أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بهاسكر سنكارا - الطبيعة البشرية في النظرة الاشتراكية














المزيد.....

الطبيعة البشرية في النظرة الاشتراكية


بهاسكر سنكارا

الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 09:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



– بهاسكر سنكارا وأدنر عثماني

مالعمل - فريق الترجمة


لن تعيق طبيعتنا البشرية المشتركة كفاحنا من أجل مجتمعٍ عادل، بل ستعيننا في ذلك.

«إنها جيدة نظريًا، ولكنها سيئة تطبيقًا»، هكذا يُقال لمن يعبّرون عن اهتمامهم بالاشتراكية وبفكرة مجتمعٍ غير استغلاليّ أو هرميّ، فبالطبع تبدو هذه الفكرة جميلة، ولكنّ الناس ليسوا بذلك اللطف، أليس كذلك؟ ألا تلائم الرأسمالية الطبيعة البشرية أكثر؟ فهي طبيعةٌ تهيمن عليها النزعة التنافسية والفساد.

لا يصدق الاشتراكيون هذه «البديهيات» المزعومة، فهُم لا يرون في التاريخ مجرد روايةٍ لا يملأها إلا الوحشية والأنانية. وإنما يرون أيضًا تعبيرات التعاطف والمحبة والتعامل بالمثل التي لا تعد ولا تحصى. البشر كائناتٌ معقدة، فهم يقومون بأعمالٍ فظيعة، ولكنهم أيضًا يقومون بأعمالٍ حسنة مبهرة، وحتى في الأوضاع العصيبة نشهد تعاطفًا عميقًا فيما بين الناس.

لا يعني ذلك أنّنا كائناتٌ بلاستيكية لا تحمل طبيعةً بشرية معينة. يزعم التقدميون ذلك أحيانًا، ويكون ذلك غالبًا في جدالهم مع من يرون في البشر مجرّد كائناتٍ ناطقة ماشية غايتها الوحيدة تعظيم المنفعة. على الرغم من النوايا الحسنة لأصحاب الزعم الأول، فهم يبالغون في إنكارهم وجود طبيعةٍ بشرية.

يلتزم الاشتراكيون لسببين على الأقل بفكرة تشارك كلّ البشر لبعض المصالح المهمة. أولى هذين السببين سببٌ أخلاقي: اتهام الاشتراكيين لمجتمع اليوم بالفشل في توفير الحاجات الأساسية، مثل المأكل والمأوى، في عالم من الوفرة واتهامهم له بإعاقة نموّ الأفراد بكونهم مكبّلين بوظائفٍ منهكةٍ وقاسية وقليلة الأجر مبنيّان على معتقدٍ جوهريّ (سواءً أصُرِّح به أم لا) حول البواعث والمصالح التي تحرك الناس في كل مكان.

ينبثق غضبنا من حرمان الأفراد من حقّهم في حياةٍ حرّة وزاخرة من فكرة أنّ الناس بفطرتهم خلّاقون ومحبّون للاطلاع وأنّ الرأسمالية كثيرًا ما تقوّض تمظهر هذه الخصال. نحن ببساطة نسعى من أجل عالمٍ أكثر حريّةً وعالم يمكّن الناس فيه من تحقيق ذواتهم، وذلك لأنّ جميع الناس في كل مكان يهتمون بحريتهم وبتحقيق ذواتهم.

ولكن هذا ليس هو المسبب الوحيد لاهتمام الاشتراكيين بما تحمله البشرية من حوافزٍ عامة، فامتلاك مفهوم «الطبيعة البشرية» يساعدنا على فهم العالم المحيط بنا، وفهمنا هذا العالم يعيننا أيضًا على تغييره.

تصرّح مقولة ماركس الشهيرة: «إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن ليس سوى تاريخ صراعات طبقية». إنّ مقاومة الاستغلال والظلم أمرٌ ثابت طوال تاريخ البشرية – فهي جزءٌ من الطبيعة البشرية بمقدار ما الطمع أو نزعة التنافس جزءٌ منها. والعالم حولنا مليءٌ بنماذج لأناسٍ يدافعون عن حياتهم وكرامتهم. وإن كانت البنى الاجتماعية قد تقولب وتقيّد الوكالة الفردية، فليست هنالك بنىً تسحق حقوق الناس وحرياتهم دون أن تستدعي مقاومةً مناهضة لها.

ولكن بالطبع نرى أيضًا في تاريخ «أي مجتمعٍ حتى الآن» سجلًا طويلًا للاستكانة، لا بل والإذعان. يندر النشاط الجمعيّ الشعبي ضدّ الاستغلال والاضطهاد. وهنا تُطرح مسألة: لو كان البشر في كلِّ مكان ملتزمين بالدفاع عن مصالحهم الفردية، إذن لم لا يقاومون أكثر؟

الواقع هو أنّ امتلاك الناس حوافزًا للمطالبة بالحرية وحقّ تحقيق الذات لا يقتضي امتلاكهم القدرة على الشروع في ذلك. وتغيير العالم ليس إنجازًا سهلًا. وفي ظلّ الأوضاع الاعتيادية، كثيرًا ما تبدو المخاطر المرتبطة بالنشاط الجمعي قاهِرةً.

على سبيل المثال، حين يقرّر العمال الانضمام إلى نقاباتٍ مهنيّة أو القيام بإضرابٍ عن العمل لتحسين أوضاع عملهم قد يتعرضون حينها لشجب مدرائهم، وقد يصل الأمر لأن يخسروا وظائفهم. يتطلب النشاط الجمعي أن يقرّر العديد من الأفراد المختلفين مواجهة هذه المخاطر مجتمعين في صفٍ واحد؛ ولذا ليس من المفاجئ أنّ حدوث ذلك الأمر غير اعتيادي وهو غالبًا ما يكون عابرًا.

بعبارةٍ أخرى لا يؤمن الاشتراكيون أنّ غياب الحركات الجماهيرية دلالة على عدم امتلاك الناس رغبةً فطرية للمقاومة، أو ما هو أسوء من ذلك بأنّ الناس لا يدركون ماهية مصالحهم حتى. ولكنّ العكس هو الصحيح: يندر الاعتراض لأنّ الناس عقلاء فهم يعلمون أنّ التغيير في اللحظة السياسية المعنية ليس سوى أملٍ بعيد محفوفٍ بالمخاطر؛ ولذلك يطوّرون استراتيجياتٍ لتدبير أمورهم.

ولكن في بعض الأحيان ينهض الناس ويواجهون هذه المخاطر، وينظّمون ويبنون حركاتٍ تقدّمية على مستوىً شعبي. والتاريخ مليءٌ بنماذج أناسٍ يكافحون الاضطهاد، وأحد مهام الاشتراكيين الرئيسة هو دعم هذه التحركات وجعل التحرّك الجمعي خيارًا متاحًا لعددٍ أكبر من الناس.

وفي هذا المسعى، وفي خضم صراعنا من أجل تحديد قيم مجتمعٍ أكثر عدالةً، فلن تضرّنا طبيعتنا المشتركة، بل ستساعدنا.

المصدر: مجلة جاكوبين



#بهاسكر_سنكارا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قوات الأمن تطلق قنابل دخانية لتفريق المتظاهرين التربويين أما ...
- بيرني ساندرز: هكذا يمكن للديمقراطيين الخروج من غياهب النسيان ...
- عندما تحوّل الرأسمالية النشاط الإبداعي إلى مصدر للربح
- غيثا البراد- عضوة المجلس الجماعي بوجدة (عن الحزب الاشتراكي ا ...
- فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يدعو لجنة المالية والتن ...
- الجبهة الشعبية تدعو إلى أوسع المشاركة يوم الغضب العارم والعص ...
- أي مستقبل لحزب التجمع الوطني في حال إقصاء مارين لوبين من الر ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 07 أبريل 2025
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تجدد التأكيد على الرف ...
- تركيا: أوزغور أوزيل يواصل زعامته لحزب الشعب الجمهوري ويطالب ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بهاسكر سنكارا - الطبيعة البشرية في النظرة الاشتراكية