أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ما كل الطرق تؤدي إلى ثواب الله !!














المزيد.....

ما كل الطرق تؤدي إلى ثواب الله !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 12:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما كل الطرق تؤدي إلى ثواب الله !!
تسييس الجماعات المحلية لفريضة الحج والعمرة !!
غريب أمر قوافل المعتمرين من أهل الثقة ومحظيي موظفي الجماعات المحلية ، الحضرية منها والقروية، والموالين من المنتخبين ، الذين يتوجهون إلى بيت الله الحرام ، على نفقة ميزانيات الجماعات المقتطعة من جيوب فقرائها والمحتاجين بدوائرها.
والأغرب منه تردد الكثيرين منهم مرات ومرات على الديار المقدسة ، حتّى غدى ذلك أسهل لدى بعضهم من زيارة تفقدية للإطلاع على أحوال ومشاكل الأحياء التي يمثلون ساكنتها ، والتي هي أقرب إليهم من مكّة المكرمة ، والوصول إليها أقلّ تكلفة بكثير مما يكلّفه الحج أو العمرة ، وأكثر أجرًا وثوابًا منهما ، لما فيه من ثواب تحمل أمانة المسؤولية وأجر القيام بالواجب ، اللذان أمر الله سبحانه وتعالى بأدائهما حتى يشمل خيرهما الأرض والبشر.. أمّا غيرهما من العبادات كالصلاة والصوم والعمرة والحج على أهميتها ، فلا تقدم إلا نفعا فرديا يعود على من يمارسها -إذا خلصت نيته وصدق إيمانه وسلم دينه- دون أن يشمل غيره .
لا شك أن ظاهرة كثرة المعتمرين والحجاج على نفقة الجماعات المحلية ، هي ظاهرة غير طبيعية ومقلقة بكل المقاييس ، وخاصة حين تصل لدى بعض رؤسائها ، إلى درجة التسيب في التعامل مع منح الحج وإكراميات العمرة ، التي سقطت في هوة إرضاء نزعات الطمع وحب الإستحواذ والسيطرة النرجسية ، ونحت نحو العاطفية والفئوية والتحزبية ، وتحولت إلى العبث بمقدرات البلاد وأموالها العامة، وكأنها إرث شخصي ، يـُنعمون به على من يـُريدون لتمثين الولاءات ، وينفقون منه على المتنفذين لتوفير الحماية والاستمرارية في المنصب ، ويمنعونه عن المعارضين لإرغامهم على الخضوع والتبعية ؛ والأكثر إزعاجا في الظاهرة ، هو صمت المجتمع المدني‮-;- حيالها ، وغفلة الصحافة عنها ، ‬-;-‬-;-وتراجع الدولة ، أو على اقل تقدير،‮-;- "‬-;-إسترخاؤها‮-;-" في تطبيق القانون في نوازلها ،‬-;- وسكوت الأحزاب السياسية عنها ، وهم يعرفون جميعهم بأنها مؤامرة سياسية ممنهجة ، متخفية تحت عباءة الدين ، تستحوذ عليها نزعات الطمع وحب السيطرة والنرجسية ، وتخوض في المال العام ، بالتبذير فيما لا يرضي الخالق والمخلوق ، وأنه من الخطأ تركها تتمدد في أوصال الجماعات المحلية بلا رقيب ودون تصد لمضارها في وقت تعيش تلك الجماعات أوضاعا كارتية ، تستلزم حسن تدبير الموارد لمواجهة البؤس والفقر الذي يضرب كل مرافقها ، وحتى تبقى الأموال العامة سليمة ، يمكن الانتفاع بها إلى أقصى حد في إنشاء وتحسين وترميم المرافق العامة التي تمتلكها الأمة كلها ، من طرقات ، وحدائق ، ومدارس ، وجامعات ، ومستشفيات ، ويشعر المواطن بملكيته لها ؛ لأنها أقيمت بأموال الأمة ، التي هو جزء منها .
ما يجعلني أعتقد أنه لا حاجة بنا لهذا السخاء الحاتمي ، المتمثل في منح الحج واكراميات العمرة التي توزعها الجماعات ، والذي هو في حقيقته –كما سبق أن ذكرت- صرف للأموال العامة فيما لا فائدة فيه ، وتذبير سيء لأوضاع المواطنين .
أتمنى ألا يُفهم من مقالتي هذه ، أنني ضد شريعة الحج أو العمرة ، وأتهم بتأييد بتسييس فريضة حج بيت الله الحرام كما فعلت إيران، بدعوى أن الحج ی-;-صبح غی-;-ر واجب ، إذا لم يصن للحجاج الإيرانيين العزة والكرامة ، حسب تصريح المرجع الديني الإيراني، "آية الله ناصر مكارم شيرازي" ، والمرجع الدی-;-ني "آی-;-ة الله حسی-;-ن نوري همداني ، فيجب أن يعلم القارء الكريم أن مشاعري نحو الحج والعمرة ، تهتز كباقي المسلمين ، وتتحرك نحوهما عواطفي ، وأرغب كأغلبية المؤمنين الصادقين ، في أن أجد نفسي يوما في رحاب ذاك المقام المقدس "بيت الله الحرام" - محرما مع المحرمين ، طائفا ساعيا بين الصفا والمروة مع الطائفين الساعين ، واقفا بجبل عرفات مع الواقفين الملبين الطائعين -على نفقتي الخاصة ، لأن الحج واجب على كل مسلم مستطيع* مرة واحدة في العمر، لقوله تعالى : "ولله على الناس حج البيت من استطاع* إليه سبيلا ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا..
هوامش ــــ*الاستطاعة : هي أن يكون المسلم صحيح البدن ، يملك من المواصلات ما يصل به إلى مكة حسب حاله ، ويملك زاداً يكفيه ذهاباً وإياباً زائداً على نفقات من تلزمه نفقته .
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم على طرقاق مدينة مجنونة .
- تساؤل قلم حائر !!
- رمضان شهر الإفتاء بإمتياز .
- التاريخ يعيد نفسه!!
- رد على منتقدي مقالتي -لماذا نكره الاصطفاف في طوابير الانتظار ...
- مهرجان الموسيقى الروحية لفاس -شنعتو عليا ما غطى ودنيا- !!
- ليس القضاء على الفقر غاية مستحيلة !!
- بلاد الذل تنهجر
- اليوم العالمي للصحافة ، أية آفاق؟؟
- الفقر في المغرب !!
- رجالات ما في ألسنتهم عظم !!
- أي موقع ل-مي فتيحة- في النضاليات النسوية المغربية ؟؟
- هل الإنتحار فعل لاأخلاقي ، أم هو موقف يستحق التقدير والاحترا ...
- من -خربوشة- إلى -من فتيحة-!!
- لماذا نكره الاصطفاف في طوابيرالانتظار ؟
- واقع حرية الرأي وقوى الإسلام السياسية!!
- قضية خولة وبوتازوت ، هي معركة قيم !!
- حضارية التظاهرات واستفزازيتها !!
- التأسلم- الموضة الجديدة !! 3 تابع
- تهنئة بميلاد مرصد دولي للإعلام وحقوق الإنسان..


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ما كل الطرق تؤدي إلى ثواب الله !!