلك الياباني و الروسي ..الفرنسي و الايطالي ونعرف بازوليني و فيسكونتي و فليني .. و نجلس لساعات نحلل الافلام .. و مدى كمال الكادرات ..و أداء الممثلين . لقد عشت زمنا ثقافيا غنيا و ممتعا لدرجة أنني إخترت لابني و إبنتي منذ طفولتيهما دراسة الموسيقي و الحقتهما بالكونسرفتوار حيث كان الروس و كبار الاساتذة من المصريين يقومون بدور رائع في تعليم الاطفال و الشباب ،ما خطط له المعمارى الموسسقي أبو بكر خيرت والذى ما زلنا نعيش تحت ظلال و ثمار دوحاته . في بلدنا كان يمكنك الاستماع الي الاوبرا .. وإلي الاغنية الخفيفة الساحرة غربية و مصرية و لبنانية وإلي التراث الشرقي و عود فريد الاطرش .. و الحان سيد درويش .. وإبداع أداء منيرة المهدية ..و(خايف يكون حبك لية شفقة علية ). لقد كنت من الجيل الذى إستمع لصلاح جاهين والابنودى و سيد حجاب وعبد المعطي حجازى وهم يلقون أشعارهم .. و قرأ روايات و قصص ليوسف إدريس و صنع الله إبراهيم ..و نجيب محفوظ و إحسان عبد القدوس.. و زار المعارض و الاتليهات .. و المتاحف .. وإستمتع باعمال الفراعنة ووقف لساعات أما تمثال خفرع أو الاميرة نفرت و الامير نفرو .. أو شيخ البلد .. و كم زرنا المعابد الضخمة و تسللنا الي مقابر وادى الملوك و الملكات .. و كونا ذوقا يأبي علينا أن نستمع اليوم لحثالة البشر و هم يصفقون و يرقصون رقصا ممرضا إحتفالا باى مناسبة حتي لوكانت الذهاب للجان الاقتراع. للاسف إنحدر الذوق تدريجيا ..أولا ليوائم (النوفو ريش ) من أصحاب شعبان عبد الرحيم .. ثم بدأ التدهور في التسارع .. حتي وصل ..إلي ما تعرفونه جيدا و تشاهدونه و تسمعونه في الافراح و الليالي الملاح .( اورتيجا واحمد ازعاج، علي المنياوى و عادل الخضرى ..وباقي اللستة من السيدات و السادة الذين يجمعون في الليلة أجر مهندس مخضرم لعدة شهور). إني أستمع الان لمن يقول .. لسة عندنا اوبرا و بالية و موسيقي ..حضر حفلاتها الريس و ضيوفه نعم و لكن زمن ( إيناس عبد الدايم ووزير ثقافتها، نمنم أو عزب أو مش عارف مين ) غير زمن (سمحة الخولي والباشا ثروت عكاشة وزيرا ) هناك فرق. الان ستجد شكلا خاليا من المضمون إلا ما يمنحه لصاحبه من (سبوبه، نحتاية ) المولد و هناك كانت رسالة ودور لامتاع و تثقيف الشعب ووضع القرش في مكانه المفيد . النكدى أبو (وش يقطع الخميرة من البيت )يتمني لحضراتكم رمضان بمسلسلات .. و تمثيليات و فوازير .. تنسيكم ..إرتفاع الاسعار و الضريبة المضافة و الطائرة المدمرة .. و إمتحانات الثانوية العامة و الدروس الخصوصية و الحياة التي علي شفا الموت بفضل (دول ) ..أو علي شفا الجنون بفضل (دول) ختام أحاديث النكدى أبو وش عكر (5 ) قرب نهاية مايو من كل عام منذ 1967 أسال نفسي ،((لماذا يتمسك المصريون بما قاله عنهم عمر بن الخطاب بأنهم ( خير أجناد الأرض ) رغم أنهم لم ينتصروا فى أى معركة خاضوها بعد موقعة ( نزيب ) بقيادة ابراهيم باشا منذ قرنين)). المصريون ، بقيادة عرابى ،لم يصمدوا للغزو الانجليزى فى رشيد والاسكندرية والتل الكبير. وفروا وتركوا مواقعهم فى دارفور بالسودان وفي حرب 48 بفلسطين و 56علي ضفاف القناة وفي مناوشات الكونغو وقبرص لم يصمدوا وهزموا فى اليمن وفي سنة67 بسيناء ، ولم ينتصروا فى 73 فقد كان عدوهم على مشارف القاهرة محاصرا جيشا كاملا فى الضفة الشرقية مانعا عنه الغذاء والماء .. حتى حرب الكويت ضد (صدام) كان دورهم ثانويا رمزيا ومحاطا بغموض وشك دولى مريب. المصريون وجيشهم لم يحققوا أى انتصار عسكرى الا على صفحات الجرائد أو فى برامج الاذاعة والتليفزيون وحتى جنود الأمن المركزى وضباطهم هربوا أمام منتفضى ميدان التحرير العزل وتركوا أقسام البوليس للبلطجية والنهابين عام 2011. وها هم يحاربون الطاغوت الارهابي دون نتائج ملموسة علي الارض منذ أن خرج المصريون يفوضونهم و حتي اليوم . الضباط لم يوفقوا في حكم وإدارة الحياة في مصر .. سواء و هم يرتدون ملابسهم العسكرية أى من 52 حتي56 (مع الاستفتاء علي عبد الناصر رئيسا) أو بعد ذلك عندما إرتدوا الملابس المدنية حتي 67 مع الهزيمة العسكرية في اليمن وسيناء . فخير أجناد الأرض كانوا دائما تنقصهم القيادة العصرية الواعية المتعلمة المدربة التي تتقن بجوار عملها علوم المعرفة العصرية و فلسفاتها وهذه النوعية المتميزة من الضباط (للاسف ) عندما تواجدت( بالصدفة ) تم اغتيالها أو تهميشها لأسباب سياسية ، عقائدية ، أو تنافسية على كراسى الحكم وظل هذا يتكرر خلال قرنين منذ نفي سامي البارودى حتي اليوم. لا أعرف لماذا نصر علي تكرار الاخطاء .!!. هزيمة 5 يونيو 1967 كانت نقطة التحول التى فقد عندها المجتمع المصرى لاستقلال دام لعقد واحد من الزمان ( 1956 ـ 1967 ) بعد أن تسبب هروب خير أجناد الأرض من المعركة (تاركين أسلحتهم وتحصيناتهم وخمسة آلاف أسير من جميع الرتب).. فى إعادة إستعمار سيناء .. وسقوط الحلم القومى بأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. المصريون بعد الهزيمة استيقظوا على كابوس أن الثوار لم يكونوا ثوارا بل كانوا مغامرين وجدوا الفرصة سانحة للقفز على كراسى الحكم فقفزوا، وأن حكم العسكر قد دمر المجتمع الليبرالى الديموقراطى و هرس بالبيادة حقوق الانسان وكمم الأفواه رعبا من المعتقلات والسجون التى يديرها زبانية الدولة البوليسية الفاشيستية الساحق. مندهش من إصرارنا علي تكرار الاخطاء !!.. رغم كل ما عانيناه من حكم (الشاطر ) وزباننيته ذوى اللحي والتهدج في صلوات الفجر .لا زلنا نهادن مبغضينا . فالرئيس المؤمن أشاع بين الضباط ورعه وتقواه بحيث أصبح من الطبيعى أن نجد فى حجرات الضباط العظام فى مكان بارز سجادة الصلاة أو نسمع الأذان وصلوات الجماعة في كافة وحدات الجيش أو الحج والعمرة بأسعار مخفضة وتوقفت ترقيات الذين لم يتنبهوا الى أنهم قد أصبحوا فى عصر العلم والايمان عند رتبة عقيد أو ما دون، وأصبح من مؤهلات التصعيد لرتبة لواء أن يكون المرشح بيده مسبحة لا تفارقه ، ويتخلل حديثه آيات وسور وتعابير قرآنية أو أحاديث وعبر نبوية. و ما زلنا نرى هذا سلوكا سائدا.علي أساس أنه السلوك الحميد المقتدى به ونجد أن دروس التوجيه المعنوى يتولاها المشايخ . لماذا لا نتعلم من سقطاتنا !! بعد اتفاقية كامب ديفيد وزيادة حجم المساعدات العسكرية الأمريكية وتبادل الزيارات والبعثات كان لمعاشرة المجتمع الأمريكى تأثيران على الضباط العظام الاول هو رد فعل عكسي وعدم الايمان بجدوى الديموقراطية واليات التنافس مع إعتناق بديلا لها صيغة مصرية وهابية الهوى.( رأينا تأثيرها بوضوح مع مجلس عسكرى طنطاوى و عنان ). و الثاني رفض الحداثة في المجتمع لأنها مخالفة لتقاليد وتعاليم ديننا كما يتم تداوله فى وسائل الاعلام والفضائيات.و تسبب في إنضمام عدد من رجالنا إلي قوات العدو الارهابية. بمعني أنه عندما إنزاح كابوس المبارك وأصبح ضباط مصر فى السلطة كرروا أخطاء سابقيهم الذين جلسوا على كراسى الحكم من قبل . خطأ خلق مناخ مناسب لنمو التيارات الدينية والسلفية في تناقض مع العصر غير مبرر. وخطأ عدم الانحياز للقوى التقدمية.. تاركين مائة زهرة تتفتح وألف فكرة تتصارع لصالح الاخوان المسلمين. و خطأ تولي الضباط السابقين لوظائف حاكمة .. في الجهاز التنفيذى و التشريعي . و خطأ محاولة تحقيق مجد إقتصادى لا يدانية اى مجد سابق بحيث أصبحوا تجار وزراع و صناع مصر ..جنبا الي جنب مع حمايتها تحت شعار (( يد تبني و يد تحمل السلاح )) أرجوأن أكون مخطأ و لكن هذا الزمن الذى نعيشة .. لن يناسبة..كون خير أجناد مصر هم خير تجارها و وعاظها .
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
((رد قلبي )) قصة سخيفة و فيلم هابط .
-
الانسان الطقسي .. ضمور لقيم المعاصرة
-
12 ديسمبرذكرى تعاسة المصرى
-
هل عدنا لزمن حكم المماليك!!
-
غير متفائل،بل شديد التشاؤم.
-
عندما أثبتُ أنني مش حمار .
-
فلننظر خلفنا بغضب و نبصق
-
هذه الخرابة التي نعيش فيها
-
هل هي البداية .. أم سقطه مؤقته
-
كريم هذا البلد ..فاسد .
-
تقولشي أمين شرطة إسم الله !!
-
عندما حلمنا بالفجر،جاء الكابوس!!
-
الجمهورية الثالثة لحكم الضباط الاحرار
-
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَاَ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَا
...
-
أحب هذا الرجل المثير للجدل.
-
بعد إستكمال خارطة المستقبل، أين مصر؟
-
ليلة رأس السنة في كلونيا .
-
مصرفي إستقبال عام جديد .
-
مأدبه سوشي من لحم تارك للصلاة.
-
عندما تغرق القاهرة في مياة المجارى
المزيد.....
-
مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران
...
-
-الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا
...
-
الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين
...
-
الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو
...
-
هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
-
الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق
...
-
مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه
...
-
كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم
...
-
سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي
...
-
سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|