أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أنور عدنان - هل كانت الحرب الباردة صراع ايدلوجي؟















المزيد.....


هل كانت الحرب الباردة صراع ايدلوجي؟


أنور عدنان

الحوار المتمدن-العدد: 5172 - 2016 / 5 / 24 - 00:49
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الحرب الباردة كانت الحرب الاكبر في التاريخ الحديث. الاسم مضلل فالحرب الباردة لم تكن بتلك البرودة لانها كانت "ساخنة" بين الدول التابعة للدول الكبرى. بسبب حجمها الكبير,الحرب الباردة كانت وما زالت موضع بحث واسع في مجال العلاقات الدولية. مع ذلك , المدارس المختلفة لديها اراء مختلفة عن هذه الحرب. فبينما ينظر الواقعيون (Realists) الى كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية كلاعبين فتوازن القوى في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية, يركز الليبراليون (Liberals) على الصراع الايدلوجي بين القوى العظمى. يبدو الدليل التاريخي في كفة الليبراليون. بالرغم من ان توازن القوى لا يمكن انكاره, لعبت الايدلوجيا قادت الصراع, كما سنرى لاحقا, حتى قبل بدايته بعد الحرب العالمية الثانية.

االانهيار المحقق

من الصعب بناء سلام اذا كان احد الاطراف يؤمن بالانهيار المحقق للطرف الاخر. الانهيار المحقق للرأسمالية كان وما زال فكرة مركزية في الفكر الشيوعي. يقول كارل ماركس وفريدريك انجلز في كتابهم الشهير (البيان الشيوعي) " ان ما ينتجه البرجوازيون قبل كل شي هو حفارات قبورهم. فسقوطهم وانتصار البوليتاريا كلامها محققان بصورة متساوية." هذا المعتقد كان بلا شك في اذهان قادة الاتحاد السوفييتي على الاقل في العقود الاولى للحرب. هذا المعتقد قاد الحرب الباردة لوقت طويل وجعل اي تعايش سلمي مستحيلا.

ايدلوجية تبشيرية

قادت الشيوعية السوفييت للتصرف كتبشيريين. فبينما يؤمن التبشيريون المؤمنون انهم ينقضون البشر من خطاياهم, يؤمن الشيوعيون انهم ينقضون البشر من البرجوازيون الشجعون. المعسكر الرأسمالي كان ينظر اليه بعين المسؤولين السوفييت على انه حامي البرجوازيين الذين يتغذون على دموع ودماء البولتاريا. هذا ادى بالصراع بان ينتقل من صراع ايدلوجي طبيعي الى صراع بين الخير والشر. الطرف الاخر لم يكن اقل عدائية حتى في العقود الاخيرة للحرب. فالرئيس الامريكي رونالد ريغان استخدم مصطلح امبراطورية الشر للاشارة للاتحاد السوفيتي عام 1983.

خطاب ستالين

في شباط من عام 1946 القى ستالين خطابا في مسرح البيلشوي في اجتماع للمصوتين في الانتخابات. يعتبر الكثير من المختصين هذا الخطاب بداية الحرب الباردة. القى ستالين باللوم في هذا الخطاب على الرأسمالية وحملها مسؤولية الحرب العالمية الثانية. يقول ستالين " في حقيقة الامر ان الحرب (الحرب العالمية الثانية) اندلعت كنتيجة محققة لنمو قوى العالم السياسية والاقتصادية على أسس الرأسمالية الاحتكارية الحالية." أنذر هذا الخطاب السفيران الامريكي والبريطاني. ارسل جورج كينان نائب رئيس بعثة الولايات المتحدة في موسكو الخطاب الطوييل والذر حذر فيه رؤسائه من التغييرات الاخيرة للنظرة السوفيتية للعالم. بالرغم من ان انتقاد الشيوعيين للرأسمالية يمكن ان يُعثر عليه في ادبهم حتى قبل اكتوبر الاحمر لعام 1917 الا ان الجديد هو ان هاتين الايدلوجيتين اصبحتا الايدلوجيتان الرسمتيان لقوتين عظمى وجزء من هوياتهم.

مذهب ترومان

في مارس 1947 القى ترومان خطابا شهيرا امام جلسة مشتركة للكونجرس حيث طلب من الكونجرس ليفوضه لتقديم المساعدة لتركيا واليونان. وضع ترومان في هذا الخطاب الخطوط العريضة لما سُمي لاحقا بمذهب ترومان حيث دعا لسياسة احتواء للتأثير السوفيتي. خاطب ترومان الكونجرس قائلا: " في هذه اللحظة من تاريخ العالم, يجب ان تختار كل امة واحدا من بين طريقين بديلين للحياة." هذا البيان يلخص ما الذي كان سيحدث في العقود القادمة. بالاضافة الى ذلك, يُظهر هذا الخطاب ان الحرب الباردة كان صراعا بين "طريقين بديلين للحياة" منذ بدايتها

مذهب برجنيف
في نوفمبر 1968, القى ليوند برجنيف الامين العام للحزب الشيوعي السوفيتي خطابا امام حزب العمال الموحد البولندي. اخبر برجنيف البولنديين في هذا الخطاب انه " عندما تحاول القوات المعادية للاشتراكية ان تقلب تطور بعض الدول الاشتراكية نحو الرأسمالية فان الامر يصبح ليس المشكلة البلد فحسب بل مشكلة عامة وقلق لكل الدول الاشتراكية." هذا المذهب كان الاساس الذي استخدم لتبرير التدخل السوفيتي في عدة بلدان في الكتلة الشرقية.


تقسيم جادنوف
في سبتمبر 1947, تأسست منظمة مكونة من عدة احزاب شبوعية سُميت بمكتب المعلومات الشيوعي. انعقد الاجتماع التاسيسي في بولندا ومثل اندريه جادنوف الشيوعيين السوفييت. قرأ جادنوف تقريره عن الوضع الدولي حيث اعتبر العالم مُقسما الى معسكرين:" تحالف جديد قد ضهر. كلما تراجعت الحرب الى الوراء اصبح الاتجاهان الرئيسان اكثر تميزا في السياسة الدولية بعد الحرب. استجابة لانقسام القوى السياسية العاملة في الميدان الدولي الى معسكرين رئيسيين: المعسكر الامبريالي المعادي للديمقراطية في جانب و والمعسكر الديمقراطي المعادي للامبريالية في الجانب الاخر" كان الانقسام واضحا اذ بدأ مباشرة بعد الحرب لكن الجديد هو ان تقسيم جادنوف كان مبنيا على الايدلوجية.

ديمقراطية ام ديكتاتورية
بالرغم من ان معظم المختصين يركزون على الاختلافات الايدلوجية في الحرب الباردة من حيث الاقتصاد, كان هنالك بالاضافة الى ذلك اختلاف حاد في الطريقة التي اتبعها كلا البلدين للتعامل مع نظام حكوميتهما. في الوقت الذي بدأت به الحرب الباردة كانت الولايات المتحدة ديمقراطية قديمة. كان هذا نتيجة تراكمية لسنوات طويلة من نضالات الاباء المؤسسين واحفاذهم. قتلى الثورة الامريكية كانوا اكثر من قتلى الحرب العالمية الثانية. الاتحاد السوفيتي من الناحية الاخرى كان قد سلك طريقا اخر. كتب فلادمير لينين الرئيس الاول للاتحاد السوفيتي: " الدكتاتورية لا تعني بالضرورة الغاء الديمقراطية للطبقة التي تمارس الدكتاتورية على باقي الطبقات بل تعني الغاء الديمقراطية (او التقييد الواقعي والذي هو ايضا نوع من الالغاء) للطبقة التي تُمارس ضدها الدكتاتورية." هذا ما طبق في الواقع منذ بدايات الاتحاد السوفيتي. حتى قبل الحرب الباردة, كان من الواضح للامريكيين اين كان السوفييت متوجهين. في فيراير ممن عام 1940 صرح الرئيس الامريكي فرانكلين روزفليت: " الاتحاد السوفيتي-كما يعلم اي شخص لديه الشجاعة لمواجهة الحقيقة- يُدار بدكتاتورية شمولية كأي دكنانورية اخرى في العالم."

بأختصار, الصراع الايدلوجي صاغ الحرب الباردة وبدونه فان وجود الحرب الحرب سيصبح موضع شك. كما موضح اعلاه, الصراع الايدلوجي كان في اذهان اعلى المسؤليين الذين قادوا الحرب. الحرب انتهت بسقوط درامي للاتحاد السوفيتي عام 1991. طبيعة الحرب ستكون موضع جدل لعقود قادمة.




#أنور_عدنان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيتشة ودستوفسكي وقناص العيون
- وثيقة الازهر
- لماذا ننجب الاطفال؟!!!
- جيل جديد
- لحظة الحقيقة
- تسألني...لماذا تحب السياسة؟


المزيد.....




- كيف ستساعد بقايا سيارة الـBMW بهجوم المشتبه به السعودي على س ...
- إسرائيل تواصل هدم وجرف المنازل والبساتين في الجنوب اللبناني ...
- حادثة بـ-نيران صديقة- تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحم ...
- الحوثيون يحذرون الدول من مساندة إسرائيل في غاراتها على اليمن ...
- الثاني في أسبوع.. زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب جزر فانواتو
- في ظل تهديد -وباء رباعي-.. المصادر الغذائية الرئيسية لفيتامي ...
- مباشر - سوريا: تركيا ستفعل -كل ما يلزم- إذا فشلت الحكومة الج ...
- عاجل | مراسل الجزيرة: 13 شهيدا جراء قصف إسرائيلي متواصل على ...
- الحوثيون يكشفون خسائر الغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة ...
- قوة متحالفة مع جيش السودان تسيطر على قاعدة -الزُرق- بدارفور ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أنور عدنان - هل كانت الحرب الباردة صراع ايدلوجي؟