محمد أولوة
الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 10:54
المحور:
حقوق الانسان
رفيقي العزيز، سعيد لكحل، تحية تقدير وتضامن.
وبعد، فعلى إثر التهديد بالقتل الذي يستهدفك من طرف جماعة إسلاموية متطرفة وإجرامية، أبعث إليك برسالتي هاته معلنا لك من خلالها عن تضامني معك، وإدانتي لأفراد تلك الجماعة الكلاب، الذين يحاولون بيأس تكريس الخنوع والخضوع وتحويل الحق في حرية الفكر إلى نقيض لأقدس حق، وهو الحق في الحياة.
فتحية إجلال إليك، رفيقي العزيز، وتحية صمود في معركتك التي تعتبر معركة كل الديمقراطيين والحداثيين والمتنورين ضد الإرهاب الفكري والقوى الظلامية، التي تسعى دوما إلى اغتيال العقل وممارسة الإكراه العقدي، وتسييج البشر داخل حقول منظومتها الإيديولوجية والثقافية العقيمة ومفاهيمها الدينية المنغلقة التي لا تنتج إلا الانتحاريين والإرهابيين.
فالخزي والعار لشيوخ الدم ومسؤولي تلك الجماعة المتطرفة والتكفيرية، وإدانة لهم وتنديدا بمحاولتهم اليائسة ترهيبك ومصادرة حقك في حرية الفكر والتعبير.
هذا، وإذ أعلن مرة أخرى تضامني معك، رفيقي العزيز، أقول لهؤلاء الكلاب المدمنون على سفك الدماء، والذين يتربصون بك الدوائر أنه، لا قدر الله، إن طالتك أياديهم القذرة، فإن التاريخ لن يتوقف عن إنجاب مفكرين حداثيين، وعقلانيين، وتنويريين من أمثالك، يسترخصون حياتهم في سبيل الكشف عن الحقائق الضائعة في ثراثنا العربي الإسلامي وإبراز الجوانب المظلمة في التاريخ الإسلامي وتشوهاته المسكوت عنها، والتي يحاول الظلاميون طمسها، حماية لمقدساتهم الخرافية وتأبيدهم للجهل...
في الختام، لا يسعني أيضا، إلا أن أشجب تعامل السلطات المغربية المتجاهل لمثل هذه التهديدات التي يتعرض لها الأوفياء للقضايا الفكرية والمخلصون للعقل والحقيقة، من طرف جماعات إسلاموية تكفيرية تتمتع بحرية الحركة وتسعى جاهدة إلى جعل الدين أفيونا يشل حرية الفكر ويرجع بالإنسانية، من خلال الإفتاء بالقتل، إلى حقبة تاريخية مظلمة، كان يذبح فيها الفنانون والفلاسفة والشعراء.
فالنصر للعقل وفكر الحرية والديمقراطية، والنسف للفكر الخرافي لإبطال مفعول "المتفجرات الفكرية" التي ينتجها أمراء الجماعات الظلامية. فالخزي والعار لهؤلاء والمجد والشرف لك رفيقي سعيد.
والســلام.
رفيقك محمد أولــوة
#محمد_أولوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟